عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-09, 09:52 PM   #176
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كيف تدور المعركة بين جهاز المناعة وفيرس الانفلونزا ؟؟


٦- التفتيش الذاتى:

والآن ترى هل انتهت المعركة وتخلصنا من فيروس الأنفلونزا نهائيا ؟ والاجابة بالطبع لا، لأن الفيروسات التى توجد داخل الخلايا لا تستطيع الأجسام المضادة أو قذائف المدفعية الوصول اليها فى هذا الوضع والقضاء عليها بشكل نهائى ؟ فكيف يمكن الوصول إلى الفيروس فى هذا الوضع ؟

بعد أن تقضى الأجسام المضادة أو قذائف المدفعية المتخصصة على الفيروس فى ميدان المعركة أى فى الدم، فإننا نريد أن نتأكد أن جنود الأعداء لا يختفون داخل منازل المدنيين، وبالطبع لا نستطيع أن نقذف منازل المدنيين بالمدافع حتى يخرج الأعداء منها، أو نقضى عليهم وعلى المدنيين من شعبنا معهم فما الحل؟

نجد أن الحل يكمن فى إرسال قوات خاصة ذات مهارات وكفاءة عالية لتفتيش هذه المنازل (خلايا الجسم) التى تختفى فيها بعض قوات العدو (فيروس الأنفلونزا )، كيف؟ من خلال تنشيط نوع آخر من الخلايا التائية يسمى NK Cells أو الخلايا القاتلة الطبيعية، وذلك من خلال «السيتوكاينز» أو الكيماويات التى سبق الإشارة اليها،

وهذه الخلايا هى التى يمكنها الوصول إلى الفيروس أو الخلايا السرطانية داخل الخلية، وهى من أهم الأسلحة فى القتال ضد الفيروسات والسرطان وهى تنشط من خلال الخلايا التائية المساعدة أو القائد العام لقوات جيش المناعة، والذى يعطيها بصمة الفيروس ويتركها تبحث عنه فى كل جزء من أجزاء الجسم وتقضى عليه وتلتهم ما تبقى من الحامض النووى المكون له كما ذكرنا،

ويشارك فى كل هذه الخطوات قوات المشاة والإمداد والتموين والإعداد، وهى عبارة عن جهاز يسمى الجهاز المكمل أو Complement ويتكون من مجموعة البروتينات تسهل ابتلاع الفيروس والقضاء عليه وتفرز مواد كيماوية تسهل قتله والتخلص منه.

٧- الحرب تضع أوزارها :

وبعد أن يتم النصر للجهاز المناعى على قوات فيروس الأنفلونزا الغازية يستقيل القائد العام لقوات جيش الدفاع المناعى - وهى الخلايا التائية المساعدة - وتسلم القيادة إلى قائد آخر لكى يثبط من نشاط هؤلاء الجنود ويرفع أوزار الحرب ويجمع السلاح منهم حتى ظهور عدو آخر،

وهذا القائد هو عبارة عن الخلايا التائية المثبطة والتى ترسل أوامرها على شكل رسائل كيماوية معينة لتثبيط نشاط الجهاز المناعى بعد التخلص من الأعداء، وذلك حتى لا يوجه جنود الجهاز المناعى أسلحتهم إلى بعضهم فيصيبون بعضهم البعض بإصابات بالغة لايمكن علاجها، وهذا ما يحدث فى حالة أمراض المناعة الذاتية حيث ينشط الجهاز المناعى ويوجه أسلحته ضد أحد أعضاء الجسم نفسه، والسبب أنه أصبح يعتبره غريبا عنه ويعامله معاملة الغرباء، الذين يجب التخلص منهم،

ومن أمثلة ذلك أمراض الروماتويد والتى يهاجم فيها الجهاز المناعى المفاصل فى الجسم كله والذئبة الحمراء وبعض أمراض الغدة الدرقية والسكر من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، حيث يهاجم الجهاز المناعى خلايا لانجرهانز فى البنكرياس ويدمرها فلا تفرز الأنسولين ويصاب الإنسان بمرض السكر وغير ذلك من أمراض المناعة الذاتية.

وهنا نرى أن القيادة التى تولت وقت الحرب سلمت القيادة لغيرها بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها لأن مهمتها هى القتال فقط، وقتال مْنَ؟ الأعداء فقط.

٨- ذاكرة الجهاز المناعى:

وبعد العدوى نجد أن الخلايا البائية والتائية التى تحمل بصمة الفيروس المعتدى قد تعاونت لتكوين ما يسمى بجيش الخلايا الذاكرة والتى تعلم كل شىء عن تركيب هذا الفيروس وطريقه وتدميره وتصبح هذه الخلايا الذاكرة التى تحمل الأجسام المضادة لهذا الفيروس هى خط الدفاع الأول والسريع الذى يهاجم الفيروس فى حالة إذا سولت له نفسه تكرار هذا الهجوم مرة أخرى،

وذلك يمكن أن يستمر لسنة أو لعدة سنوات أو ربما مدى الحياة، وبينما نجد أن الجهاز المناعى السليم يأخذ حوالى ١-٢ أسبوع فى صد هجمة فيروس الأنفلونزا عندما يصيبه الفيروس لأول مرة، نجد فى نفس الوقت أنه فى حالة إصابة الإنسان بنفس الفيروس مرة أخرى فإن قوات وقذائف جيش الذاكرة يتولى احباط الهجوم والقضاء عليه وربما لا يشعر الإنسان على الاطلاق بأنه أصيب بالعدوى مرة أخرى.

وهى نفس فكرة التطعيم ضد الأنفلونزا الذى نتناوله كل عام لكى نقى أنفسنا من الإصابة بالعدوى حيث يغير الفيروس تركيبه بنسبة قليلة سنويا، لكنه يتغير تماماً كل عدة عقود ويسبب وباء عالمياً لأن الجهاز المناعى غير معتاد على التعامل معه، ولا يحتفظ له بأى بصمة أو أجسام مضادة للقائه.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس