ونتابع أخرما جاء

حصد أول ضحية له خارج المكسيك ووسع انتشاره في أوروبا

منظمة الصحة العالمية ترفع مستوى الإنذار وتعلن مرض

"أنفلونزا الخنازير" وباءً عالمياً




عواصم - وكالات: أعلنت منظمة الصحة الدولية, مساء امس, رفع مستوى حالة الإنذار الوبائي إلى المرحلة الخامسة, على سلم تصاعدي من ست مراحل, بعد أن توسع انتشار مرض انفلونزا الخنازير, بشكل خطير, ليصل إلى ألمانيا, ويسجل أول ضحية له في الولايات المتحدة إضافة إلى 91 حالة مؤكدة, تزامنا مع إعلان مسؤولين وخبراء ان اللقاح المضاد للانفلونزا لن يكون متوفرا قبل سبتمبر المقبل, في وقت واصلت الدول العربية والخليجية تعزيز إجراءاتها على المنافذ البحرية والبرية والجوية, تحسبا لانتقال الانفلونزا عبر أحد القادمين من مناطق الوباء.

وبعد اجتماع للجنة الطوارئ, أعلنت منظمة الصحة العالمية رفع حالة الانذار إلى المرحلة الخامسة, بعد أن كانت رفعتها منذ يومين الى الدرجة الرابعة على مقياس من ست درجات, ما يعني أن المرض بات منتشراً بشكل خطير وقادراً على الانتقال بين الدول, علماً أن المرحلة السادسة تعني أنه بات وباء خطيراً عابراً للقارات.
وأكدت ان المرض لا يزال يواصل تفشيه ولم يظهر "أي مؤشر على تباطؤ" انتشاره, موضحة أن المصابين لم يلتقطوا العدوى من الخنازير, وأن "الفيروس ينتقل من شخص لآخر".

واعتبرت أن من "الأكثر جدوى" عدم التوصية بفرض قيود على السفر, مشيرة في الوقت عينه إلى أن هذا الأمر متروك لتقييم كل بلد بمفرده.

من جهتها, أوضحت مسؤولة اميركية كبيرة في مجال الصحة, أن هناك "جهودا كبيرة" يجري بذلها حاليا لانتاج لقاح مضاد للانفلونزا, بيد أنها أشارت الى ان هذا اللقاح لن يكون متوفرا قبل سبتمبر المقبل.
وفي القاهرة, اعلن وزير الصحة حاتم الجبلي, امس, ان مصر قررت "البدء فورا في ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة في البلاد" لتجنب ظهور المرض, في خطوة اعتبرتها منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة "الفاو" "خطأ حقيقياً".

وبعد أن أكدت وجود إصابتين, أعلنت السلطات الصحية الاسرائيلية, مساء امس, أنها تشتبه في 6 حالات أخرى, فيما قررت وزارة الصحة الاردنية تخصيص خط ساخن لتوعية المواطنين وزيادة معرفتهم بالمرض, تزامنا مع اتخاذها اجراءات احترازية.

وفي ظل استمرار حال التأهب القصوى في دول مجلس التعاون الخليجي, وضعت السلطات السعودية, امس, كاميرات حرارية في المطارات والمنافذ لفحص القادمين من الدول التي ظهرت فيها إصابات بالمرض.
وبعد أن توفي طفل يبلغ من العمر نحو عامين في الولايات المتحدة ليكون اول ضحية خارج المكسيك, اعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما أن انتشار انفلونزا الخنازير خلق "وضعاً خطيراً" في الولايات المتحدة يتطلب "اقصى تدابير الحيطة".

ودعا المدارس التي تسجل فيها اصابات مشبوهة الى اغلاق ابوابها, كما طالب المسؤولين المحليين الى اليقظة في رصد اية حالات مشتبه بها, وقال انه يجب "اتخاذ مزيد من الخطوات الواسعة" اللازمة.

من جهتها, أعلنت السلطات الصحية الأميركية ارتفاع عدد حالات الاصابة المؤكدة إلى 91, من بينها 51 في نيويورك و16 في تكساس و14 في كاليفورنيا التي أعلنت حال الطوارئ, اضافة الى حالات أخرى في ماساشوستس وميشيغان وأريزونا ونيفادا وانديانا وكنساس واوهايو, مرجحة ارتفاع العدد بشكل كبير.

كما وضع اثنان من مشاة البحرية في الحجر الصحي بينما أخضع 37 آخرون لرقابة مشددة, بعد ظهور نتائج فحص أنذرت باحتمال تفشي انفلونزا الخنازير في قاعدة عسكرية جنوب كاليفورنيا.

وفيما خفضت الحكومة المكسيكية عدد الوفيات المؤكدة بسبب الاصابة بالمرض من 20 الى 7 بعد اجراء مزيد من الفحوصات المكثفة, قال مسؤولون انه لا يزال يشتبه بأن اكثر من 100 شخص لقوا حتفهم بسبب المرض, كما يعتقد ان اكثر من 1600 مصابين في البلد الذي اعتبر مصدرا للانفلونزا القاتل.

وبعد ساعات فقط من انضمام كوستا ريكا الى قائمة الدولة المتضررة, أصبحت ألمانيا ثامن دولة تسجل فيها اصابات, عندما أكدت انها تعالج ثلاث حالات مؤكدة, كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عن ثلاث اصابات اضافية بالمرض حيث تاكد اصابة فتاة تبلغ من العمر 12 عاما في تورباي جنوب غرب انكلترا, وشخصين في برمنغهام ولندن.

إلى ذلك, سجلت 32 حالة مشبوهة في اسكتلندا, و13 في ايرلندا, و5 في كوريا الجنوبية, و39 في اسبانيا التي تأكد وصول المرض إلى أراضيها, إضافة الى 12 حالة مؤكدة في كندا, وواحدة مؤكدة أيضا في النمسا.
ويقول خبراء ان الفيروس الحالي - وهو نسخة من انفلونزا الخنازير المعروف باسم "ايه اتش1 ان1" لا تنتقل عن طريق اكل لحم الخنزير, ويوصون بدلا من ذلك بالالتزام باجراءات النظافة مثل غسل الايدي.

وألمح البعض الى ان الذين لقوا حتفهم في المكسيك تلقوا العلاج متأخراً أو أنهم تلقوا علاجات غير كافية, أو أن الفيروس تحول إلى شكل اضعف عندما خرج من البلاد. انتهى