عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-10, 09:50 PM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
بعد أن كانت المعدة هي الأقرب لقلبه


[align=center]

قالوا قديمًا "أقرب الطرق إلى قلب الرجل معدته"، حيث كانت الأم توصي ابنتها بأن تهتم بقائمة الطعام الخاصة بالزوج، ناصحةً إيّاها بأن أقصر الطرق للوصول إلى قلبه هي معدته، واليوم تغيّر هذا الوضع، وأصبح الطريق إلى قلب الرجل راتب الزوجة بدلاً عن معدته، فكيف ينظر الزوج إلى راتب زوجته، هل بنظرة طمع، أم استغناء؟ أم أنه يعتبره إحدى وسائل تأمين المستقبل للأسرة؟ وهل المرأة مستعدّة لتقديم راتبها لزوجها من أجل سواد عينيه؟ففي هذا العصر المليء بمتطلبات الحياة، وكثرة المصاريف وضيق ذات اليد، باتت النظرة حول مفهوم العلاقة الزوجية مختلفة لدى الأزواج، فالمرأة قديمًا لم تكن لتنشغل إلا بتدبير أمور منزلها وتلبية رغبات زوجها دون أن يُشاركها المسؤولية إلا قليلاً، وكان جُلّ وقتها له، أما الآن، فمع دخول المرأة لقطاع العمل، وانشغالها بمتطلبات كثيرة، بدأت توزّع اهتماماتها أملاً في الوصول إلى حياة هادئة محفوفة بالحب والودّ والتراحم، قائمةً على المشاركة وتبادل المسؤوليّات والأدوار، مما جعل إمكانية الوصول إلى قلب الرجل من خلال معدته فقط ليس صحيحّا تمامًا، بل يُمثّل نقطة في بحر الاجتماع على الودّ والتراحم، وفي مشاركته أعباء المنزل أيضًا.
وقد صارت أحد شروط الزواج التي يطلبها الشاب في الفتاة أن تكون عاملة براتب مجزٍ لكي يتقاسما معًا تكاليف الحياة الزوجية، ولعلّ الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار، وارتفاع تكاليف الزواج هو ما دفع بعضًا منهم للبحث عن الزوجة العاملة، وذلك لمساعدته في تحمّل أعباء الحياة الاقتصادية التي أضحت تشكّل عائقًا أمام كثير من الشباب، لكن في المقابل هناك بعض الزوجات لا يرِدن أن يتمّ اختيارهن على أساس الوظيفة، مما يجعل بعض النساء يضعن احتمال الاستقالة من العمل في بداية الخطوات حتى يغلقن باب الشك في دافع الاختيار.
ونجد في كثير من الأحوال نساءً لا يقدِّمن للبيت شيئًا من راتبهن، وذلك يرجع إلى استغناء الزوج أو اشتراط الزوجة عدم الإنفاق على البيت، فلا الدين ولا القانون يعطيان الحق للرجل في الاستيلاء على راتب زوجته، وهناك بعض الزوجات اللاتي يشترطن على أزواجهن أن تعملن، وبعد الموافقة يجب ألا يتدخل في راتبها، فإذا ما رغبت في المساعدة، فذاك أمر مردود إلى إرادتها فقط ورغبتها في ذلك ودون إجبار أو إكراه. وهكذا يُفكّر بعض النساء، وينظرن إلى الزواج نظرة مشاركة وعطاء، ولا ينبغي أن تتسرّب إليه الحسابات المادية التي كثيرًا ما تؤثّر في بنيان العلاقة بينهما.
ومع ذلك نجد بعض الرجال يبرّرون الطمع في راتب الزوجة بأنه ناتجٌ عن قلّة وعي المرأة، لأنه من وجهة نظرهم أن المرأة لا تستطيع أن تتحمّل مسؤولية الإنفاق ولا تدبّر أمورًا كثيرة هم الأعلم بها، لذا فهم الأحق والأفضل في إنفاق راتبها، وكثيرًا ما يتسبّب ذلك بأن تشعر بعض الزوجات بالإهانة والمذلّة عندما يستولي الزوج على راتبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. كما يرى بعض الرجال أن سماحهم للزوجة بالخروج للعمل يُعطيهم الحق في الاستفادة من راتبها للمساعدة في أعباء البيت، وإلا فإن الرجل لن يجني من عملها سوى الكآبة والتعاسة، حيث إن الزوجة تخرج للعمل وتعود للبيت مجهّدة ثم تقوم بأعباء البيت، في كلا العملَين وفي النهاية يكون الزوج هو المتحكّم في الأموال، وإذا ما رغبت المرأة في شراء شيء ما، فإنها تأخذه من راتبها المستولى عليه من قِبل الزوج.
مع ذلك، نجد أن بعض الزوجات تعطي الراتب كلّه لزوجها طواعية وعن طيب خاطر، كسبًا لحبه وتعاطفه معها، ويكون الرجل سعيدًا بذلك، لما لا؛ وقد أصبح لديه راتب ثانٍ من دون كدٍّ ولا جهد، وعندما يصبح هذا الأمر عادةً، تبدأ المشكلات بمجرد تفكير الزوجة في إنفاق راتبها بنفسها.
ومع ذلك، لا ينبغي أن تثق الزوجة كليًّا في الزوج، ولاسيما في زماننا هذا، حيث إن هناك نماذجًا كثيرة لنساء ضحيّن بكل شيء، وكانت النتيجة أنهنّ لم يجنين سوى الخيبة والحسرة، لذا، ادّخرن من راتبكن، واعملن بالمثل الدارج "الدرهم الأبيض ينفع في اليوم الأسود".الحياة الزوجية ليست حسابات مادية، وإذا دخلت في هذا النطاق تتسع الفجوة بين الزوجين، والمطلوب من كليهما التفكير مليًّا في إنجاح مشروع الزواج، بعيدًا عن الماديات الضيّقة التي قد تقصف الحياة الزوجية، فلا بأس أن تشارك المرأة زوجها في تحمل المسؤولية المادية، ولو بجزء يسير، كما أن الزوج لا ينبغي أن يتحايل على زوجته ويستغلّها ليستولي على راتبها، أو يمنعها من مساعدة أهلها به[/align]


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس