في العادة دائماً نرى أبراج شبكة الهاتف الجوال في أراضٍ فضاء أو على المنشآت المعمارية العالية أو في المرافق العامة، ولكن الأمر الذي يدعو إلى الاستغراب والدهشة هو إنشاء ووضع برج لتقوية شبكة الجوال داخل فناء المنزل!
فقد قامت شركة الاتصالات بوضع برج جوال داخل فناء منزل بحي السلام أمام جامع العز بن عبدالسلام ضاربة بذلك عرض الحائط سلامة سكان المنزل والجيران من تأثير إشعاعات ميكروويف تقوية إرسال الهاتف الجوال على صحتهم وصحة ابنائهم الصغار.
والمشكلة الحقيقية هو ان ليس لشركة الاتصالات عذر في عدم وجود أراض خالية في منطقة الحي، فأمام المنزل الذي اقيم فيه برج الجوال مباشرة جامع ومرفق كامل لأرض خالية ومساحات شاسعة، كان بالامكان الاستفادة منها بوضع ذلك البرج فيها.
وأوضح الدكتور فيصل بن عبدالعزيز المسلط استشاري أمراض وجراحة الأنف والاذن والحنجرة في تصريح خاص ل"الرياض": ان أبراج الجوال بشكل عام لها تأثير على صحة الإنسان نظراً لما تحمله من ميكرويوفات تبث موجات كهرومغناطيسية حتى ولو كانت على مسافات بعيدة، وإن كثرة التعرض بشكل مستمر لهذا الميكروويف على المدى البعيد فإنها سوف تؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على صحة الإنسان وهي لا تظهر بشكل سريع وإنما على مدى فترات طويلة تبعاً لمدة التعرض لإشعاع الميكروويف الصادر من تقوية برج الجوال، ومن نتائجه السلبية ارتفاع ضغط الشرايين كما يسبب أضراراً على المرأة الحامل اضافة إلى تسببه في حدوث الصداع والتعب العام والإرهاق.
وأضاف د. المسلط ان هناك دراسة أوروبية حديثة أثبتت ان اشعاع الميكروويف له آثار سلبية على صحة الأطفال من بينها أعراض الصرع ونقص المناعة وظهور الأورام الليمفاوية على اعتبار ان جماجم الأطفال أضعف منها لدى البالغين وبالتالي فهم أكثر تعرضاً لأضرار الموجات الكهرومغناطيسية.
فهل شركة الاتصالات سوف تراعي صحة أهل المنزل والجيران؟ أم سيكون ذلك باباً لفتح افاق استثمارية لأصحاب المنازل في الأحياء من خلال تأجير أفنية منازلهم على شركة الاتصالات دون أخذ الحيطة من تأثير ذلك الميكروويف والاشعاع الصادر منه على صحة الإنسان وما دور أمانة مدينة الرياض في ذلك من الناحية الجمالية للأحياء.
منقولة من موقع جريدة الرياض
الأطلال