رد: عواصف في عالمنا العربي
مكانة مدينة النجف العراقية في صعود.. وتهدد نفوذ رجال الدين الإيرانيين
الثلاثاء 19 أبريل 2011 بغداد ـ رويترز
قالت جالا رياني المحللة بمؤسسة (آي.إتش.إس) غلوبال انسايت «منذ سقوط صدام بدأ شيعة العراق يستعيدون دورهم التاريخي كزعماء للعالم الشيعي».
وأضافت «برزت قم منذ قيام الثورة الإسلامية (في ايران) ويرجع هذا جزئيا الى عزلة العراق التدريجية منذ ذلك الحين وايضا الى المذهب الديني للجمهورية الإسلامية.. غير أن السكان الشيعة والقيادة الدينية في العراق أخذوا في هدوء نصيبهم» من النفوذ.
وتصدرت الأغلبية الشيعية بالعراق الساحة السياسية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأسقط صدام وأدى سقوطه الى تشكيل حكومة يهيمن عليها الشيعة. ومنذ ذلك الحين تستقطب النجف ملايين الشيعة على مستوى العالم.
والآن تريد بغداد أن تظهر لطهران أن بوسعها ان تكون لاعبة مؤثرة في سياسات الشرق الأوسط ووجود النجف كمركز للسلطة الدينية الشيعية يمكن أن يعزز هذا الوضع.
إذ يقول كليف كوبتشان المحلل بمجموعة يوراسيا لاستشارات المخاطر «العراق الذي يقوده الشيعة قوة إقليمية صاعدة. الآن فقط بدأ يعثر على قوته. لعب تاريخيا دورا في الجغرافيا السياسية والأمن بالخليج. الحرب خلفت فراغا ملأته ايران لكن العراق الآن عاد لملء الفراغ الذي خلفه».
وفي هذا الإطار، خرج الآلاف من شيعة العراق الى الشوارع الشهر الماضي لل على دخول قوات من السعودية ودول خليجية أخرى ضمن «درع الجزيرة» الى البحرين.
ودعا آية الله العظمى علي السيستاني الزعيم الشيعي الكبير بالعراق والذي نادرا ما يتدخل في السياسة البحرين علنا الى وقف استخدام العنف ضد المتظاهرين.
من جهته، قال سفير الولايات المتحدة في العراق جيمس جيفري إن الحكومة العراقية طلبت من بلاده ولاعبين آخرين التدخل في البحرين لمحاولة حل الصراع، مضيفا أن واشنطن تعمل من أجل هذا الهدف.
والعراق والبحرين ولبنان هي الدول العربية الوحيدة التي يفوق فيها عدد الشيعة عدد السنة.
وقال كوبتشان «رد فعل العراق على التدخل في البحرين أحد أوضح الأمثلة على صعود العراق البطيء والمطرد في الوقت نفسه على الساحة الإقليمية. حيث ان رد فعل شيعة العراق على الأحداث في البحرين كان الأقوى بالمنطقة».
بدوره قال رجل الدين الشيعي السيد محمد بحر العلوم الذي فر من العراق عام 1969 بعد أن أصدر حزب البعث الذي كان مهيمنا في عهد صدام حكما بإعدامه إن صدام حاول إطفاء شمعة النجف وحارب علماء ورجال الدين بها وطردهم.
لكن الآن تستقطب النجف ملايين الشيعة من العراق وإيران والبحرين والكويت والهند وغيرها. وتتوافد أعداد كبيرة من الزوار على المدينة خلال المناسبات الشيعية المهمة.
وقد أنشئت الحوزة العلمية بعد سقوط صدام واستقطبت آلاف الطلبة الجدد.
وتمتلئ الشوارع بالإيرانيين الذين كان يحظر دخولهم في عهد صدام وينشدون أغاني بالفارسية للإمام علي ويجلبون الأطفال حديثي الولادة الى ضريحه للتبرك.
وتكتسب النجف قدسيتها عند الشيعة لكونها مقر مرقد الإمام علي رضي الله عنه.
والنجف هي مقر المرجعية الشيعية في العراق في إشارة الى كبار رجال الدين الشيعة وهي تشير عادة الى رجل الدين السيستاني (83 عاما) الإيراني المولد والذي ينظر إليه كقوة للوحدة بين معظم شيعة العراق منذ عام 2003.
ويقول السيستاني إنه لا ينوي التدخل في السياسة وعلى النقيض من ميول رجال الدين في ايران تدافع تعاليمه عن الفصل بين الدين والدولة.
وتقول رياني إن السيستاني «لا شك أكثر قوة وشعبية ويحظى بإجلال أوسع نطاقا» من الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وأضافت رياني «وضع السيستاني داخل إيران قوي جدا ومن المحتمل أن يمثل تحديا لا يستهان به للسلطة الدينية لخامنئي».
ويقول محللون إن من شأن الصفقات التي أبرمتها بغداد مع شركات نفط دولية والتي قد تضمها الى نادي كبار المنتجين العالميين أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط لتعطي العراق المزيد من النفوذ السياسي وفي نهاية المطاف تهدد سلطة ايران في العالم الشيعي التي لم ينافسها فيها أحد لسنوات.
وقال كوبتشان «العراق في صعود من ناحية القوة الناعمة والجاذبية السياسية والثقافية. على المدى القصير ستظل ايران القوة الشيعية الإقليمية المهيمنة. على المدى الطويل العراق واعد جدا وقد يبزغ مجددا كثقل يوازن منافسته التقليدية بالمنطقة إيران». منقول بتصرف
|