رد: عواصف في عالمنا العربي
عائشة القذافي تعترف بمفاوضات مباشرة مع الثوار: مستعدون للتحالف مع الشيطان
القذافي يتوعد «الأطلسي»: السن بالسن والعين بالعين والطفل بالطفل والمقر بالمقر والبادي أظلم!
السبت 2 يوليو 2011 عواصم ـ وكالات

عائشة القذافي
حذر الزعيم الليبي معمر القذافي امس قادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا من مواجهة «كارثة» إذا لم يتراجعوا عن العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا.
وفي كلمة صوتية ألقاها أمام آلاف من أنصاره الذين تجمعوا في الساحة الخضراء بالعاصمة طرابلس، ونقلتها وكالة الجماهيرية للأنباء (أوج)، حذر القذافي كلا من رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديڤيد كاميرون قائلا: «تورطتم في معركة لم تحسبوا حساب الذي يواجهكم فيها، وهو الشعب الليبي العظيم» وأوضح أن الشعب الليبي «قادر في يوم ما على أن ينقل المعركة إلى البحر المتوسط وأوروبا، قد يستبيح بيوتكم ومكاتبكم وعائلاتكم لتصبح كلها أهدافا عسكرية مشروعة مثلما أنتم حولتم مكاتبنا ومقراتنا وبيوتنا وأطفالنا إلى أهداف عسكرية مشروعة لكم».
وشدد الزعيم الليبي على أن «المعاملة بالمثل والسن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم، الطفل بالطفل والعائلة بالعائلة والبيت بالبيت والمقر بالمقر، إذا قررنا فنحن قادرون على أن ننتقل إلى أوروبا مثل الجراد مثل النحل، ولكن ننصحكم أن تتراجعوا قبل أن تحل بكم الكارثة».
وقال: «هذه رسالة تاريخية سيكتبها تاريخ البشرية يوجهها الشعب الليبي للمعمورة للدنيا للعالم للكرة الأرضية بقاراتها الـ 6، سيكتب التاريخ يوم 1-7-2011، كان يوما مشهودا يوما تاريخيا، وجه فيه شعب من شعوب الأرض رسالة قوية بتحد وشجاعة تحت قصف طائرات حلف الأطلسي الذي يضم 28 دولة نووية كبرى، ولكن طائراتها وصواريخها وقنابلها تحطمت على صخرة مقاومة الشعب الليبي وشجاعة الشعب الليبي وكبرياء الشعب الليبي العظيم». وأضاف: «اسمع يا عالم صوت الشعب الحر، الشعب الأبي، الشعب الذي قرر أن يعيش بكبرياء وأن يعيش حرا أو يفنى عن بكرة أبيه».
ووجه كلامه إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا: «يا ابني أوباما، اطلب من موظفي البيت الأبيض وخاطبهم مباشرة أن يفتحوا لك على الإذاعة المرئية الليبية، لكي ترى الحقيقة، حتى تعرف أنك على حق عندما تراجعت عن جنون المجانين في حلف الأطلسي في أوروبا».
وقال القذافي: «يا صديقي المسكين برلسكوني، المغلوب على أمرك، افتح على الإذاعة الليبية... يا صديقي المسكين ساركوزي، افتح على الإذاعة الليبية، لكن أنصحك أن تأخذ مهدئات قبل أن تفتح على الإذاعة الليبية لأنك ستصعق... ستصعق حتما وأعصابك الضعيفة لن تتحمل ما تراه في الإذاعة الليبية، تحدي الشعب الليبي، المظاهرة المليونية، لا تستطيع أعصابك أن تتحمل قوة الشعب الليبي التي تواجهك في شمال افريقيا».
وتابع: «يا الكاميرون، افتح على الإذاعة الليبية في داون ستريت، افتح الإذاعة الليبية لو كانت أعصابك تتحمل». وأكد الزعيم الليبي لكل من برلسكوني وساركوزي وكاميرون أنهم يحرثون «في البحر والرمل»، ويجرون «وراء السراب»، محذرا إياهم من أنهم «واهمون، خاطئون».
التحالف مع الشيطان
وفي السياق نفسه اعترفت عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي بأن هناك حاليا مفاوضات مباشرة وغير مباشرة تجري بين السلطة الليبية في طرابلس والثوار.
وقالت عائشة القذافي في حديث خاص لقناة «فرانس 2» أمس ان السلطة الليبية تعمل حاليا على وقف نزيف دم الشعب الليبي ومن أجل هذا «فإنهم مستعدون للتحالف مع الشيطان» في وصفها للثوار.
وأضافت عائشة، التي تعمل بمهنة المحاماة، والبالغة من العمر 35 عاما أن الصراع وحد أسرتها، كما نفت وجود أي خلاف أو انقسام. وحول احتمالية رحيل والدها عن السلطة، لم تجب عائشة على هذا السؤال، لكنها أكدت أن والدها يعد رمزا و«مرشدا» للشعب الليبي. وتساءلت عائشة «إلى أين تريدون أن يرحل؟ هنا بلاده وأرضه وشعبه، إلى أين سيذهب؟ هناك شيء لن تفهموه مطلقا وهو أن والدي يعد رمزا ومرشدا»، على حد قولها، وأدانت تدخل قوات التحالف، ووجهت حديثها إلى أمهات ونساء الطيارين الفرنسيين الذين يقصفون البلاد.
وبدأت عائشة حديثها بأنها فقدت أحد أبنائها ووجهت كلمتها إلى هؤلاء النساء مؤكدة أن ازواجهن لا يعملون من أجل حماية المدنيين في ليبيا بل يقومون بقتل «شعبها وأطفالهم».
وتساءلت عائشة «لماذا كل هذا؟ هل هو من أجل إرضاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يعتقد أنه طالما قتل عددا أكبر من الشعب الليبي كسب أصواتا في الانتخابات».
في المقابل، أعلن ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي منصور صافي النصر استعداد المجلس لوقف القتال إذا وافق الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على الرحيل عن السلطة. ونقل راديو «سوا» الأميركي أمس عن النصر قوله، على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الافريقي الـ 17 في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، إن المجلس على استعداد للتفاوض مع المسؤولين المحيطين بالقذافي، مضيفا أن قوات المعارضة لن تتراجع في هذا الوقت، خصوصا أنها تسجل تقدما في العمليات العسكرية باتجاه تطويق العاصمة طرابلس.
في سياق مواز، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اثناء زيارة الى موسكو امس بأن فرنسا ابلغت الحلف الاطلسي ومجلس الامن الدولي بتسليمها الثوار الليبيين اسلحة.
وقال الوزير ردا على سؤال بشان الانتقادات الروسية لتسليم اسلحة للثوار في ليبيا «لم نخرج عن اطار قرارات مجلس الامن» الدولي، واضاف «لقد ابلغنا مجلس الامن وشركاءنا في الحلف الاطلسي». وتابع جوبيه «لدينا خلافات حول هذه النقطة (مع روسيا)، وهذا لا يمنعنا من العمل معا».
|