عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-03, 01:34 PM   #1
 
الصورة الرمزية كل الحنان

كل الحنان
زهـرة الشرق

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 3,443
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ كل الحنان
~~^-^ وقد أسدل الستار^-^~~



[c]



مسرح خاوي من سكانه
صمت يقتل الوجود لقوته... وستار مسدول على نهاية لم تكتمل بدايتها
لا شي هناك....... سوى الآهات
كل شي يلفه الصمت ....... ويعلوه الأنين
مسرح هجره جمهوره لغير رجعة
ليس هناك سواه يقبع وحيدا منزوي عن أعين الجميع
يشاركه ذلك الجو دخان سجائره المتصاعدة من أعمدة روحه المعذبة


غيوم سوداء كونتها تلك السيجارة الكئيبة أخذت تلف المكان......... تصحبها دموع العذاب التي لطالما أذاقني إياها
أنفاس تقطع بحشرجتها ذاك الصمت


قطار عمر مر سريعا
ورحل سريعا ....... وكأنه برق غادر جوف السماء ليعانق الأرض ويختفي
وكأنه شي لم يكن
مسرحية انتهت أركانها قبل أن تبدأ
انتهت المسرحية التي ....... بنيت اسقفها بأدمعي الحارقة طوال سنين عمري
انتهت بعد معاناة كبيرة

ليتني فكرت لثانية ان ما ابنيه قبرادفن فيه
روحي التي عانت جحف المشاعر
ليتني رأيت من خلال فصولها ذاك الضوء المعتم المتوارى خلف كواليسها النازفة




سنين من الألم والحرمان لم يشعر هو بها

كنت اظن باني أواري بها انكساري وضعفي عن عيون الزمن
كنت اظن باني سوف انتصر على جميع الأعاصير التي تقتلعني من بين أوتاد أنفاسي المتهالكة

وأأأأسفاه
كيف بنيت ما أسقطني دهرا تحت ركامه
وكيف هنت على الرياح بان تذرو ما زرعته في صحرائي الميتة لسنين ، وكنت اسقيه
بادمع عيني


ها أنا ذا بعده

بيت مهجور تسكنه أشباح مرعبة ، وها هو الزمن ينهش في اضلعي
ويذيب تلك الأوصال التي لطالما تمنت الحياة ... بعيدا عنه!!
كل شي جامد لا حراك........ لا ضجيج
ومازالت خشبة مسرحنا تنتظر النهاية
ومازال هو هناك يرتشف اخر نفس من سيجارته الأخيرة

وأنا كما أنا
أنفاسي كمدخنة يحترق رمادها أكلاً لنفسه


أواه يا عذابي
كيف صدقته؟؟..... كيف أعطيته عمري؟
كيف أهديته دمي على طبق من ذهب؟ ....ليمتصه بكل برود
كيف لم اكتشفه يوما؟

ولم استمع لنبضات قلبي المحذرة لي منه ؟...كيف أغمضت عيني عنها
وأصممت أذني عن سماع رجاءاتها المتلاحقة؟
هي دوماً كانت صادقة معي ---
وهو كان يلبس أقنعة الكذب المزيفة والمرتدية ثوب الحب

آآآآآآآآآه
ما أقساه من شعور أنا به الآن.. أكاد المسه مختلط بدمي ومتسربا في جميع اوصالي... يكاد يذبحني

ها هي أوراقي تنزف وتئن ... بعدما تقيأ قلمي كل احرفي التي أحرقت جوفه
فصبها على صدرها الأبيض الذي حاول هو تدنيسه بيديه القاتلتين
ليخط بها فصول مسرحيته الميتة الأبطال


كانوا يقولون لي .... الفَرحُ آتي فاصبري
وها أنا صبرت وما نالي منه سوى السراب
ملحمة ... بطلها هو
وضحيتها أنا
وأي ملحمة تلك
ضيعت فيها حياة قلب عاش لأخر نبض له أسيرا للحزن
ضحكت على نفسي كثيرا، عندما ظننت يوما
باني أجاري الزمن.... أجاري أكاذيبه التي لم تنتهي
واني سوف اخدع الحياة... بردائي الذي زينته بألوان الطيف
ولكني ما كنت اضحك إلا على نفسي ..... ومن نفسي


أوآآآه يا وجعي
والوجع منه له ألف معنى ومعنى
الوجع منه له طعم السم
تستعمرني الآن مشاعر غريبة عني وعن ذاتي الموهومة يوما
بان التضحية .....تطمر في بني البشر
مشاعر تقطر بالألم والحسرة والندم
تضيق بي من شدة حزني كل الأمكنة،، بل الأرض تكاد لا تستطيع استيعابي وحزني على عمري الذي خسرته في بورصة العطاء والوفاء اللآمنتهي


آآآه يا ألمي
إن جرح من أهداني النزف هدية
أكبر من احتمالي
أكبر مني ومن ذاتي ، أكبر من وجودي.من كل أكفان الغربة التي تكفن وحدتي ........ أكبر من كل أشباح الحزن التي تحتل ربوعي وكل يوم تطرق بابي ....

ليته جرب لمرة واحدةفقط
أن يدخل دهاليزه العاجية
التي سجنني فيها زمنا طويلا
وان يرى الحياة بمنظاره الأسود الذي غلف به عيني
كل ذلك العمر

كيف تحملت تلك الأكاذيب طوال هذه السنين؟
ولماذا لم أسدل الستار سريعا على مسرحية؟
لم تكن يوما ....... إلا لصالحه

فها هو الأوان قد آن
لمسحِها من ذاكرة الأيام ومن نوافذ عمري

وها هي الثواني تعلن لي نهاية محتمة
نهاية فصول من الألم والسراب عاشها قلبي بكل قسوة

إذن فلتستعدي يا نهاياتي
ولتسعدي يا دقائقي
فأنا ذا
أعلنها الآن

له من يعانق السراب و يحتسي الذل والندم

اسمح لي يا من ألبستني الكفن بيديك الرائعتين!!
أن أسدل أخر طرف من مسرحيتي المبعثرة الأدوار
وان انهي فصلها الأخير من زوايا روحي ....... وللأبد
ولتبحث أنت عن ساذجة أخرى تلبسها كفن اخر
وتبدأا معها مسرحية أخرى أركانها من دم وعلقم
فالنصر هو حليفي في النهاية رغم أكوام الحزن والألم التي بها!!



[/c]


توقيع : كل الحنان
زهرة الشرق
zahrah.com

كل الحنان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس