عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:01 AM   #15
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,642
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَلَا يَفُوتنِي أَنْ أُذَكِّر اَلْمُحَقِّقَة اَلْجَلِيلَة أَنَّ مِنْ عَادَة اَلنُّسَّاخ اَلْقُدَامَى كِتَابَة
اَلشُّرُوح وَالتَّفْسِيرَات , وَالتَّعْلِيقَات بِمِدَاد لَوْنه يُغَايِر لَوْن اَلْمِدَاد اَلْمَكْتُوب بِهِ
اَلْمَتْن , أَوْ وَضْع عَلَامَة خَاصَّة , فِي بِدَايَة اَلشَّرْح أَوْ اَلتَّفْسِير , وَوَضَعَ عَلَامَة
مُمَاثِلَة فِي نِهَايَته وَأَغْلَب اَلظَّنّ أَنَّ اَلدُّكْتُورَة عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن , قَدْ غَابَ عَنْهَا
هَذَا اَلْأَثَر أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَنْتَبِه إِلَيْهِ , فَنَقَلَتْ نَصّ رِسَالَة اَلْغُفْرَان مَعَ اَلشُّرُوح
اَلْهَامِشِيَّة اَلدَّاخِلِيَّة , فِيهِ فى طَرِيقَة اَلنُّسَّاخ اَلْقُدَامَى دُون أَنْ تَضَع هَذِهِ اَلشُّرُوخ
فِي أَسْفَل اَلصَّفَحَات , عَلَى عَادَتنَا فِي هَذِهِ اَلْأَيَّام , فَوَقَعَتْ بِذَلِكَ فِي خَطَأ كَبِيرًا
مَا كُنْت أَحْسَب أَنَّهَا تَقَع فِيهِ .
أَمَّا مَا ظَنَنْته اِسْتِطْرَادًا يَسْتَغْرِق أَكْثَر مِنْ نِصْف اَلرِّسَالَة , ( أَيّ اَلرِّحْلَة إِلَى
اَلْعَالَم اَلْآخَر ) سَاقَ إِلَيْهِ تَقْدِير أَبِي اَلْعَلَاء , لِمَا أَفْتَتِح بِهِ أَبِنْ القارح
رِسَالَته مِنْ تَمْجِيد اَللَّه , فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ اَلِاسْتِطْرَاد فِي شَيْء , وَكُلّ مَا فِي اَلْأَمْر
أَنَّ اَلْمُعَرِّي كَانَ يَلْهُو بِابْن القارح فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلهُ هَذَا اَلْعَالَم , اَلَّذِي يُؤْمِن
بِهِ فَرَسْمه لَهُ سَاخِرًا , هَازِلًا . وَلَقَدْ سَبَقَ لَنَا اَلْقَوْل أَنَّ اَلْمُعَرِّي , لَا يُؤْمِن
بِالْجَنَّةِ وَالنَّار , وَلَا شَكّ أَنَّ اَلصُّورَة اَلَّتِي رَسَمَهَا اَلْمُعَرِّي لِلْعَالَمِ اَلْآخَر , مَا
هِيَ إِلَّا تصويراته اَلْخَاصَّة , مُطَعَّمَة بِآيَات اَلْقُرْآن وَمَا جَاءَ فِي اَلْأَخْبَار , عَنْ
اَلْيَوْم اَلْآخِر , وَأَحْوَاله وَقَدْ بَلَغَ اَلْمُعَرِّي ذُرْوَة اَلسُّخْرِيَة وَالْهَزْل , عِنْدَمَا مَزَجَ
تصويراته اَلْخَيَالِيَّة وَمَا قَالَتْهُ اَلْأَسَاطِير وَالْخُرَافَات عَنْ اَلْيَوْم اَلْآخِر بِالْآيَاتِ
اَلْقُرْآنِيَّة , وَمَا ثَبَتَ مِنْ اَلْأَحَادِيث اَلنَّبَوِيَّة اَلشَّرِيفَة , لَقَدْ خَلَطَ مَا هُوَ بِحُكْم
اَلْخَيَال وَالْخُرَافَة مَعَ مَا هُوَ بِحُكْم الحيقة حَوْل اَلنَّار و اَلْجَنَّة , أَوْ لَيْسَ هُوَ
اَلْقَائِل فِي اللزوميات :
أَفِيقُوا أَفِيقُوا يَا غُوَاة فَإِنَّمَا دِيَانَاتكُمْ مَكْر مِنْ اَلْقُدَمَاء ? !
