رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,779
عدد النقاط : 263
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
|
 |
|
رد: ذوو الألقاب
ونتابع
ذوو الألقاب
هند بنت أبي أمية
صاحبة المشورة
أول مهاجرة دخلت المدينة... وزوجها أول من هاجر إلى يثرب
استشارها النبي في صلح الحديبية ونفذ ما أشارت به
امرأة ذات شرف وطهر في أهلها, ذات نسب عربق في المعالي, ومنبت كريم حسيب في قومها بني مخزوم وابنة واحد من أكرم كرماء قريش وأجودهم عطاء, وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراس, إنها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عر بن المخزوم, فهي مخزومية وبنت عم خالد بن الوليد وبنت عم أبي جهل بن هشام, ومن المهاجرات الأوائل.
نشأت هند في بيت عريق الأصل, وكانت تجمع بين جميل الصفات منذ نشأتها من جمال الخلق والخلقة وقوة الشخصية, تزوجت من أشجع فتيان قريش وهو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن مخزوم (وكنايته أبو سلمة ) وكان أخا للنبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة.
لما سمعت أم سلمة وزوجها عن روعة الإسلام وشعرا ببهجته وبهائه ودخل نوره قلبهما, سارعا إلى الإيمان بالله ورسوله الكريم بنفس راضية وسعادة, ولما علم المسلمون المهاجرون إلى الحبشة بدخول عمر بن الخطاب, وحمزة بن عبد المطلب في الإسلام ازداد شوقهم للرجوع إلى مكة وللرسول صلى الله عليه وسلم, ولكن حينما فارق الحياة أبو طالب, اشتدت العداوة بين قريش والمسلمين, فتراجع المسلمون عن ذلك, كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه في ذلك الوقت بالهجرة إلى يثرب.
في ذلك تقول أم سلمة: إنه لما أراد أبو سلمة الخروج إلى المدينة, أعد لي بعيرا, ثم حملني عليه, وحمل معي ابني سلمة في حجري, ثم خرج يقود بي بعيره. فلما رأته رجال بني المغيرة, قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها, أرأيت صاحبتنا هذه, علام نتركك تسير بها في البلاد? فنزعوا خطام البعير من يده, فأخذوني منه عنوة. وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا, فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده, وانطلق بنو أسد, وحبسني بنو المغيرة عندهم, وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني, فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح, فما زلت أبكي حتى مضت سنة أو نحوها.
فمر بي رجل من بني المغيرة فرأى ما بي, فرحمني. فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة? ففرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها. وما زال بهم حتى قالوا: الحقي بزوجك إن شئت. ورد على بنو عبد الأسد عند ذلك ابني, فرحلت ببعيرى ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة, وما معي أحد من خلق الله. حتى إذا كنت بالتنعيم - مكان على مقربة من مكة - لقيت عثمان بن طلحة, فقال: إلى أين يا بنت أبي أمية? قلت: أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد? فقلت: لا والله, إلا الله وابني هذا. فقال: والله مالك من مترك. وأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني, فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه, إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها, فإذا دنا الرواح قام إلى بعيرى فقدمه ورحله, ثم استأخر عني وقال: اركبي. فإذا ركبت واستويت على بعيري, أتى فأخذ بخطامه فقاده حتى ينزل بي.
فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة. فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء وكان بها منزل أبي سلمة في مهاجره, فقال: إن زوجك في هذه القرية, فادخليها على بركة الله. ثم انصرف راجعا إلى مكة.
فصارت أم سلمة بذلك أول مهاجرة دخلت المدينة, كما كان زوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى يثرب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, كما كانا أول المهاجرين إلى الحبشة.
شهد أبو سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا, واستعمله على المدينة وقت غزوة العشيرة, وجعله أميرا على سرية, وكان معه مئة وخمسون رجلا منهم أبو عبيدة بن الجراح, وذلك عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بني أسد يعدون لمهاجمته في المدينة. فعاد أبو سلمة بالنصر, لكن جرحه الذي أصيب به يوم أُحد تدهورت فيه حالته الصحية بصورة شديدة أودت بحياته, فمات شهيدا.
في الجنة
وذات يوم تحدثت أم سلمة مع زوجها تقول له: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها, وهو من أهل الجنة, ثم لم تتزوج بعده, إلا جمع الله بينهما في الجنة, وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها, فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدي, وألا أتزوج بعدك. قال: ف¯إذا مت فتزوجي, ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها. فلما انتهت عدتها من وفاة زوجها رضي الله عنه تقدم لها أبو بكر, ثم عمر رضي الله عنهما ليخطباها ولكنها ردتهما, فبعث لها الرسول صلى الله عليه وسلم, فقالت لرسوله: مرحبا وأخبر رسول الله أني غيرى - غيورة - وأني مصبية - لدي صبيان وأولاد صغار - وليس أحد من أوليائي شاهدا. فبعث إليها يرد على قولها فقال عليه الصلاة والسلام: أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك وأما قولك إني غيرى فأدعو الله أن يذهب غيرتك وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضي بي, ثم قال: يا عمر قم فزوج رسول الله.
كانت أم سلمة تتشاور مع الرسول صلى الله عليه وسلم دائما وتسأل في كثير من الأمور سواء الفقهية أو أمور عامة لمصالح المسلمين ومن أهم مواقفها, أنه لما صالح النبي عليه الصلاة والسلام أهل مكة في صلح الحديبية دخل على أم سلمة زوجته, يشكو لها عدم استجابة المسلمين لمطلبه حين أمرهم بالنحر والحلق. فقالت رضي الله عنها للنبي عليه الصلاة والسلام: يارسول الله اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك, وتدعو حالقك فيحلقك, ففعل النبي ذلك بعد أن استصوب رأي أم سلمة, عندها قام الناس فنحروا, وجعل بعضهم يحلق بعضا, حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.
شهدت أم سلمة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر, وفتح مكة وصحبته في حصار الطائف, وفي غزوة هوازن وثقيف, وكانت معه في حجة الوداع.
وظلت السيدة أم سلمة تنعم بالعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالرفيق الأعلى وتعد السيدة أم سلمة رضوان الله عليها من فقهاء الصحابة, فقد روى الرواة عنها 387 حديثا, وروى عنها الكثيرون, وامتد عمرها حتى كانت آخر من توفى من نساء النبي عليه الصلاة والسلام, وقد تجاوزت الثمانين عاما. انتهى
والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .
تحيتي لكم
|