رد: قبس من مصابيح الهدى
[align=center]زاد فيه أبو مسهر : وحلما .
قال صالح جزرة : لا يشتغل بوحشي ولا بأبيه .
بقية : عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسير ومعه جماعة ، فذكروا الشام ، فقال رجل : كيف نستطيع الشام وفيه الروم ؟ . قال : ومعاوية في القوم -وبيده عصا- فضرب بها كتف معاوية ، وقال : يكفيكم الله بهذا .
هذا مرسل قوي .
فهذه أحاديث مقاربة .
وقد ساق ابن عساكر في الترجمة أحاديث واهية وباطلة ، طول بها جدا .
وخلف معاوية خلق كثير يحبونه ويتغالون فيه ويفضلونه ، إما قد ملكهم بالكرم والحلم والعطاء ، وإما قد ولدوا في الشام على حبه ، وتربى أولادهم على ذلك . وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة ، وعدد كثير من التابعين والفضلاء ، وحاربوا معه أهل العراق ، ونشئوا على النصب ، نعوذ بالله من الهوى . كما قد نشأ جيش علي -رضي الله عنه ورعيته إلا الخوارج منهم- على حبه والقيام معه ، وبغض من بغى عليه والتبري منهم ، وغلا خلق منهم في التشيع . فبالله كيف يكون حال من نشأ في إقليم ، لا يكاد يشاهد فيه إلا غاليا في الحب ، مفرطا في البغض ، ومن أين يقع له الإنصاف والاعتدال ؟ فنحمد الله على العافية الذي أوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق ، واتضح من الطرفين ، وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين ، وتبصرنا ، فعذرنا ، واستغفرنا ، وأحببنا باقتصاد ، وترحمنا على البغاة بتأويل سائغ في الجملة ، أو بخطأ -إن شاء الله- مغفور ، وقلنا كما علمنا الله رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين ، كسعد بن أبي وقاص ، وابن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، وسعيد بن زيد ، وخلق . وتبرأنا من الخوارج المارقين الذين حاربوا عليا ، وكفروا الفريقين . فالخوارج كلاب النار ، قد مرقوا من الدين ، ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار ، كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان .
فمن الأباطيل المختلقة :
عن واثلة مرفوعا : كاد معاوية أن يبعث نبيا من حلمه وائتمانه على كلام ربي .
وعن عثمان مرفوعا : هنيئا لك يا معاوية ، لقد أصبحت أمينا على خبر السماء .
عن أبي موسى : نزل عليه الوحي ، فلما سري عنه ، طلب معاوية ، فلما كتبها -يعني آية الكرسي- قال : غفر الله لك يا معاوية ما تقدم إلى يوم القيامة .
عن مري الحوراني ، عن رجل : نزل جبريل ، فقال : يا محمد ليس لك أن تعزل من اختاره الله لكتابة وحيه ، فأقره إنه أمين .
عن سعد مرفوعا : يحشر معاوية وعليه حلة من نور .
عن أنس : هبط جبريل بقلم من ذهب ، فقال يا محمد : إن العلي الأعلى يقول : قد أهديت القلم من فوق عرشي إلى معاوية ، فمره أن يكتب آية الكرسي به ويشكله ويعجمه ، فذكر خبرا طويلا .
وعن ابن عباس ، قال : لما أنزلت آية الكرسي ، دعا معاوية ، فلم يجد قلما ، وذلك أن الله أمر جبريل أن يأخذ الأقلام من دواته ، فقام ليجيء بقلم ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : خذ القلم من أذنك ، فإذا قلم ذهب مكتوب عليه لا اله إلا الله ، هدية من الله إلى أمينه معاوية .
وعن عائشة مرفوعا : كأني أنظر إلى سويقتي معاوية ترفلان في الجنة .
عن علي ، قال : لأخرجن ما في عنقي لمعاوية ، قد استكتبه نبي الله وأنا جالس ، فعلمت أن ذلك لم يكن من رسول الله ، ولكن من الله .
عن جابر مرفوعا : الأمناء عند الله سبعة ; القلم ، وجبريل ، وأنا ، ومعاوية ، واللوح ، وإسرافيل ، وميكائيل .
عن زيد بن ثابت : دخل النبي -عليه السلام- على أم حبيبة ، ومعاوية نائم على فخذها ، فقال : أتحبينه ؟ قالت : نعم . قال : لله أشد حبا له منك له ، كأني أراه على رفارف الجنة .
عن جعفر : أنه أهدي للنبي -صلى الله عليه وسلم- سفرجل ، فأعطى معاوية منه ثلاثا ، وقال : القني بهن في الجنة .
قلت : وجعفر قد استشهد قبل قدوم معاوية مسلما .
وعن حذيفة مرفوعا : يبعث معاوية وعليه رداء من نور الإيمان .
عن أبي سعيد مرفوعا : يخرج معاوية من قبره عليه رداء من سندس مرصع بالدر والياقوت .
عن علي : أن جبريل نزل ، فقال : استكتب معاوية ، فإنه أمين .
أبو هريرة مرفوعا : الأمناء ثلاثة ; أنا ، وجبريل ، ومعاوية .
وعن واثلة : بنحوه .
أبو هريرة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ناول معاوية سهما ، وقال : خذه حتى توافيني به في الجنة .
أنس مرفوعا : لا أفتقد أحدا غير معاوية ، لا أراه سبعين عاما ; فإذا كان بعد أقبل على ناقة من المسك ، فأقول : أين كنت ؟ فيقول : في روضة تحت العرش . . . الحديث . [/align]
|