عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-09, 05:37 PM   #9

بهجه فراج
خطوات واثقة

رقم العضوية : 13164
تاريخ التسجيل : Oct 2009
عدد المشاركات : 83
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بهجه فراج
سلسة هذا خلق الله 3


خلق الله (3)
الملائكة وصفاتهم
قال تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثَلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1
وفال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6.
والآيات في ذكر الملائكة كثيرة جدا يصفهم الله بالقوة في العبادة , وفي الخلق , وحسن المنظر , وعظمة الأشكال , وقوة الشكل في الصور المتعددة .
وعن جابر بن عبد الله قال : قال صلى الله عليه وسلم "ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم , أو ملك ساجد , أو ملك راكع , فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لأنشرك بك شيئا " .
والبيت المعمور مسجد في السماء حيال الكعبة أي فوقها لو خر لخر عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك , إذا خرجوا لم يعودوا آخر ما عليهم .
وما من موضع في السماوات السبع إلا وهو مشغول بالملائكة وهم في صفوف من العبادة , منهم هو قائم أبدا , ومنهم من هو راكع أبدا , ومنهم من هو ساجد أبدا ومنهم من هو في صنوف آخر والله أعلم بهم وهم دائمون في عبادتهم وتسبيحهم واذكارهم وأعمالهم التي أمرهم الله بها , ولهم منازل عند ربهم كما قال تعالى {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ }الصافات.
وقال صلى الله عليه وسلم " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها , قالوا كيف يصفون عند ربهم , قال يكملون الصف الأول ويتراصون في الصف " , وكذلك يأتون يوم القيامة بين يدي الرب جل جلاله صفوفا كما قال تعالى {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38.
والمراد بالروح هنا بنو آدم , وقيل ضرب من الملائكة يشبهون بني آدم في الشكل ,وقيل جبريل عليه السلام , وقيل ملك يقال له الروح هو من أعظم الملائكة خلقا .
وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم حيث قال تعالى {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى }النجم5. قالوا كان من شدة قوته أن رفع مدائن قوم لوط وكن سبعا بمن فيها من الأمم, وكانوا قريبا من أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوانات , رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهم عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح ديكهم ثم قلبها عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى .
وهو له مكانة ومنزلة رفيعة عند الله وهو مطاع في الملأ الأعلى ذو أمانة عظيمة
قال تعالى {ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ . مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ }التكوير .
وهو السفير بين الله وأنبيائه عليهم السلام , وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة , وله ستمائة جناح كما رآه محمد صلى الله عليه وسلم كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه التهاويل ( أي الأشياء المختلفة الألوان )من الدر والياقوت ما الله به عليم .
وكان جبريل ينزل على رسول الله (ص) في رمضان كل ليلة فيدارسه القرآن ويصلي أمامه .
أما إسرافيل عليه السلام وهو أحد حملة العرش وهو الذي ينفخ في الصور بأمر ربه نفخات ثلاث أولاهن نفخة الفزع , والثانية نفخة الصعق , والثالثة نفخة البعث .
أما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات وهو ذو مكانة عند ربه عز وجل , ومن أشراف الملائكة المقربين .
وعن أنس بن مالك عن رسول الله (ص ) أنه قال لجبريل مالي لم أر ميكائيل ضاحكا قط فقال ماضحك ميكائيل منذ أن خلقت النار , وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله .
وأما ملك الموت فليس مصرح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل والله أعلم . وقد قال تعالى{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }السجدة11. وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته حتى تبلغ الحلقوم فيتناولها ملك الموت بيده فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها منه فيلقوها في أكفان تليق بها فإن كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء وإلا غلقت دونها وألقي بها إلى الأرض .
والملائكة أقسام فمنهم حملة العرش ومنهم الكروبيون الذين هم حول العرش , وهم أشرف الملائكة مع حملة العرش وهم الملائكة المقربون , ومنهم جبريل وميكائيل عليهما السلام .
وقد ذكر الله عنهم أنهم يستغفرون للمؤمنين بظهر الغيب كما قال تعالى {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7 ومنهم سكان السماوات السبع يعمرونها عبادة دائبة ليلا ونهارا صباحا ومساء كما قال سبحانه وتعالى {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ }الأنبياء20.
وهناك ملك آخر يقال له رضوان خازن الجنة ومنهم الموكلون بالنار وهم الزبانية وخازنها هو مالك وهو مقدم على جميع الخزنة ,قال تعالى {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ }الزخرف77 {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ }غافر49 والآيات كثيرة .
ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم قال تعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11 وهم الملائكة فإذا جاء قدر الله خلوا عنه .
ويقال أن مع كل آدمي ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه .
ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد قال تعالى {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ }الانفطار10{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ }ق17 وهما لايفا رقان الإنسان إلا عند حالتين الجنابة والغائط .
قال تعالى { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78 تشهده الملائكة , ملائكة الليل والنهار ويجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الفجر .
وقال ( ص )" إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤا يسمعون الذكر" . وعن أبي سعيد عن رسول الله (ص )قال " ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكره الله فيمن عنده.
المصدر : كتاب البداية والنهاية لابن كثير





بهجه فراج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس