رد: عواصف في عالمنا العربي
فرنسا: مبعوثو العقيد يؤكدون استعداده للرحيل
المجلس الانتقالي الليبي أعلن تلقيه عرضاً بوضع القذافي قيد الإقامة الجبرية
الأربعاء 13 يوليو 2011 طرابلس ـ وكالات

وسادة احد الثوار الليبيين كتب عليها
«الطريق لتحرير طرابلس» (أ.ف.پ)
أعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا تمسكه بضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة، مشيرا إلى أن مبعوثا عن الأخير قد عرض على فرنسا وضع القذافي قيد الإقامة الجبرية تحت حماية دولية.
ولفت الناطق باسم المجلس محمود شمام الى أن «المجلس الوطني الانتقالي لن يأخذ في الاعتبار سوى المبادرات الجدية التي تنص بدون لف ولا دوران على رحيل القذافي وأبنائه».
وأكد شمام أن أحد المقربين من القذافي ويدعى بشير صالح قد توجه مؤخرا إلى فرنسا واقترح أن يتم إيداع الزعيم الليبي قيد الإقامة الجبرية في ليبيا تحت حماية دولية.
وأضاف المتحدث أن الاقتراح الذي تم إبلاغهم به عبر طرف ثالث «مرفوض»، مؤكدا أن سيف الإسلام، أكثر أبناء القذافي نفوذا، كان يعارض هذه التسوية.
من جانب آخر، أكد شمام أن بشير صالح وعبدالله منصور وهو مقرب آخر من الزعيم الليبي كانا على اتصال «بعدة جهات دولية بهدف رحيل القذافي من ليبيا».
وقلل شمام من أهمية الاتصالات التي أجراها المعارض الإسلامي الليبي علي السلابي مع نظام طرابلس بهدف إيجاد حل للنزاع، معتبرا أن السلابي «يجس نبض النظام فقط»، حسبما قال.
في هذا الوقت أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس انه لا مفاوضات فعلية وشاملة مع النظام الليبي بل مجرد اتصالات، مشيرا إلى أن فرنسا استقبلت مبعوثين للزعيم معمر القذافي أعلنوا عن استعداده للرحيل.
وقال جوبيه لإذاعة «فرانس اينفو» ردا على سؤال عما إذا كانت فرنسا تتفاوض مباشرة مع نظام القذافي ان «الجميع لديه اتصالات. النظام الليبي يرسل مبعوثين إلى كل مكان إلى تركيا إلى نيويورك إلى باريس ولكن ليس هناك مفاوضات فعلية الآن بل نحن استقبلنا مبعوثين يقولون لنا ان القذافي مستعد للرحيل ودعونا نناقش هذا الموضوع». وأضاف ان «المسألة لم تعد متعلقة بمعرفة ما إذا كان القذافي سيرحل بل متى يحدث هذا وكيف».
بدوره، قال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي ان طرابلس مستعدة الآن لإجراء محادثات غير مشروطة لإنهاء الأزمة الليبية.
وأكد المحمودي في مقابلة أجراها مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية في عددها الصادر امس استعداد حكومته للبدء في المحادثات التي ذكر انها لن تكون «مع الليبيين فحسب بل مع الاتحاد الأوروبي ايضا، خصوصا فرنسا شرط وقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) حتى تتم المحادثات في جو هادئ».
وقال ان طرابلس لا علاقة لها بـ «المعارضين المتمردين الذين يتلقون دعما عسكريا وماديا ومؤنا من المجتمع الدولي».
وفي تعليق له على الإحصاءات التي أوردها حلف «ناتو» ذكر المحمودي انه تم تدمير أكثر من 70% من قدرات القوات العسكرية الليبية، موضحا «بتنا أكثر ضعفا في الوقت الحالي إذ لم يعد لدينا بنادق ولا طائرات أو قوات بحرية أو طائرات مضادة كما ان جيشنا ودباباتنا باتت خارج المعركة».
وقال انه «يتم تسليم أسلحة للمتمردين مثل صواريخ «ميلان» الفرنسية وغيرها من الأسلحة التي تباع في المنطقة على الجماعات المتطرفة» محذرا من ان «حال عدم الاستقرار هذه سوف تسهم في زيادة أعداد الجماعات المتطرفة او الإرهابية».
ومن جانب آخر، لفت رئيس الوزراء الليبي انه تم تجميد عقود وقعتها ليبيا مع العديد من الدول بقيمة 150 مليار دولار من بينها عقود وقعتها مع فرنسا بقيمة 40 مليار دولار.
وأعرب المحمودي عن الترحيب بالمؤشرات التي أبدتها فرنسا والتي رأت «ان عمليات القتال لن تحل الأزمة وان المفاوضات ضرورية» واصفا موقفها بـ «الايجابي». وقال «ان الزعيم الليبي معمر القذافي على استعداد للقبول برغبة الشعب الليبي فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المستقبلية الجديدة واحترام اختياره لشكل الحكم الذي يريده سواء في ان تصبح ليبيا جمهورية او ملكية او الإبقاء على نظامها الحالي».
من جهة اخرى، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي ديمتري مدفيديف امس ان بلاده مستعدة لدعم مفاوضات تؤدي الى انتقال ديموقراطي في ليبيا، شرط ان يتنحى الزعيم معمر القذافي. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان انه خلال اتصال هاتفي، «شكر الرئيس أوباما للرئيس مدفيديف جهود الوساطة التي تبذلها روسيا في ليبيا، وشدد على استعداد الولايات المتحدة لدعم مفاوضات تؤدي الى انتقال ديموقراطي في ليبيا اذا تنحى القذافي».
وتسعى روسيا لأداء دور الوسيط في النزاع في ليبيا وأكدت انها تختلف مع تفسير الحلف الأطلسي لبنود قرار مجلس الأمن الرقم 1973.
|