الوقف السني يقرر اخلاء دار الايتام في تكريت وترك الاطفال الى مصير مجهول
اين الانسانية يا ايها الوقف السني في تكريت
عبد الغفور مشغول مع الامريكان
من المفروض ان تكون الجهات والمؤسسات الدينية هي التي تسعى الى العمل الانساني وتساعد عليه بل وتشد على ايدي كل من يسانده حتى ولو بكلمة، لكن الوقائع تشير الى عكس ذلك مع دائرة الوقف السني في تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
واليكم القصة كما روحتها لي الدكتورة شاها دحام الجبوري المسؤولة عن دار الايتام في تكريت قائلة حصلنا على موافقات اصولية من محافظ صلاح الدين الاسبق فلاح النقيب ومن دائرة عقارات الدولة على تأجير الدار التي يسكنها حاليا 53 طفلا معوقا ويتميما ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، في العاشر من شهر نيسان عام 2004 ، وتمكنا وبجهود الخيرين من جمع تبرعات وترميم الدار لكي يكون مناسبا لهؤلاء الاطفال، واستمرينا فيه لمدة ثلاث سنوات دون اي اشكالات، لكن قبل سنة من الان ابلغنا الوقف السني في تكريت بان الدار تعود ملكيتها له، ولكن بعد التدقيق مع بلدية تكريت تبين ان الدار تعود ملكيتها الى دائرة البلدية وكانت مشغولة من قبل دائرة الدفاع المدني في زمن النظام السابق.
وتواصل الدكتورة الجبوري سرد القصة قائلة "دخلنا مع الوقف السني في مساجلات ووساطات بغية ان يتركوا هؤلاء الاطفال يعيشون تحت سقف يأويهم من حرارة الصيف الشديدة وقساوة البرد، لكن هذا لم يجد نفعا معهم وكانوا يقولون ان هذه اموال المسلمين ، متسائلة وهل الاطفال المعوقين والمتخفلفين ليس بمسلمين؟. مبينة ان الوقف السني رفض دعوى لغرض اخلاء الدار، مشيرة الى انها التقت بالقاضي المختص الذي ينظر الدعوى وابدى في البداية تعاطفا مع قضية الاطفال، لكن قرار الحكم صدر بالضد منهم، لانهم لاحول ولا قوة لهم ، مؤكدة ان تأثيرات سياسية هي التي جعلت الحكم يصدر لصالح دائرة الوقف السني.
واكدت انها صرفت على ترميم الدار مبلغا وقدره 90 مليون دينار قد تم جمعه من الخيرين، لكن الوقف السني ،قدر الترميم ب 53 مليون دينار فقط وقال لها ان هذا المبلغ هو بدل ايجار لمدة اربع سنوات من اشغال الاطفال لهذا الدار.
واضافت ان من بين حالات الاطفال الموجودين في الدار الطفل محمد طه الذي استشهدت والدته في حادث ارهابي بسيارة مفخخة وكذلك اصيب والده بعوق، علما ان محمد قد بترت احدى يديه وفقد السمع والنطق من ذلك الانفجار، وحاليا يسكن في الدار وقد تم تخصيص مربية خاصة لهم استطاعت ان تجد لغة للتفاهم معه وهو لاينام الا في حضنها ، متسالة اين سيذهب محمد اذا شرد في الشارع؟. اين الانسانية؟ اين تقوى الله؟.
واعطت مثالا اخر هو الطفلة سندس البالغة من العمر تسع سنوات، وهي يتيمة الام ووالدها شخص كبير السن وعاجز ويحتاج الى رعاية، وسندس متخلفة عقليا وتحتاج الى رعاية خاصة وهذه الرعاية متوفرة حاليا في الدار.
وواصلت الدكتورة الجبوري حديثها قائلة من واجبنا كدار تابع لمنظمة الطفولة الحفاظ على حقوق الاطفال من الانتهاك والتشرد والضياع ، معربة عن خشيتها في حالة طرد هؤلاء الاطفال ان تستغلهم المنظمات الارهابية لتقوم بتفخيخهم وتنفذ بهم عمليات ارهابية ضد الابرياء.
وناشدت الجبوري رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية وكل المسؤولين والمنظمات الانسانية للتدخل من اجل منع هذه الكارثة وتشريد 53 طفلا كلهم من الايتام والمعوقين والمصابين بامراض عقلية.
وخلصت الجبوري الى القول : لو اني ذهبت الى القوات الامريكية وطرحت عليهم هذه المشكلة فانا متأكدة من انهم اذا لم يبقون الاطفال في مكانهم فانهم سيخصصون بناية افضل من البناية الحالية، ثم تقول لكن عراقيتي ووطنيتي هي التي ومنعتني من الذهاب اليهم ، فكيف لي ان اذهب الى المحتل لكي يعيد حقوق اطفال ايتام ومعوقين من جهة عراقية يفترض بانها دينية وانسانية؟.
نحن نتسائل مع الدكتورة الجبوري اين الانسانية يا ايها الوقف السني في تكريت؟، الم يكن الاجدر بكم ان تكونوا اول جهة ترعى هؤلاء الاطفال، ام ان اموال السحت جعلتكم تنسون كل شيء انساني؟.
ننتظر من المسؤولين التدخل لوقف ماساة هؤلاء الاطفال ورعايتهم ومحاسبة كل من يتجاوز على حقوقهم، والله من وراء القصد.
منقوووول
سلام العبيدي