تَقُول اَلدِّرَاسَة وَأَنَّك لِتَكَادَ تَنْسَى اَلْمَوْضُوع اَلْأَوَّل , اَلَّذِي كَانَ يُحَدِّثك فِيهِ مِنْ قَبْل
إِلَى أَنْ يُذَكِّرك بِهِ رَجَعَ أَبِي اَلْعَلَاء إِلَيْهِ , وَهُوَ لَا يَنْسَى مَا كَانَ فِيهِ قَبْل أَنْ
يَمْضِي مُسْتَطْرِدًا " .
فَإِذَا كُنَّا نَحْنُ نَنْسَى , بَعْد أَنْ خَلَطْنَا اَلشُّرُوح بِالْمَتْنِ فَأَنْ اَلْمُعَرِّي لَا يَنْسَى
بِالتَّأْكِيدِ لِأَنَّهُ يَعْلَم تَمَام اَلْعِلْم , أَنَّهُ يَضَع تَفْسِيرًا أَوْ شَرْحًا هَامِشِيًّا , لَا
اِسْتِطْرَادًا كَمَا زَعَمَتْ اَلدُّكْتُورَة عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَكُون كَالْمُعَرِّي
, لَا نَنْسَى فَمَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَضَع شُرُوح أَبِي اَلْعَلَاء فِي مَكَانهَا اَلطَّبِيعِيّ , أَيْ
فِي اَلْهَامِش اَلَّذِي تُغِير وَضْعه اَلْآن عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فِي اَلْمَاضِي , وَإِنِّي أُوَافِق
اَلسَّيِّدَة اَلْفَاضِلَة أَنَّ هَذِهِ اَلتَّفْسِيرَات , لَمْ تَكُنْ سِوَى مَظْهَر لِعَرْض ثَرْوَته اَللُّغَوِيَّة
وَوَسِيلَة إِلَى كَشْف اَلْمَكْنُون , مِنْ ذَخِيرَته فِيهَا .
وَيَبْدُو أَنَّ اَلْمُحَقِّقَة اَلْفَاضِلَة , قَدْ اِلْتَبَسَ عَلَيْهَا اَلْأَمْر فَظَنَّتْ أَنَّ اَلْمُؤَلِّف لَا
يَحِقّ لَهُ أَنْ يَشْرَح أَوْ يُفَسِّر , بَعْض كَلِمَاته , أَوْ فِقْرَاته , أَوْ أَنْ أَفْعَل ذَلِكَ - فَإِنَّ
عَلَيْهِ أَنْ يَضَعهَا فِي ثَنَايَا , اَلْمَتْن لَا فِي اَلْهَامِش عَلَى اِعْتِبَار أَنَّ " ‎ اَلْهَامِش "
هُوَ مِنْ حَقّ مَنْ يَتَقَدَّم , لِيَشْرَح اَلْمَتْن , أَوْ يُعَلِّق عَلَيْهِ , ثُمَّ تَأْتِي وَتَأْخُذ عَلَى
اَلْمُؤَلِّف شُرُوحه وَتَفْسِيرَاته وَتَعْتَبِرهَا اِسْتِطْرَادَات مُمِلَّة سَمِجَة .
إِنَّ كُلّ مَا أَسْتَطِيع قَوْله بفي هَذَا اَلْمَقَام , أَنَّ اَلدُّكْتُورَة عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن قَدْ
أَخْطَأَتْ فِي تَحْقِيق نَصّ رِسَالَة اَلْغُفْرَان , تَحْقِيقًا عِلْمِيًّا كَامِلًا لِأَنَّهَا شُرُوح
أَبِي اَلْعَلَاء دَاخِلَة فِي ثَنَايَا اَلْمَتْن , وَلَمْ تُحَاوِل وَضْع هَذِهِ اَلشُّرُوح اَلْهَامِشِيَّة ,
فِي مَوْضِعهَا اَلْمُنَاسِب عَلَى طَرِيقَتنَا اَلْحَدِيثَة أَيْ فِي أَسْفَل اَلصَّفَحَات , مَعَ إِعْطَاء
كُلّ تَفْسِير أَوْ شَرْح عَلَامَة خَاصَّة تَبَنِّي وَضْعه اَلْمُنَاسِب فِي اَلْمَتْن وَعَلَى اَلْهَامِش .
وَلَا رَيْب أَنَّ يُوسُف اَلْبَدِيعِيّ ( وَهُوَ مِنْ أُدَبَاء اَلْقَرْن اَلْحَادِي عَشَر ) قَدْ فَطِنَ إِلَى
هَذِهِ اَلْحَقِيقَة فَأَوْرَدَ فِي كِتَابه " أَوْج اَلتَّحَرِّي عَنْ حيثية أَبِي اَلْعَلَاء اَلْمُعَرِّي " ,
قِطْعَة طَوِيلَة مِنْ " اَلْغُفْرَان " وَجَعَلَ شُرُوح أَبِي اَلْعَلَاء فِي هَامِش اَلْكِتَاب , كَمَا
نَفْعَل نَحْنُ فِي عَصْرنَا هَذَا , فَالشُّرُوح اَلْهَامِشِيَّة اَلَّتِي كَانَ مِنْ عَادَة نُسَّاخ اَلْقَرْن
اَلرَّابِع , إِثْبَاتهَا فِي ثَنَايَا , اَلْمَتْن , ضِمْن عَلَامَات فَارِقَة , مُصْطَلَح عَلَيْهَا
عِنْدهمْ , وَقَدْ تُغَيِّر وَضْعهَا فِي اَلْقَرْن اَلْحَادِي عَشَر , وَأَصْبَحَ مَوْضِعهَا اَلْمُنَاسِب فِي
اَلْهَامِش و لَا شَكّ أَنَّ طَرِيقَة اَلنَّسْخ قَدْ تَطَوَّرَتْ فِي خِلَال هَذِهِ اَلْمُدَّة اَلطَّوِيلَة اَلَّتِي
تُفَضِّل بَيْن عَصْر اَلْمُعَرِّي وَعَصْر يُوسُف اَلْبَدِيعِيّ .
وَلَكِنَّ اَلدِّرَاسَة اَلْفَاضِلَة تَرْفُض هَذِهِ اَلطَّرِيقَة أَيْضًا فتوقل " وَلَسْنَا نَدْرِي أكانت
هَذِهِ اَلشُّرُوخ هَوَامِش فِي اَلْمَخْطُوطَة أَمْ هِيَ استخراجات مِنْ اَلنَّاشِر نَقَلَهَا مِنْ اَلْغُفْرَان
وَجَعَلَهَا هَوَامِش فَيَكُون ذَلِكَ قَوْلًا مِنْهُ بِهَذِهِ اَلْمَسْأَلَة , وَهِيَ ‎ أَنَّ هَذِهِ اَلشُّرُوخ
اَلْمُعْتَرِضَة لَيْسَتْ أَصْلًا مِنْ مَتْن اَلْغُفْرَان , بَلْ هِيَ حَوَاشٍ أَمَلَاهَا , أَبُو اَلْعَلَاء ,
عَلَى تَلَامِيذه وَلَمْ يَقْصِد أَنْ يَضَعهَا فِي رِسَالَته , إِلَى أَبَّنَ القارح ?
وَالْحَقِيقَة اَلَّتِي أَثْبَتْنَاهَا عَنْ اَلطَّرِيقَة اَلْقَدِيمَة , لِوَضْع اَلْهَوَامِش تَدُلّ بِوُضُوح
عَلَى أَنَّ شُرُوح أَبِي اَلْعَلَاء , هِيَ مِنْ مَتْن اَلْغُفْرَان , وَلَا شَكّ , وَلَكِنْ عَلَى اِعْتِبَار
أَنَّهَا هَوَامِش , بِالْإِغْوَاءِ أَوْ شُرُوح مُعْتَرِضَة كَمَا تَزْعُم اَلدُّكْتُورَة عَائِشَة عَبْد
اَلرَّحْمَن .
وَإِنَّنِي أُؤَكِّد هُنَا أَنَّ اَلْمُعَرِّي , قَدْ أُمْلِي رِسَالَته , إِلَى اِبْن القارح , بِمَا
فِيهَا مِنْ شُرُوح , و " حَوَاشٍ أَمْلَاهَا أَبُو اَلْعَلَاء عَلَى تَلَامِيذه لِيَنْتَفِعُوا بِهَا
اَلثَّابِت عِنْدِي أَيْضًا أَنَّ تَلَامِيذ اَلْمُعَرِّي , قَدْ اخذوا عَنْهُ اَلْعِلْم مُبَاشَرَة , دُون
اَللُّجُوء إِلَى كِتَاب مَخْطُوط لَهُ لِقِرَاءَتِهِ , فِي حَضْرَته فَإِذَا حَضَرَ اَلْمَاء فَلَا لُزُوم
مُطْلَقًا لِلتَّيَمُّمِ .
