عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-09, 02:08 AM   #4
 
الصورة الرمزية زيـــاد

زيـــاد
أمل الزهرة

رقم العضوية : 1664
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,838
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زيـــاد
رد: أنفلونزا الخنازير .. تحليلات علمية و دينية.


[align=center]وقد شهد الغرب نفسه بذلك ، فقد نقل الدكتور " عبد الحافظ حلمي محمد " عنNoble) ) قوله: إن دودة الخنزير هذه تُحدث عدداً كبيراً من الإصابات الدماغية سنويّاً عند سكان المكسيك ، الذين اعتادوا تناول لحم الخنزير ، في حين يؤكد "لاباج وولكوكس" ، و "ماتسون " في كتابهما عن طب البلاد الحارة : أن هذه الدودة نادرة الوجود في البلاد الإسلامية .
أما " تشاندر " و " ريد " فذكرا في كتابهما عن علم الطفيليات ما نصه : " أما في البلاد اليهودية ، والإسلامية ، حيث يعد أكل لحم الخنزير خطيئة دينية كبيرة : فليس لهذا الطفيلي أدنى فرص للبقاء ، وهو دليل فاضح على فساد الأخلاق حين حدوثه ... " .
عن مقالة " العلوم البيولوجية في خدمة تفسير القرآن " مجلة " عالم الفكر " ( 12 / 4 ) .
4. الابتعاد عن أماكن الإصابة بهذا المرض , وعدم السفر من بلد انتشر فيه المرض .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَالَ عُمَرُ : ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ فَاخْتَلَفُوا . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ ، وَلاَ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ ، فَقَالَ : ارْتَفِعُوا عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي الأَنْصَارَ ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلاَفِهِمْ ، فَقَالَ : ارْتَفِعُوا عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ ، فَدَعَوْتُهُمْ ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ ، فَقَالُوا : نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ ، وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ : إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ : أَفِرَاراً مِنْ قَدَرِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ! ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ، قَالَ : فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ - فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ) رواه البخاري (5397) ومسلم (2219) .
قال ابن حجر رحمه الله :
وَفِي هَذَا الْحَدِيث : جَوَاز رُجُوع مَنْ أَرَادَ دُخُول بَلْدَة فَعَلِمَ أَنَّ بِهَا الطَّاعُون ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ الطِّيَرَة ، وَإِنَّمَا هِيَ مِنْ مَنْع الْإِلْقَاء إِلَى التَّهْلُكَة ، أَوْ سَدّ الذَّرِيعَة ... وَفِي الْحَدِيث أَيْضاً : مَنْع مَنْ وَقَعَ الطَّاعُون بِبَلَدٍ هُوَ فِيهَا مِنْ الْخُرُوج مِنْهَا .
" فتح الباري " ( 10 / 186 ، 187 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم للأمَّة في نهيه عن الدخول إلى الأرض التي هو بها , ونهيه عن الخروج منها بعد وقوعه : كمال التحرز منه ؛ فإن في الدخول في الأرض التي هو بها تعرضاً للبلاء , وموافاة له في محل سلطانه , وإعانة للإنسان على نفسه , وهذا مخالف للشرع ، والعقل ، بل تجنب الدخول إلى أرضه من باب الحمية التي أرشد الله سبحانه إليها ، وهي حمية عن الأمكنة ، والأهوية المؤذية .
وأما نهيه عن الخروج من بلده ففيه معنيان :
أحدهما : حمْل النفوس على الثقة بالله ، والتوكل عليه ، والصبر على أقضيته ، والرضى بها .
والثاني : ما قاله أئمّة الطب : أنه يجب على كل محترز من الوباء أن يُخرج عن بدنه الرطوبات الفضلية , ويقلل الغذاء , ويميل إلى التدبير المجفف من كل وجه إلا الرياضة والحمام ؛ فإنهما مما يجب أن يحذرا ؛ لأن البدن لا يخلو غالباً من فضل رديء كامن فيه ، فتثيره الرياضة ، والحمام ، ويخلطانه بالكيموس الجيد , وذلك يجلب علة عظيمة ، بل يجب عند وقوع الطاعون السكون ، والدعة ، وتسكين هيجان الأخلاط , ولا يمكن الخروج من أرض الوباء والسفر منها إلا بحركة شديدة , وهي مضرة جدّاً ، هذا كلام أفضل الأطباء المتأخرين ، فظهر المعنى الطبي من الحديث النبوي ، وما فيه من علاج القلب ، والبدن ، وصلاحهما ... .
ثم قال :
وفي المنع من الدخول إلى الأرض التي قد وقع بها عدة حكَم :
أحدها : تجنب الأسباب المؤذية ، والبعد منها .
الثاني : الأخذ بالعافية التي هي مادة المعاش ، والمعاد .
الثالث : أن لا يستنشقوا الهواء الذي قد عفن ، وفسد ، فيمرضون .
الرابع : أن لا يجاوروا المرضى الذين قد مرضوا بذلك ، فيحصل لهم بمجاورتهم من جنس أمراضهم ... .
الخامس : حمية النفوس عن الطيرة ، والعدوى ؛ فإنها تتأثر بهما ؛ فإن الطيرة على من تطير بها .
وبالجملة : ففي النهي عن الدخول في أرضه الأمر بالحذر ، والحمية , والنهي عن التعرض لأسباب التلف , وفي النهي عن الفرار منه : الأمر بالتوكل ، والتسليم ، والتفويض ، فالأول : تأديب ، وتعليم ، والثاني : تفويض ، وتسليم .
" زاد المعاد " ( 4 / 42 – 44 ) بتصرف .
والله سبحانه نسأله أن يحفظنا وإياكم وكل مسلم من هذا المرض .

والله أعلم

منقول [/align]


توقيع : زيـــاد
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـا
وليس يكسف إلا الشمس والقمر

زيـــاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس