رد: عكاظ- امرؤ القيس
قصيدة أرانا موضعين الشاعر امرؤ القيس
--------------------------------------------------------------------------------
أرانا موضعين
أرَانـا مُـوضِعِيـنَ لأمـرِ غَيْـبٍ
وَنُسْحَـرُ بالطَّعـامِ ، وَبالشَّـرابِ
عَـصـافـيـرٌ ، وَذُبَّـانٌ ، وَدودٌ
وأجْـرأُ مِـنْ مُجَلحَـةِ الذئـابِ
وكُلُّ مَكـارِمِ الأخْـلاقِ صـارَتْ
إلَيْـهِ هِمَّتِـي ، وَبِـهِ اكتِسَابِـي
فبَعـضَ اللَّـوْمِ عَاذِلَتـي ، فإنّـي
سَتَكْفينـي التَّجـارِبُ، وانْتِسَابِـي
إلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَـتْ عُرُوقِـي
وَهَـذا الـمَوْتُ يَسْلُبُنِـي شَبَابِـي
وَنَفسِي ، سَوفَ يَسْلُبُهَا ، وجِرْمـي
فَيُلْحِقُنـي ، وَشِيكـاً ، بالتُّـرابِ
أَلَمْ أُنْـضِ المَطِـيَّ بِكُـلِّ خَـرْقٍ
أمَـق الطُّـولِ ، لَمَّـاعِ السَّـرَابِ
وأرْكَبْ فِي اللُّهَامِ المَجْـرِ ، حَتَّـى
أَنَـالَ مَآكِـلَ القُحَـمِ الرِّغَـابِ
وَقَدْ طَوَّفْـتُ فِي الآفَـاقِ ، حَتَّـى
رَضِيتُ ، مِنَ الغَنيمَـةِ ، بِالإيَـابِ
أبَعْدَ الحـارثِ ، المَلِكِ ، بنِ عَمـرٍو
وَبَعْدَ الخيـرِ حُجْـرٍ ، ذِي القِبـابِ
أُرَجّي ، مِنْ صُروفِ الدَّهْـرِ ، لِينـاً
ولَمْ تَغْفُـل عَنْ الصُّـم الهِضَـابِ ؟
وأَعلَـمُ أَنَّنِـي ، عَمّـا قَـريـبٍ
سَأَنْشَـبُ فِي شَبَـا ظُفْـرٍ ونَـابِ
كَمَا لاقَـى أَبِي حُجْـرٌ ، وَجَـدِّي
ولا أَنْسَـى قَـتـيـلاً بالكُـلابِ
|