عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-10, 02:30 AM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,648
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
ماذا نقول للمتطرفين والذين سيتطرفون؟؟





ماذا نقول للمتطرفين والذين سيتطرفون؟!
الاربعاء 11 شوال 1430 الموافق 30 سبتمبر 2009





د. الشريف حاتم بن عارف العوني

لقد فرح الجميع بذلك الإنجاز العلمي الحضاري الكبير , وهو (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية), والتي هي إحدى وجوه أملنا في مستقبل واعد بإذن الله تعالى .

ولا يمكن أن يطغى على فرحنا بها ما يرقص عليه المفتونون بالغرب وتقاليده من كونها جامعة مختلطة؛ حيث إن كونها مختلطة ليس مما يفوق ما نرجوه منها من تصحيح منكر التخلف الحضاري وتصويب خطأ عجزنا عن التقدم العلمي، وهما (التخلف والعجز) معصية كبرى ومنكر كبير, كانا سببين أساسيين لهزائمنا المتوالية أمام أعدائنا في الدين والطامعين في ثرواتنا . فإنكار هذين المنكرين وإزالتهما يتم بالقيام بواجب التقدم الحضاري والقوة العلمية، وهو ما نرجوه من جامعة بحجم (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية). ولذلك لم يكن فرحنا بهذا الإنجاز لتطغى عليه خطيئة الاختلاط , وهو اختلاط تجاوز الصورة المباحة منه إلى الصورة المحرمة، إذا صدق ما رأيناه وما سمعناه من صخب حول هذا الموضوع.

وهذه دعوة لطائفتين من الناس:

الأولى: دعوة لبعض الغيورين الذين استفزهم رقص التغريبيين، بأن ينظروا إلى الجامعة بصورة أوسع من خطيئة الاختلاط الذي فيها , وأن ينظروا أيضا للإنجاز الكبير الذي نرجو أن يتحقق منها، وهو واجب ديني وفريضة شرعية أيضا، كما أن إنكار الاختلاط المحرم واجب ديني وفريضة شرعية كذلك.

والثانية: دعوة لغيرهم بأن لا يحصروا إنجازها الكبير في الاختلاط المحرم، وأن لا يسيئوا إلى الرجل الكبير الذي بنى فكرتها وحقق طموح أمته فيها (خادم الحرمين الشريفين) بأن يجعلوا من الجامعة مفرخةً للتغريب، وكأنها ما وُضعت إلا لهذا الإنجاز الدنيء! وكأنها لم تقم إلا على أنقاض ديننا وقيمنا!! حرامٌ عليهم هذا الظلم لهذا الإنجاز، كما أنه حرام عليهم أن يخونوا دينهم وأمتهم بمثل هذا الموقف المخزي من دينهم وأمتهم.

ومع ذلك فأنا أعلم أن بعض أفراد هاتين الطائفتين المخاطبتين بهذه الدعوة , لن يتراجعوا عن هذا القصور في النظر إلى (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية)، وسوف يستمران في الصراع، وربما سيزدادان في التطرف. لكني هنا أحمل همَّ لجان المناصحة وهمَّ علمائنا ودعاتنا الذين يواجهون التطرف بالاعتدال والدعوة إلى عدم الغلو: ماذا سيقولون للمتطرفين والذين سيتطرفون؟! وكيف سيقنعونهم بما قررته في هذا المقال، من أن هذه الجامعة يُرجى منها أن ترفع منكرا كبيرا هو أكبر من منكر الاختلاط، ألا وهو منكر التخلف الحضاري والعجز العلمي. وكيف سيستطيعون مواجهة الخطاب التهييجي الذي سوف يسيطر على عقولهم , حتى يعمي أبصارهم؟!

هي مهمة صعبة جدا.

وأرجو أن يدرك الراقصون على أنغام التغريب خطورة الموقف وصعوبة حل مثل هذا الأمر، إذا استمروا في خلاعة الرقص الذي لا يحقق التفدم الحضاري، ولا يقرب من الرقي العلمي! وأنهم مسؤولون مباشرون عن أي تطرف وغلو قد نشاهد مولده بسبب مجونهم هذا.

ونقول لهم: دعوا الناصحين يسعون لتصحيح وضع الجامعة بما لا يعارض هدفها الحقيقي، ودعوهم يخوضون معركة فكرية مع حماس شبابنا المتدين لضبط مشاعرهم ومواقفهم.

وأخيرا: جميعنا يظن الخير فيما يدعو إليه (حتى الراقصون) ! لكن ليس كل من أراد الخير يعرفه، ولا كل من عرف الخير عرف الطريق إليه!


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس