رد: لِمَـاذا أكتب؟ إرضاءً للقارئ، أم إرضاءً للذات،
ماذا أنتظرُ بعد انتهائي من الكتابة، وطبعِ الكتاب ونشرهِ وتوزيعهِ؟
لا ينتظر أكثر من كلمات الرِّضَا، والاستحسان من أصدقائهِ، وبمعنى آخر ينتظر الاستجابة الجمالية للقارئ، أو بعض الإشارات والتلميحات النقدية، التي على المؤلِّف الاستفادة منها، في عملهِ المقبل، لكن ماذا لو أنَّ شيئاً من هذا لم يحدث؟ وكأنَّما قرأ المؤلِّف كتابه على مجموعةٍ من الصُّمِّ البكم، بالتأكيد سوف ينتاب المؤلِّف حزنٌ عميق وغضب لا يقدر إلا أنْ يكبته، وهو عين ما شَعَرَ به بيلنيوس الأصغر(61-113م) قبل عشرين قرن حين كتبَ إلى أحد أصدقائه (قبل برهة غادرت ساخطاً جلسة قراءة في منزل أحد الأصدقاء..
النص الذي جرت تلاوته مثلاً، كان مصقولاً إلى أقصى حد، غير أنَّ شخصين أو ثلاثة أشخاص بارعين- أو هكذا خُيِّل إليهم وللبعض الآخرين من الحاضرين، أنصتوا إلى النص وكأنَّهم صُمٌّ بكم)4. فهل بإمكاننا اعتبار القارئ الأصم الأبكم، الذي يقرأ النص، دونما أنْ يثير فيه أدنى انفعال، أنموذجاً للتأجيل أم للموت؟ بالتأكيد لا يمكن الحكم بالموت، لأنَّ القارئ المثالي موجود أيضاً، وبيلنيوس الأصغر، كان حاضراً مع القارئ الأصم الأبكم، وبمرور الزمن، يغيب القارئ لأنَّهُ لا يُعنَى بالإجابة عن تلك الأسئلة، مهما كانت، والقارئ يتنوَّع بعدد القراءات، حتى أنَّ القارئ في قراءتهِ الأولى، يختلفُ عنه في قراءتهِ الثانية، عدا أنواع القارئ المختلفة: القارئ النموذجي، والقارئ المحترف، القارئ العادي، .
التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 24-12-21 الساعة 10:32 PM
|