عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-09, 01:56 PM   #2
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: عالم الامم الأخرى


ونتابع معا

بقلم الأستاذ محمد محمد معافى علي

التعاون والمحبة في عالم الحيوان

"النحل "

التعاون والمحبة في عالم الحيوان :

لا يمكن للحياة أن تسير بدون تعاون ومحبة بين الكائنات ولذا تجد التعاون في أكمل صوره وأزهى حلله وأتم أحواله بين المخلوقات والكائنات تدع اللسان يلهج دوما فسبحان الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى كما تسبح سائر المخلوقات وتلهج بذكر الله عز وجل ونضرب لهذا التعاون بين الكائنات بمثال واحد من بين ما لا يعد ولا يحصى من الأمثلة بالتعاون في عالم النحل،

يقول الدكتور / يوسف عز الدين " لو اكتشف أحد عمال النحل حقلا أو كمية من النباتات تعتبر مصدرا للغذاء فإنه يعود للمستعمرة ليخبر باقي العمال عن هذا الكنز الذي اكتشفه وذلك عن طريق طقوس رقص عجيبة تفعلها النحلة بطريقة غريزية دون أن تدري لماذا تفعل هذا إنها ترقص رقصات عجيبة ذات مدلولات معينة

إذ أن جسمها يصنع في أثناء الرقص زاوية تدل على زاوية الشمس وإذا كان الحقل قريبا من المستعمرة فإن الرقصة في هذه الحالة تختلف عنها في حالة بعد الحقل مسافة أطول ومن هذه الرقصات يفهم النحل أن حقلا من البرسيم أو غيره من النباتات ذات الأزهار التي يحضر النحل غذاءه منها يقع على بعد معين والطريق إليه يقتضي السير بزاوية معينة بالنسبة لمكان الشمس

فيؤدي بعض العمال الرقصة نفسها عند ذلك تطمئن النحلة التي اكتشفت الحقل إلا أن باقي النحل قد فهم ما تريد أن تقوله فيطير باقي الأفراد ويصلون إلى ذلك الحقل مباشرة لإحضار مزيد من الغذاء "

النحل مثال جلي للتعاون بين الحيوان

هداية الحمام وعجائب صنع الله فيه وأوجه التماثل بينه وبين الإنسـان:

تلمس العناية والهداية الإلهية في كل المخلوقات والكائنات ليس فقط في عالم الإنسان بل في كل شيء من خلق الله تعالى كما قال تعال:

( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) ومن هداية الله تعالى هدايته سبحانه وتعالى للحمام، ولعل أحسن من تكلم عن هذه الهداية الإمام ابن القيم عليه رحمة الله تعالى في كتابه شفاء العليل حيث يقول "

والحمام يشاكل الناس في أكثر طباعه ومذاهبه فإن من إناثه أنثى لا تريد إلا زوجها وفيه أخرى لا ترد يد لامس وأخرى لا تنال إلا بعد الطلب الحثيث وأخرى تركب من أول وهلة وأول طلب وأخرى لها ذكر معروف بها وهي تمكن ذكرا آخر منها وإذا غاب زوجها لم تمتنع ممن ركبها

وأخرى تمكن من يغنيها عن زوجها وهو يراهما ويشاهدهما ولا تبالي بحضوره وأخرى تمعط الذكر وتدعوه إلى نفسها وأنثى تركب أنثى وتساحقهما وذكر يركب ذكراً ويعسفه وكل حالة توجد في الناس ذكورهم وإناثهم توجد في الحمام وفيها من لا تبيض وإن باضت أفسدت البيضة كالمرأة التي لا تريد الولد كيلا يشغلها عن شأنها وفي إناث الحمام من إذا عرض لها ذكر أي ذكر كان أسرعت هاربة ولا تواتي غير زوجها البتة بمنزلة المرأة الحرة ومنها ما يأخذ أنثى يتمتع بها ثم ينتقل عنها إلى غيرها

وكذلك الأنثى توافق ذكرا آخر عن زوجها وتنتقل عنه وإن كانوا جميعا في برج واحد ومنها ما يتصالح على الأنثى منها ذكران أو أكثر فتعايرهم كلهم حتى إذا غلب واحد منهم لرفيقه وقهره مالت إليه وأعرضت عن المغلوب وفي الحديث أن النبي eرأى حمامة تتبع حمامة فقال " شيطان يتبع شيطانة "ومنها ما يزق فراخه خاصة ومنها ما فيه شفقة ورحمة بالغة يزق فراخه وغيرها ومن عجيب هداها أنها إذا حملت الرسائل سلكت الطرق البعيدة عن القرى ومواضع الناس لئلا يعرض لها من يصيدها ولا يرد مياههم بل يرد المياه التي لا يردها الناس "أهـ

ويواصل ابن القيم حديثه القيم عن الحمام وبدائع صنع الله فيه وعجيب هدايته إلى ما هداه إليه في حديث طويل ممتع يدل على أن التفكر في خلق الله منهج أخذ به أهل العلم أنفسهم تحقيقا لأمر الله لعباده في التفكر والنظر فيقول " وهذا الحمام من أعجب الحيوان هداية حتى قال الشافعي أعقل الطير الحمام وبيرد الحمام هي التي تحمل الرسائل والكتب ربما زادت قيمة الطير منها على قيمة المملوك والعبد فإن الغرض الذي يحصل به لا يحصل بمملوك ولا بحيوان غيره لأنه يذهب ويرجع إلى مكانه من مسيرة ألف فرسخ فما دونها وتنهى الأخبار والأغراض والمقاصد التي تتعلق بها مهمات الممالك والدول والقيمون بأمرها يعتنون بأنسابها اعتناء عظيما فيفرقون بين ذكورها وإناثها وقت التسافد وتنقل الذكور عن إناثها إلى غيرها والإناث عن ذكورها ويخافون عليها من فساد أنسابها وحملها من غيرها ويتعرفون صحة طرقها ومحلها لا يأمنون أن تفسد الأنثى ذكرا من عرض الحمام فتعتريها الهجنة والقيمون بأمرها لا يحفظون أرحام نسائهم ويحتاطون لها كما يحفظون أرحام حمامهم ويحتاطون لها

والقيمون لهم في ذلك قواعد وطرق يعتنون بها غاية الاعتناء بحيث إذا رأوا حماما ساقطا لم يخف عليهم حسبها ونسبها وبلدها ويعظمون صاحب التجربة والمعرفة وتسمح أنفسهم بالجعل الوافر له ويختارون لحمل الكتب والرسائل الذكور منها ويقولون هو أحن إلى بيته لمكان أنثاه وهو أشد متنا وأقوى بدنا وأحسن اهتداء وطائفة منهم يختار لذلك الإناث ويقولون الذكر إذا سافر وبعد عهده حن إلى الإناث وتاقت نفسه إليهن فربما رأى أنثى في طريقه ومجيئه فلا يصبر عنها فيترك المسير ومال إلى قضاء وطره منها وهدايته على قدر التعليم والتوطين والحمام موصوف باليمن والألف للناس ويحب الناس ويحبونه ويألف المكان ويثبت على العهد والوفاء لصاحبه وإن أساء إليه ويعود إليه من مسافات بعيدة وربما صد فترك وطنه عشر حجج وهو ثابت على الوفاء "

انتهى


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 25-12-21 الساعة 04:39 PM
حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس