عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-12, 03:38 PM   #1
 
الصورة الرمزية رماح

رماح
العضوية الفضية

رقم العضوية : 7426
تاريخ التسجيل : May 2007
عدد المشاركات : 802
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ رماح
إستفسار ماذا يُخيف (إسرائيل): إيران أم السلام؟


ماذا يُخيف (إسرائيل): إيران أم السلام؟
تاريخ النشر: الخميس 08/03/2012م
بقلم: حسان حيدر

التمثيلية المملة ذاتها تتكرر كل سنة مع انعقاد مؤتمر مجموعة الضغط اليهودية الأمريكية «آيباك»: (بنيامين نتانياهو)، أو أي رئيس لوزراء (إسرائيل)، يُبدي استياءه وامتعاضه من الدور الكابح الذي تلعبه الولايات المتحدة لمنع الدولة العبرية من توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، و(باراك أوباما)، أو أي رئيـس أمريكي آخر، لا يجد وسـيلـة لتهدئـة خاطر حليفـه وتخفيف «إحباطـه» سـوى تقديم المزيد من المسـاعدات العسـكريـة والاقتصاديـة (لإسـرائيل) وتجديد إلتزامـه بأمنها "المقدس" والإحجام عن إثارة موضوع السـلام وحل الدولتين وحقوق الشـعب الفلسـطيني..!!
هذه المرة وصلت مبالغات الطرفين حداً قياسياً لأنها سنة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتوسل فيها أي مرشح أصوات الجالية اليهودية ومحبي (إسرائيل)، فتبادل الرجلان عبارات الإطناب والمديح والثناء بلا حساب، لأن (نتانياهو) يُريدنا أن نُصدق أن إيران تُشكل خطراً على مستقبل دولته، ولأن (أوباما) يُريدنا أن نُصدق أنه يُصدقه!
تحتاج (إسـرائيل) دوماً إلى أعداء، لأن السـلام لا يُريحها ويتناقض مع طبيعـة وجودها! وعندما جاهر العرب برغبتهم في السـلام وأطلقت قمـة بيروت في 2002 المبادرة العربيـة، كان لا بد من أن يُفتـش الإسـرائيليون عمن يكسـر معادلـة "الأرض مقابل السـلام" المحرجـة.
والتفتيش لم يكن صعباً: سورية وإيران كانتا جاهزتين تحت مسمى «الممانعة»، للانقضاض على الإجماع العربي من داخله وخارجه، وتبرير الرفض الاسرائيلي.
وبالتأكيد، ردت (إسرائيل) الجميل للنظام السوري ولا تزال تُزكيه وتحض على إبقائه، لكنها أيضاً قدّمت خدمات جليلة لإيران بالمبالغة في تصوير خطر هذه على أمنها، وتبارى مسؤوليها في إبداء القلق من برنامج إيران النووي وكأنه موجه ضدها بالذات!
وحققت تل أبيب بذلك مجموعـة أهداف، أولها إبتزاز أمريكا والعالم بتقديم نفسـها "كضحيـة مهددة بالزوال" وتحتاج إلى مسـاعدات دائمـة وتقنيات عسـكريـة متطورة، وثانيها رفض أي حديث عن التسـويـة مع الفلسـطينيين لأن انشـغالها "بالتهديد الإيراني" لا يسـمح لها بتقديم «تنازلات»، وثالثها تظهير صورة إيران في مواجهـة العرب عبر الترويج بأن قوة طهران العسـكريـة المتناميـة تُهدد وجود (إسـرائيل) وليـس هدفها السـيطرة على الخليج العربي وإرهاب دولـه والتدخل في شـؤونها...
تخشـى (إسـرائيل) أن يُلزمها السـلام الفعلي مع العرب بإقرار حقوق الفلسـطينيين ويضطرها إلى تلبيـة متطلبات العيـش في حدود آمنـة، مع ما يعنيـه ذلك من تغيير في تركيبـة نظامها الاقتصادي والعسـكري.
أما إيران، التي لم نسمع أنها أطلقت رصاصة واحدة على (إسرائيل)، فتكتفي بتصريحات التهويل والعنتريات ضد (إسرائيل)، بينما عينها على الخليج وتلويحها دائم بإقفال مضيق هرمز ومنع الملاحة الدولية عبره.
وعلى غرار ما فعلته حليفتها سورية في استخدام بعض الفلسطينيين أداة للتغطية على حقيقة مواقفها، تستخدم هي ذراعها العسكرية في لبنان، «حزب الله»، لخدمة هذا الابتزاز للعالم العربي واتهامه بـ «التقاعس»، فالحرب التي افتعلها الحزب في 2006 كان هدفها الالتفاف على الوضع الجديد الناشئ في لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري وسحب البساط من تحت اقدام التيار المتنامي المناوئ للنفوذين السوري والإيراني فيه.
إيران ليست أكثر تهديداً لأمن (إسرائيل) من حليفتها سورية التي حرصت منذ عقود على إراحة الخاصرة الشمالية الشرقية لـ «العدو» في الجولان المحتل، وما كلام (إسرائيل) عن خطرها الداهم عليها سوى ذر للرماد في عيون العالم.
-------------------------------------------------------------------
المصدر: موقع http://www.palpress.ps
================================================== =================
حكمـة اليوم: من شـيئين يُعرف الجاهل: بكثرة كلامـه فيما لا ينفعـه، وبإخباره عما لا يُسـأل عنـه...


رماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس