رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,642
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
|
 |
|
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
غَيْر مُتَوَارٍ ثُمَّ جَعَلَ فِي خَلْخَال تَخْتَال بِلَبْسِهِ ذَات اَلْخَال , ثُمَّ نَقَلَ إِلَى جَام أَوْ
كَأْس وَهُوَ بِحَسْبه كَاسٍ , مَا تَغَيَّرَ لبشار اَلنِّيرَان , وَلَا غَدْر بِوَفِيّ اَلْجِيرَان .
وَلَعَلَّ هَذِهِ اَلثَّمَانِينَ , قَدْ أَدْرَكَ ذَهَبهَا قَارُون , وَمُوسَى اَلْمُرْسَل , وَأَخَاهُ هَارُون
وَلَيْسَ للهلكة بِهِ اِتِّصَال , وَلَا مِنْ اَلْعِزَّة لَهُ اِنْفِصَال , يُعَظِّم فِي أَرْض اَلسِّنْد ,
وَبِلَاد اَلْهِنْد .
وَأَمَّا اِبْنَة اَلْأُخْت أَدَامَ اَللَّه لَهَا اَلصِّيَانَة , فَإِنَّهَا أَدْلَتْ عَلَى اَلْخَال , إِذْ كَانَ
أَحَد اَلْوَالِدَيْنِ , فَهَمَّتْ أَنْ تَأْكُل بِيَدَيْنِ , وَمَا هِيَ بِأُخْت لِلرَّجُلِ اَلَّذِي قَالَ فِيهِ
اَلْقَائِل
وَوَرَاء اَلثَّأْر مِنِّي اِبْن أُخْت مصع عُقْدَته مَا تَحِلّ
وَلَا تَجْعَلهَا أُخْتًا للهجرس لِأَنَّهُ طَالِب , خَاله بثار , فَلَمْ يُقَبِّح مَا فَعَلَ مِنْ
اَلْآثَار و لَكِنَّ تَشَبُّه أَنْ تَكُون أُخْتًا لِابْن مضرس حِين فَاتَتْهَا اَلْأُخُوَّة مِنْ الهجرس
وَهُوَ اَلْمَعْرُوف بالخنوت , و اِسْمه تَوْبَة وَكَانَ لَهُ أَخ يُقَال لَهُ طَارِق , رَهْط خَاله
فَرَأَى أَنْ يَقْتُل خَاله وَقَالَ
بَكَتْ جَزَعًا أُمِّي رميلة أَنْ رَأَتْ دَمًا مِنْ أَخِيهَا فِي المهند بَادِيًا
فَقُلْت لَهَا لَا تَجْزَعِي إِنَّ طَارِقًا حميمي اَلَّذِي كَانَ اَلْخَلِيل المصافيا
وَمَا كُنْت , لَوْ أَعْطَيْت أَلْفَيْ نَجِيبَة وَأَوْلَادهَا لَغْوًا تُسَاق , وَرَاعِيًا
لَأُرْضِيَ بِوَتَر مِنْهُمْ دُون أَنْ أَرَى دَمًا مِنْ بَنِي عَوْف عَلَى اَلسَّيْف جَارِيًا
وَمَا كَانَ فِي عَوْف دَم لَوْ أَصَبْته لِيُوَفِّيَنِي مِنْ طَارِق غَيْر خَالِيًا
وَهُوَ اَلْقَائِل
لِتَبْكِ اَلنِّسَاء اَلْمُعَوِّلَات لِطَارِق يَبْكِينَ مرداسا قَتِيل قنان
قَتِيلَانِ لَا تُبْكِي اَلْمَخَاض عَلَيْهِمَا إِذَا شَبِعَتْ مِنْ قرمل وأفان
وَيَجُوز أَنْ يَكُون قَدْ رَشَّحَ إِلَى هَذِهِ اَلْمَرْأَة , شَيْء مِنْ آدَاب الخؤولة , فَلْيَتَّقِ معرة
بَيَانهَا , وَأَكْثَر مِنْ اِتِّقَائِهِ , خِلْسَة , بَنَانهَا , فَهُوَ يَعْلَم أَنَّ اَلشِّعْر وَرِثَهُ زُهَيْر
بْن أَبِي سَلْمَى مِنْ خَاله بِشَامَة بْن اَلْغَدِير وَلَمْ يَكُنْ مُزَيَّنَة شَعْر يُذَكِّر , وَحَضَره
زُهَيْر عِنْد اَلْوَفَاة فَأَرَادَ أَنْ يُعْطِيه شَيْئًا مِنْ مَاله , فَقَالَ بِشَامَة , أَمَا يَكْفِيك
أَنِّي وَرِثْتُك غَرَائِب اَلْقَصِيد ? .
وَرُبَّمَا كَانَ فِي نِسَاء حَلَب , حَرَسَهَا اَللَّه , شواعر فَلَا يَأْمَن مَنْ تَكُون هَذِهِ مِنْهُنَّ
فَطَالَمَا كُنَّ أَجْوَد غَرَائِز مِنْ رِجَالهَا , وَحَدَث رَجُل ضَرِير مِنْ أَهْل " آمد " , يَحْفَظ
اَلْقُرْآن وَيَأْنَس بِأَشْيَاء مِنْ اَلْعِلْم , أَنَّهُ كَانَ وَهُوَ شَابّ لَهُ اِمْرَأَة مقينة , تُزَيِّن
اَلنِّسَاء فِي اَلْأَعْرَاس وَكَانَ يَنْجُم عَلَى اَلطَّرِيق , وَكَانَتْ لَهُ قَرْعَة فِيهَا أَشْعَار كَنَحْو
مَا يَكُون فِي اَلْقَرْع , وَكَانَ يَعْتَمِد حِفْظ تِلْكَ اَلْأَشْعَار وَيَدْرُسهَا فِي بَيْته , وَلَا
غَرِيزَة لَهُ فِي مَعْرِفَة اَلْأَوْزَان , فَيَكْسِر اَلْبَيْت , فَتَقُول لَهُ اِمْرَأَته الماشطة ,
وَيَلِي ! مَا هَذَا جِيد , ! فيلاجها , وَيَزْعُم أَنَّهَا مُخْطِئَة , فَإِذَا أَصْبَحَ فَسَأَلَ مَنْ
يَعْرِف ذَلِكَ , فَأَخْبَرَهُ أَنَّ اَلصَّوَاب مَعَهَا , وَعَرَّفَهُ كَيْفَ يَجِب أَنْ يَكُون , فَإِذَا لَقَّنَهُ
عَنْهُ , عَادَ فِي اَللَّيْلَة اَلثَّانِيَة , فَذَكَرَهُ وَقَدْ أَصْلَحَ , فَتَقُول الماشطة هَذَا
اَلسَّاعَة جَيِّد .
وَكَانَ لِي كَرَيّ مِنْ أَهْل اَلْبَادِيَة يَعْرِف بعلون وَلَهُ اِمْرَأَة تَزْعُم أَنَّهَا مِنْ طيء فَكَّانِ
لَا يَعْرِف مَوْزُون اَلْأَبْيَات مِنْ غَيْره , وَكَانَتْ اَلْمَرْأَة تُحِسّ بِذَلِكَ , وَكَانَتْ تَتَأَسَّف ,
عَلَى طِفْل مَاتَ لَهَا يُقَال , لَهُ رَجَب وَكَانَتْ تُنْشِد هَذَا اَلْبَيْت .
إِذَا كُنْت مَنْ جَرَّا حَبِيبك مُوجِعًا فَلَا بُدّ يَوْمًا مِنْ فِرَاق حَبِيب
فَقُلْت يَوْمًا :
إِذَا كُنْت مَنْ جَرَّا رجيب مُوجِعًا فَعَلِمَتْ أَنَّ اَلْوَزْن مُخْتَلّ فَقَالَتْ
إِذَا كُنْت مَنْ جَرَّا رجيب مُوجِعًا فَحَرَّكَتْ إِلَى اَلْكَاف مَنْ جَرَّا
رجيبك مُوجِعًا .
بِالْإِغْوَاءِ إِلَى اَلْكَاف فَاسْتَقَامَ اَلْوَزْن وَاللَّفْظ وَفِي اَلْكِتَاب اَلْعَزِيز , " يَا أَيُّهَا
اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجكُمْ وَأَوْلَادكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ , وَإِنْ تَعْفُوا
وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اَللَّه غَفُور رَحِيم " .
وَأَمَّا أَبُو بَكْر اَلشِّبْلِيّ رَحِمَهُ اَللَّه و فَلَا رَيْب أَنَّهُ مِنْ أَهْل اَلْفَضْل , وأرجوا أَنْ
يَكُون سَالِمًا مِنْ مَذْهَب اَلْحُلُولِيَّة .
وَأَنْشَدَنِي لَهُ مُنْشِد
بَاحَ مَجْنُون عَامِر بِهَوَاهُ وَكَتَمَتْ اَلْهَوَى , فَفُزْت بِوَجْدِيّ
وَإِذَا كَانَ فِي اَلْقِيَامَة نُودِيَ أَيْنَ أَهْل اَلْهَوَى ? تَقَدَّمَتْ وَحْدِي
هَكَذَا أَنْشَدَتْهُ نُودِيَ بِسُكُون اَلْيَاء وَلَا أُحِبّ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ جَائِزًا وَإِنَّمَا يُوجَد فِي
أَشْعَار الضعفة , مِنْ اَلْمُحْدَثِينَ
فَإِنْ صَحَّ أَنَّ هَذَيْنِ اَلْبَيْتَيْنِ لَهُ , فَلَا يَمْتَنِع أَنْ يَعْتَرِض عَلَيْهِ قَائِل , فَيَقُول مَنْ
زَعَمَ أَنَّهُ صَافٍ , فَمَا يَجِب أَنْ يَأْتِي بِغَيْر اَلْإِنْصَاف , وَادِّعَاؤُهُ اَلِانْفِرَاد مِنْ
اَلْعَالَم , لَا يُسَلِّمهُ إِلَيْهِ اَلْبَشَر , أَنْ كَانَ هَوَاهُ لِلْمَخْلُوقِينَ أَوْ اَلْخَالِق وَلَا
يَقِين , فَلَهُ فِي اَلْأُمَم نُظَرَاء كَثِير .
وَأَنَا مُسْتَطِيع بِغَيْرِي فَإِذَا غَابَ اَلْكَاتِب , فَلَا إِمْلَاء وَلَا يُنْكِر اَلْإِطَالَة عَلَيَّ ,
فَإِنَّ اَلْخَالِص مِنْ النضار اَلْعَيْن , طَالَمَا اُشْتُرِيَ بِإِضَافَة فِي اَلزِّنَة مِنْ اللجين ,
فَكَيْفَ إِذَا كَانَ اَلثَّمَن مِنْ النميات يُوجِدْنَ فِي اَلطَّرِيق ? , عَلَى حَضْرَته الجيلة سَلَام
يُتْبِع قرومه إِقَامَة وَتَلْحَق بعوذه أَطْفَاله .
تَمَّتْ بِحَمْد اَللَّه
|