عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-11, 04:23 PM   #2
 
الصورة الرمزية sad_girl

sad_girl
فخر زهرة الشرق

رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sad_girl
رد: تعالوا تعرفوا على طريقة الزواج الصحراوي في المغرب


دية لتحرير العروس

ويذكر الباحث في التراث الصحراوي ابراهيم الحيسن انه خلال ليلة الدخلة ووفقاً لطقوس الزواج التقليدي في الصحراء، يتم ما يعرف بالترواغ، وهو إخفاء العروس من جانب صديقاتها في مكان سري، الأمر الذي يلزم العريس بمعية أصدقائه البحث عنها والعثور عليها مهما كلف الأمر. ويأتي الغرض من ذلك إثارة الحماس والشعور بالغيرة لدى العريس واختبار درجة حبه وتعلقه بعروسته.

ويظل أهم شيء يميز المروح هو شعيرة الاختطاف، اذ تقضي التقاليد الصحراوية أن يسعى حلف العروس بزعامة صديقاتها إلى اختطافها وإخفائها. وفي حالة نجاح حلف العروس، يكون على العريـس دفـع دية لتحرير العروس.

والترواغ حسب الباحث عملية لازمة في اليوم الأول للدخول، فتعمد صاحبات العروس الى إخفائها عن العريس في مكان مجهول وقيام العريس بالبحث عن زوجته بمعية أصحابه، وإذا وجد العريس عروسه أتى بها في موكب مصحوب بالزهو والحماسة..

ولخداع العريس ومعاونيه، تتزين إحدى صديقات العروس وترتدي أزياء شبيهة بملابسها وتختبئ في مكان قريب حيث يعثر عليها بسهولة، ليتم حملها -خطأ- إلى العريس الذي يفاجأ بمجرد الكشف عن وجهها، وهو ما يسمى «لْمَرْطَ»، (أي الخدعة والتوهيم) في القاموس الشعبي الحسّاني. لحظتها ينقلب المشهد إلى مسرح من الضحك والسخرية، ويستمر البحث عن العروس!

ويرمز مصطلح «الترواغ» الذي يعني باللهجة الحسّانية المطاردة والإخفاء، الى عادة قديمة لدى المجتمع الحساني تصاحبها عملية ترهيبية من الرجال تصل في سخونتها إلى تعنيف من تأكد أنهن وراء إخفاء العروس وإبعادها عن الأنظار، ولكن في إطار ودي يخفف آثار السياط المسلطة على النساء، وفيه ترسيخ للعادات والتقاليد وتقبلها بصدر رحب من كل المشاركين.

وفي الكثير من الأحيان، تلجأ صديقات العروس إلى إخفائها في مخازن الحبوب وبين الأعرشة وفي مكان قصي يصعب العثور عليه بسهولة، بل قد يذهبن أبعد من ذلك إلى حفر حفرة كبيرة تتمكن العروس من التمدد داخلها ويغطين الحفرة بحصير مع ترك كوّة للتنفس.


ويواصل الباحث سرده لتفاصيل العرس الصحراوي قائلا«حين يختلي العريس بزوجته يتوقف قرع الطبل وينسحب الحضور وهم على موعد مساء اليوم التالي، لتقيم لهم عائلة العريس وليمة كبيرة احتفاء بالعروس».

من جهته، يقول الكاتب محمد البوزيدي ان الاحتفالات بالعرس الصحراوي تستمر سبعة أيام للبكر، وثلاثة أيام للثيب، ويوماً واحداً لمن سبق لهما الزواج. ويضيف أن العرس الصحراوي لا يخلو هو الآخر من أجواء الدعابة، ففي ليالي الترواغ (الثانية والخامسة) تختفي العروس ويلزَم العريس وأصحابه أن يعثروا عليها، وذلك لإثارة غيرة العريس واختبار مدى تعلقه بعروسه... أما الليلة الأخيرة فتسمى «أحشلاف» وتعني النهاية، وفيها تبيت العروس إلى جانب زوجها. وتقابل هذه الليلة ليلة الترواح المعروفة عند القبائل الأخرى حيث تقوم مجموعة من النساء بترديد مجموعة من الأهازيج الشعبية كتشجيع للزوجة منها:

يالعروس تعشاي سابك ماجالعريس // ياعروس تناولي عشاءك قبل مجيء العريس

كومي ضرك تمشاي والصبح يجيك دريس //وقومي الآن لتمشي فغدا ستكونين أحسن

ومن الاهازيج كذلك:

ياما باتي الا باتي على خير

كنت وحدة منا وكبظت منا أمير

كلت تمشي عنا يجعلك فيها خير



فوق هودج ناقة

طقوس العرس قديماً لا تختلف كثيراً عن العرس الحالي، ولعل الاختلاف الوحيد بينهما هو أن عائلة العريس تنصب خيمة خاصة بالعروسين تسمى خيمة «الرك» تبعد عن مضارب القبيلة «الفريك» نصف كيلو متر. وفي الحفلة الختامية للعرس الصحراوي تزف العروس إلى عريسها فوق هودج ناقة، ثم تنحر الناقتان ليلة العرس واليوم الموالي واحدة من قبل أهل العريس والثانية من أهل العروس، وفي صبيحة العرس يتناول الجميع أكلة العيش التي تحضر بدقيق الشعير والماء والزبدة.

ويضيف الباحث أن «تقاليد العرس الحالية حافظت على مميزات خاصة بالعروس من خلال تلثمها بلحاف أسود وآخر أبيض، وهي مزينة بالعقيق وحلي الذهب والفضة وبعطر الخميرة الممزوج بالقرنفل والعطور والبخور. كما حافظ العرس الصحراوي على الأجواء الاحتفالية التي تصاحبه، فالاحتفال ما زال يتم في جو من المرح والرقص والموسيقى والغناء، على إيقاع آلات مشهورة بالصحراء المغربية، كالكدرة والطبل والكيتار».

ومن أشهر الرقصات التي يحرص الصحراويون على أدائها في العرس رقصة الكدرة، وتكمن خصوصيتها في تزامن الحركات وقرع الآلات والرقص والإيقاع، ويشترط في الراقص أن يتميز بخفة الحركة والتوازن. وعادة ما تكون آلة الطبل محور اللعب في هذه المنطقة، فتسجل بتقاطعات موسيقية لحظات توقف ينتقل الراقص فيها من وضع إلى آخر ومن هيئة الى أخرى.

لهذا كله يبقى العرس الصحراوي بطريقته المعروفة ميزة خاصة لأهل الصحراء الذين يحاولون الحفاظ على موروثهم الثقافي من خلال تطبيق عادات وتقاليد مختلفة رغم مظاهر التمدن التي بدأت تخترق كل المجالات.


توقيع : sad_girl


زهرة الشرق

sad_girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس