عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-09, 08:14 PM   #68
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: سوق عكاظ-السبع المعلقات سوق عكاظ


النابغة الذبياني
قصيدة أتاركة تدللها الشاعر النابغة الذبياني



أتاركة تدللها

أَتَـارِكَـةٌ تَـدَلّلـهَـا قَـطـامِ
وَضِنًّـا بالتَّـحِـيَّـةِ والـكَـلامِ
فَإنْ كَانَ الـدَّلالَ ، فَـلا تَلَجّـي
وَإِنْ كَـانَ الـوَدَاعَ ، فَبِـالسَّـلامِ
فَلَو كَانَت ، غَدَاةَ ، البَيـنِ مَنَّـتْ
وَقَدْ رَفَعُوا الخـدُورَ عَلَـى الخِيـامِ
صَفَحْتُ بنَظـرَةٍ ، فَرَأَيـتُ مِنـهَا
تُحَيْتَ الخِـدْرِ ، واضِعَـةَ القِـرامِ
تَرائِـبَ يَسْتَضِـيءُ الحَلْـيُ فِيـهَا
كَجَـمْـرِ النَّـارِ بُـذّرَ بالظَّـلامِ
كَأَنَّ الشَّـذْرَ واليَاقُـوتَ ، مِنـهَا
عَلَـى جَيْـداءَ فَـاتِـرَةِ البُغَـامِ
خَلَـتْ بغَزالِهَـا ، ودَنَـا عَلَيـهَا
أَرَاكُ الجزْعِ ، أَسْفَـلَ مِـنْ سَنَـامِ
تَسَـفُّ بَـريـرَهُ ، وتَـرُودُ فِيـهِ
إلى دُبُـرِ النَّـهَارِ ، مِـنَ البَشَـامِ
كَـأَنَّ مُشَعْشَعـاً مِـنْ بُـصـرَى
نَمَتْهُ البُخْـتُ ، مَشـدُودَ الخِتَـامِ
نَمَيـنَ قِـلالَـهُ مِـنْ بَيـتِ رَاسٍ
إلى لُقْـمانَ ، فِـي سُـوقٍ مُقَـامِ
إِذَا فُـضّـتْ خَـواتِمُـهُ عَـلاهُ
يَبِيـسُ القُّمَّحَـانِ ، مِـنَ المُـدَامِ
عَلَـى أَنْيَـابِهَـا بِغَريـضِ مُـزنٍ
تَقَـبّـلَـهُ الجُبـاهُ مِـنَ الغَمَـامِ
فَأَضْحَتْ فِـي مَداهِـنَ بَـارِداتٍ
بِمُنْطَلَقِ الجَنـوبِ ، عَلَـى الجَهَـامِ
تَلَـذُّ لِطَعْمِـهِ ، وتَـخَـالُ فِيـهِ
إِذَا نَبّـهْـتَـهَـا ، بَعـدَ المَنَـامِ
فَدَعْهَا عَنـكَ ، إِذْ شَطَّـتْ نَوَاهَـا
ولَجَّتْ ، مِنْ بِعَـادِكَ ، فِي غَـرَامِ
وَلَكنْ مَا أَتَـاكَ عَـنْ ابـنِ هِنْـدٍ
مِـنَ الحَـزَمِ المُبَيَّـنِ ، والتَّـمَـامِ
فِـداءٌ ، مَـا تُقِـلّ النّعْـلُ مِنّـي
إلـى أَعلَـى الذّؤابَـةِ ، للهُـمَامِ
ومَغـزَاهُ قَبَـائِـلَ غَـائِـظَـاتٍ
عَلَى الذِّهْيَوْطِ ، فِي لَجِـبٍ لِهَـامِ
يُقَدْنَ مَعَ امـرىءٍ يَـدَعُ الهُوَيْنَـا
ويَعْـمِـدُ للمُهِـمَّاتِ العِـظَـامِ
أُعِينَ عَلَى العَـدْوّ، بِكُـلّ طِـرْفٍ
وَسَلْهَبَـةٍ تُجَـلَّلُ فِـي السِّمَـامِ
وَأَسْمَـرَ مَـارِنٍ ، يَلتَـاحُ ، فِيـهِ
سِـنَـانٌ ، مِثـلُ نِبـرَاسِ النِّـهَامِ
وَأَنْبَـأهُ الـمُـنَـبّـىءُ أَنّ حَـيًّا
حُلُـولاً مِـنْ حَـرَامٍ ، أَوْ جُـذَامِ
وَأَنَّ الـقَـومَ نَصـرُهُـمُ جَمِيـعٌ
فِـئَـامٌ مُجْلِبُـونَ إلـى فِـئَـامِ
فَأَوْرَدَهُـنَّ بَطْـنَ الأَتْـمِ ، شُعْثـاً
يَصُـنَّ المَشْـيَ كَالحِـدَإ الـتُّـوَامِ
عَلَـى إثْـرِ الأَدِلَّـةِ والبَـغَـايَـا
وخَفْـقِ النَّـاجِيَـاتِ مِنَ الشَّـآمِ
فَبَاتُوا سَاكِنِيـنَ ، وَبَـاتَ يَسـرِي
يُقَـرّبُهُـمْ لَـهُ لَـيْـلُ التِّـمَـامِ
فَصَبّحَهُـمْ بِهَـا صَهْـباءَ صِرْفـاً
كَـأَنَّ رُؤوسَهُـمْ بَيْـضُ النّعَـامِ
فَذَاقَ المَـوْتَ مَنْ بَرَكَـتْ عَلَيْـهِ
وَبالـنَّـاجِـيـنَ أَظْـفَـارٌ دَوَامِ
وَهُـنَّ ، كَأَنَّهُـنَّ نِعَـاجُ رَمْـلٍ
يُسَوّيـنَ الذّيُـولَ عَلَـى الخِـدَامِ
يُـوَصِّيـنَ الـرُّواةَ ، إِذَا أَلَـمُّـوا
بشُعْثٍ مُكْرَهِيـنَ عَلَـى الفِطَـامِ
وَأَضحَى سَاطِعاً بِجِبَـالِ حِمْسَـى
دُقَـاقُ التُّـرْبِ ، مُخْتَـزِمُ القَتَـامِ
فَهَـمَّ الطَّـالِـبـونَ ليُـدْرِكُـوهُ
وَمَـا رَامُـوا بِـذَلكَ مِـنْ مَـرَامِ
إلى صَعْبِ المقـادَةِ ، ذِي شَريـسٍ
نَمَاهُ ، فِي فُـروعِ المَجـدِ ، نَـامِ
أَبُـوهُ قَـبْـلَـهُ ، وَأَبُـو أَبِـيـهِ
بَنَـوا مَجـدَ الحَيـاةِ عَلَـى إِمَـامِ
فَدوَّخْتَ العِـرَاقَ ، فَكُـلُّ قَصْـرٍ
يُجَـلَّلُ خـَنْـدَقٌ مِنـهُ ، وَحَـامِ
وَمَـا تَنفَـكّ مَحْلُـولاً عُـرَاهَـا
عَلَـى مُتَنـاذِرِ الأَكْـلاءِ ، طَـامِ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس