رد: عواصف في عالمنا العربي
واشنطن تعتبر الزعيم الليبي شخصاً خطيراً وتطالبه بالتنحي بدل إطلاق التهديدات
القذافي ينسى اسم رئيس الحكومة البريطاني.. وسيف الإسلام يتهم «الناتو» بعرض مقايضة المحكمة بإيقاف الحرب
الأحد 3 يوليو 2011 عواصم ـ وكالات
اطفال ليبيون مؤيدون للقذافي خلال مظاهرة ية امام مقر الامم المتحدة في طرابلس أمس (رويترز)
الاتحاد الأفريقي يقر اتفاقاً على إقصاء الزعيم الليبي عن مفاوضات حل الأزمة ويرفضون تنفيذ مذكرة اعتقاله
ردا على خطابه المسجل والذي هدد فيه بنقل الحرب الى اوروبا، جددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس مطالبة الزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي عن السلطة بدلا من إطلاقه التهديدات مثل هذه التهديدات.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي خلال زيارة لمدريد «بدلا من اطلاق التهديدات يتعين ان يعطي القذافي الاولوية لمصلحة شعبه وما فيه خيره وان يترك السلطة ويساعد في تسهيل التحول الديموقراطي».
وسبق أن اعتبرت الخارجية الاميركية عبر المتحدث باسمها مارك تونر ان العقيد معمر القذافي، بما أطلقه من تهديدات في كلمته التي ألقاها امس الأول، يعد شخصا خطيرا، وان حلف الناتو سيواصل الضغط عليه حتى يتنحى جانبا.
وقال تونر: «هذا الشخص الذي يملك القدرة على إطلاق التهديد هو شخص خطير، ونحن قلقون، ولكن الناتو سيستمر في مهمته، وفي نفس الوقت سيستمر الضغط عليه حتى يتنحى جانبا».
وكان تونر يشير الى خطاب القذافي الذي بث على حشود من انصاره في طرابلس داعيا اياهم إلى الاستيلاء على الأسلحة التي ألقتها فرنسا للثوار الليبيين في منطقة جبل نفوسة بغرب ليبيا، مهددا بنقل المعركة إلى «البحر المتوسط وأوروبا».
ولم يخل خطاب العقيد الليبي معمر القذافي الاخير من الطرفة على الرغم من موقفه الصعب في تفوق قوات حلف شمال الاطلسي «الناتو» المساند للثورة الليبية على كتائبه.
فخلال توجيهه كلمة صوتية اليوم لمؤيديه في الساحة الخضراء بطرابلس تلعثم في معرفة اسم رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، حيث قال: وانت يا من في بريطانيا.. ما بعرف اسمك حتى صححه احد معاونيه، كما ان القذافي اصر على مخاطبة الرئيس الاميركي باراك اوباما بقوله وانت يا ابني يا باراك وقد اطلق عليه سابقا اسم بركة.
وانتقدت الكلمة كلا من رؤساء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة او بالاحرى الغرب بأكمله حيث اكد القذافي ان غارات الناتو لم تغير من الوضع العسكري له في شيء مهددا بزحفه على البحر المتوسط ومن ثم على الدول الاوروبية الاخرى، كما اتهم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بأنه مغلوب على امره.
واستخدم صيغ بليغة لا يستخدمها سواه على الاكثر امام القوة العسكرية الغربية، حيث يشبه تهديده بانتقاله هو ومؤيديه الى اوروبا مثل «الجراد» أو «النحل».
في غضون ذلك، توصل رؤساء الدول الافريقية في ختام مفاوضات شاقة خلال قمتهم السابعة عشرة في مالابو أمس الأول الى اتفاق إطاري لعرضه على طرفي النزاع في ليبيا ينص خصوصا على استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي من المفاوضات لاخراج ليبيا من الازمة وعلى نشر «قوة حفظ سلام».
وقال مفوض الامن والسلم في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة لوكالة فرانس برس ان القادة توصلوا الى «اتفاق اطاري» ينص في احد بنوده على «ان القذافي يجب الا يشارك في العملية التفاوضية». ونص الاتفاق الاطاري على «انهاء النزاع والبدء بعملية سياسية تتيح تلبية التطلعات المشروعة للشعب الليبي الى الديموقراطية».
وعلى صعيد متصل قرر الاتحاد الافريقي خلال قمته في مالابو ان اعضاءه لن ينفذوا مذكرة التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق العقيد القذافي.
وبحسب القرار فان «الدول الاعضاء لن تتعاون في تنفيذ مذكرة التوقيف» بحق القذافي.
وطلب الاتحاد من مجلس الامن الدولي «تطبيق الاجراءات التي تكفل الغاء آلية المحكمة الجنائية الدولية حيال ليبيا»، معربا عن «قلقه لكيفية قيام مدعي المحكمة الجنائية الدولية بإدارة الوضع في ليبيا، وهي قضية احالها مجلس الامن الدولي الى المحكمة الجنائية».
على صعيد متصل، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية أمس عن سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان الناتو عرض على طرابلس صفقة سرية من شأنها ان تسقط قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله مع ابيه.
واضافت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الالكتروني ان سيف الاسلام نفى اتهامات المحكمة الجنائية بأنه او اباه اصدرا اوامرهما بقتل المتظاهرين المدنيين.
وفي أول لقاء معه منذ توجيه تلك الاتهامات، ذكر سيف الاسلام ان القوى الغربية عرضت التضحية بقرار المحكمة الجنائية من اجل التفاوض لإنهاء حرب ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن سيف الاسلام قوله لقناة ار تي الروسية «انه خلف الابواب المغلقة تحاول القوى الغربية التفاوض معنا لعقد اتفاق، وفي حال الموافقة ستتولى هي امر المحكمة، وهذا يعني ان المحكمة تخضع لسيطرة تلك الدول التي تهاجمنا يوميا وهدفها فقط وضع ضغط سياسي ونفسي علينا».
ووصف المحكمة بأنها عبارة عن كرتون الميكي ماوس حيث اضاف قائلا «اتهمتني المحكمة بقتل المدنيين غير ان كل انسان يعلم انني لم استخدم القوة لانني لا انتمى للجيش او الحكومة كما ان الاشخاص الذين لقوا حتفهم توفي معظمهم خلال مهاجمتهم للمواقع العسكرية وهذا يحدث في اي مكان في العالم.
|