وَإِنِّي فِي هَذِهِ اَلطَّبْعَة اَلْجَدِيدَة , لِرِسَالَة اَلْغُفْرَان , قَدْ وَضَعَتْ شُرُوخ أَبِي اَلْعَلَاء
اَلْهَامِشِيَّة ضِمْن هَذِهِ اَلْإِشَارَة [ . . . . . ] أَيّ حَسَب بِطَرِيقَة اَلنَّسْخ اَلْقَدِيمَة فِي عَصْر
أَبِي اَلْعَلَاء وَإِنِّي اِلْفِتْ نَظَر اَلدُّكْتُورَة عَائِشَة عَبْد اَلرَّحْمَن , إِلَى أَنَّهُ حَتَّى وَلَوْ
لَمْ تَجِد , فِي اَلْمَخْطُوطَات اَلَّتِي لَدَيْهَا , اَلْمُصْطَلَح اَلْمَفْرُوض وَضَعَهُ لِلتَّفْرِيقِ بَيْن
اَلْمَتْن وَالشَّرْح فِي رِسَالَة اَلْغُفْرَان , فَأَنَّ اَلْخَطَأ فِي ذَلِكَ يَعْدُو إِلَى أَنَّ اَلنُّسَّاخ لَمْ
ينتهبوا إِلَى هَذِهِ اَلنَّاحِيَة فَأَهْمَلُوهَا , وَإِنِّي لَا أَسْتَبْعِد أَنْ يَرْتَكِب هَذَا اَلْخَطَأ
اَلنَّاسِخ اَلَّذِي أَمْلَى عَلَيْهِ اَلْمُعَرِّي اَلرِّسَالَة , وَأَنَّهُ مِنْ اَلْقَسْوَة عَلَى أَبِي اَلْعَلَاء
أَنْ نَحْمِلهُ مُضَاعَفَات هَذَا اَلْخَطَأ , فَالرَّجُل أَعْمَى , وَهُوَ لَا يَدْرِي مَاذَا يَفْعَل كَاتِبه
هَلْ تَقَيَّدَ بِأُصُول اَلنُّسَخ اَلْمُتَّبَعَة فِي ذَلِكَ اَلْعَصْر أَمْ لَا وَلَيْسَ مِنْ اَلْمَعْقُول أَنْ
يَرْتَكِب اَلْمُعَرِّي خَطَأ كَهَذَا وَهُوَ اَلَّذِي إِنَّمَا أَمْلَى رِسَالَته , إِلَى أَبِنْ القارح لِيُثْبِت
لَهُ وَلِأُدَبَاء اَلْعَصْر أَنَّهُ يُمَاثِلهُمْ أَوْ يَفُوقهُمْ فِي اَلْعِلْم وَالْأَدَب , فَهَدَف رِسَالَة
اَلْأَوَّل هُوَ اَلتَّبَاهِي بِالثَّرْوَةِ اَللُّغَوِيَّة وَالْأَدَبِيَّة اَلَّتِي يَمْلِكهَا اَلْمُعَرِّي ثُمَّ يَأْتِي
اَلْهَدَف اَلثَّانِي وَهُوَ اَلسُّخْرِيَة والهزؤ بِمُعْتَقَدَات اِبْن القارح , وَمُحَاوِلَة اَللَّهْو بِهِ
فِي جَنَّة مِنْ تَصَوُّر أَبَّنَ اَلْعَلَاء وَجَحِيم تَخَيُّلَاته فَإِنَّنَا لَا نَسْتَطِيع أَبَدًا اَلزَّعْم بِأَنْ
" جَنَّة اَلْغُفْرَان " هِيَ جَنَّة اَلْآخِرَة أَوْ أَنَّ حَجْم اَلْغُفْرَان هُوَ نَار اَللَّه اَلْمُوقَدَة



تقبلوا خالص تقديري هنا نهاية الرساله
أتمنى أسعد وافضل الفائدة من الرساله وهي تستحق التقدير والتثبيت


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس