رد: عواصف في عالمنا العربي
علماء دين سعوديون يردّون على القرضاوي واللحيدان:
لا يجوز التحريض على الفتن
الثلاثاء 10 مايو 2011 الأنباء
الشيخ صالح اللحيدان

الشيخ د. يوسف القرضاوي
الرياض ـ العربية. نت: دعا علماء دين ودعاة سعوديون رجال الدين إلى البعد عن إثارة الفتن والسعي لتهدئة الأمور فيما يحدث في بعض الدول العربية بدلا من الخروج بأقوال قد تزيد من تأجيج المواطنين أكثر. وأكدوا في حديثهم لـ «العربية. نت» على عدم اتفاقهم مع ما قاله رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وما قاله عضو هيئة كبار العلماء السعوديين الشيخ صالح اللحيدان، وذلك عندما وصف القرضاوي الرئيس السوري بأنه أسير حاشيته وطائفته، وأنه يعامل شعبه على أنه سني، بينما اعتبر الشيخ اللحيدان النظام السوري بأنه «بعثي ملحد» وأرجع الطائفة العلوية، التي ينتمي لها الرئيس السوري، إلى الفاطميين، ودعا لإسقاطها بالجهاد.
مؤكدين على أن مثل هذه التصريحات تؤجج النار أكثر ولا تخدم صالح المسلمين في كل مكان وقد تزيد القتل وسفك الدماء. ويؤكد أستاذ الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والداعية المعروف د.عقيل العقيل على أن الواجب على علماء المسلمين تهدئة الأمور والتريث في إطلاق الأحكام في القضايا العامة وعدم الانسياق وراء الرأي الفردي.. ويقول لـ «العربية.نت»، «مثل هذا الحديث لا يجمع الكلمة ولا يخدم المصلحة العامة أبدا، بل يجب تهدئة الأمور وعدم إشعالها أكثر. من الواجب على طلاب العلم ومن قبلهم العلماء التريث وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام على القضايا العامة التي تهم الأمة أجمع، ومن القواعد المقررة شرعا (أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) وإثارة الشعوب على الحكومات ليس فيه مصلحة يدركها كل عاقل بل يترتب عليها من المفاسد ما الله به عليم».
ويؤكد د.العقيل على رفض فتوى «هلاك ثلث الأمة لنجاة ثلثيها لا إشكال فيه» التي قال بها بعض العلماء لاسيما اللحيدان، مشددا على أن هذا لم يكن نهج الرسول الكريم ولا صحابته الأجلاء.. ويقول: «هذا الكلام غير صحيح بل الواجب أن نحرص على سلامة الأمة أجمع.. والهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فهل تعامل صلى الله عليه وسلم بمثل هذا المنطق؟ بالعكس.. بل قام والصحابة من بعده وعلى رأسهم عمر الفاروق بحفظ دماء المسلمين جميعا.. فعمر وخوفا على المسلمين كاد أن يمنعهم من فتح مصر عندما أرسل خطابا لعمرو بن العاص قال له فيه «إن فتحت مصر فعلى بركة الله وإلا فقف» خوفا على الجيش الإسلامي.. وليس صحيحا أن نهلك ثلث الأمة».
ويرفض د.العقيل فتاوى تكفير بعض رؤساء الدول معتبرا أنه لا يجوز تكفير من يقول لا إله إلا الله أو نعتهم بالنفاق مادام لم يعلم يقينا كفرهم.. ويقول «تكفير المعين يحتاج للقطع فيه إلى هيئة علمية تدرس كل الخفايا.. فلا تستطيع أن تكفر رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.. ولا تستطيع أن تحكم أنه منافق لأنك لم تدخل في قلبه.. والذين كفروا بعض الأشخاص كانوا في يوم من الأيام يمجدون بعض زعماء البعث.. فما الفرق بين هذا وذاك.. ثم إن د.يوسف القرضاوي عندما استلهم منهجه كان يحكم في قضية بأنها شيء ثم يحكم في قضية أخرى مشابهة لها بشيء آخر.. فعندما حدثت تفجيرات سبتمبر اعتبرها إرهابا وكلنا نعتبرها كذلك ولكن عندما تحدث تفجيرات في فلسطين فهو يعتبرها جهادا وما الفرق بين هذا وذاك؟ فكلها انتحار.. ينبغي للعالم أن يكون منهجه واحدا».
من جانبه يشدد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق في مكة المكرمة الشيخ أحمد الغامدي على أنه لا يجوز للعالم صاحب الكلمة المسموعة أن يكون محرضا على الفتن وأن الأفضل السعي للإصلاح..
ويقول لـ «العربية.نت»: «لايجوز لعموم المسلمين التحريض على الفتن ناهيك عن كون من يقوم بذلك رجلا له كلمة مسموعة أو صلة رسمية، فهذا أولى به ألا يتكلم في شيء من هذا القبيل أو يحرض عليه.. فلا يحرض المسلمون بعضهم على بعض أو من كان بينهم فتنة»..
ويتابع «لا يجوز التدخل إلا بما يهدي هذه الفتنة ولا يشعلها أكثر من منطلق (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) وهذا لعامة المسلمين فضلا أن يكون عالما مسموعا.. ويمثل جهة رسمية».
وحول ما قاله القرضاوي واللحيدان قال «دون التطرق للأسماء فالكلمة مؤثرة وقد تدفع بالناس لما هو أسوأ.. خاصة كلمة علماء الدين فكلمتهم أكبر تأثيرا.. وكل ما يولد الاقتتال والشحناء لا يجوز شرعا فضلا عن أن يكون ذلك التحريض للمزيد من سفك الدماء وإزهاق الأرواح والتخريب والضرر بأبناء المسلمين».
ومن جهته، يؤكد الداعية وخطيب جامع العريجاء بالرياض الشيخ فهد السبيعي لـ «العربية.نت»: «ليس للآخرين أي علاقة بالشؤون الداخلية لكل دولة ما لم يكن هناك استفتاء من أهل الدولة أنفسهم..
وقد يكون بعض السوريين استفتوا الشيخ صالح اللحيدان بصفته عالم دين وعضو هيئة كبار العلماء في فتواه».. وبشكل عام يقول السبيعي «الشأن السوري شأن داخلي وليس لنا كدعاة سعوديين رأي فيما يحدث فيه ولم نر بأعيننا ولم نسمع بآذاننا ما يحدث هناك كي نحكم إلا ما ينقل عبر وسائل الإعلام وهذه الوسائل في الغالب لا تأتي بالأخبار على حقيقتها».
ويتابع «أرى ألا يتدخل أحد في الأوضاع الداخلية لكل دولة وعلينا أن نلتفت لما يحدث في بلادنا فقط وهذا يكفينا.. وأن نكون يدا واحدة وصفا واحدا أمام من يحاول أن يزعزع أمننا ويفرق جماعتنا».
|