منتديات زهرة الشرق - عرض مشاركة واحدة

حبىالزهرة · 11-09-08, 12:37 AM

ونتابع معا

الصديق

رفيق النبي في الهجرة

أفضل صحابة رسول الله وأقربهم إليه , ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على رجل خير منه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , أول من آمن من الرجال , نصر الرسول يوم خذله الناس وآمن به يوم كفر به الناس وصدقه يوم كذبه الناس, إن وزن إيمانه بإيمان الأمة رجح إيمانه , ورع حي , حازم رحيم , صاحب الفطرة السليمة , إنه عبد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي ابوبكر بن أبي قحافة .

ولد بمنى بعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ونصف السنة, ويلتقي في النسب مع رسول الله في بني مُرة, كما أنه رجل شريف عالم بأنساب قريش. تزوج في الجاهلية امرأتين , قتيلة بنت عبد العزي وأم رمان بنت عامر, وتزوج في الإسلام امرأتين , اسماء بنت عميس وحبيبة بنت خارجة بن زيد .

قال النبي عليه الصلاة والسلام :"ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر, إلا أبا بكر ما عكم (ما تردد) عنه حين ذكرته ولا تردد فيه".

قال الإمام ابن القيم رحمه الله عن فضائل الصديق رضي الله عنه : هو خير من مؤمن آل فرعون , لأن ذلك كان يكتم إيمانه والصديق أعلن به , وخير من مؤمن آل ياسين لأن ذلك جاهد ساعة والصديق جاهد سنين .

جهاد

أعلن أبو بكر الصديق إسلامه, وجاهد في سبيل نشر الدعوة, فأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة ,وكانت الدعوة إلى الإسلام في بدايتها سرية, فأحب أبو بكر أن تمتلئ الدنيا بنور الدين الجديد, وأن يعلن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك على الملأ من قريش, فطلب أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى الكعبة, ويخاطب جموع المشركين, فكان النبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه أن يتحلى بالصبر وبعد إلحاح من أبي بكر, وافق النبي صلى الله عليه وسلم, فذهب أبوبكر عند الكعبة, وقام في الناس خطيبا يدعو المشركين إلى أن يستمعوا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام, فكان أول خطيب يدعو إلى الله.

دافع أبو بكر رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بكل ما له, فذات يوم بينما كان أبو بكر يجلس في بيته, إذ أسرع إليه رجل يقول له أدرك صاحبك. فأسرع رضي الله عنه, ليدرك الرسول , فوجده يصلي في الكعبة, وقد أقبل عليه عقبة بن أبي معيط, ولف حول عنقه ثوبا, وظل يخنقه, فأسرع أبو بكر ودفع عقبة عن الرسول وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله? فالتف المشركون حوله وظلوا يضربونه حتى فقد وعيه, وبعد أن عاد إليه وعيه كانت أول جملة يقولها: ما فعل رسول الله?

ذاق أبو بكر الكثير من الاضطهاد والإيذاء من المشركين, لكنه بقي على إيمانه وثباته, وظل مؤيدا للدين بماله وبكل ما يملك, فأنفق معظم ماله حتى قيل: إنه كان يملك أربعين ألف درهم أنفقها كلها في سبيل الله, وكان يشتري العبيد المستضعفين من المسلمين ثم يعتقهم ويحررهم.

الإسراء والمعراج

لما وقعت حادثة الإسراء والمعراج, وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس بأنه قد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, ثم عرج به إلى السماء السابعة, قال المشركون: كيف هذا, ونحن نسير شهرا حتى نصل إلى بيت المقدس? وأسرعوا إلى أبي بكر وقالوا له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به إلى بيت المقدس, فقال أبو بكر: إن كان قال ذلك فقد صدق.

ومن ذلك الموقف وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم (الصديق), كذلك كان أبو بكر مناصرا للرسول ومؤيدا له حينما اعترض بعض المسلمين على صلح الحديبية.

رفيق الهجرة

وحينما أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة, اختاره الرسول عليه الصلاة والسلام ليكون رفيقه في هجرته, وظلا ثلاثة أيام في غار ثور, وحينما وقف المشركون أمام الغار, حزن أبو بكر وخاف على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال: يا رسول الله, لو أن أحدهم نظر إلى قدميه, لأبصرنا, فقال له الرسول صلوات الله عليه وسلامه: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما". فكان هو الذي ذكره الله مع رسوله في قوله (ثاني اثنين إذ هما في الغار) سورة التوبة آية 40.

شهد أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع الغزوات, ولم يتخلف عن واحدة منها, وعرف الرسول عليه الصلاة والسلام فضله, فبشره بالجنة وكان يقول: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر, فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة". فعاش أبو بكر شديد الحرص على تنفيذ أوامر الله, دائم الخوف من الله, فكان يقول: لو إن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما آمنت مكر ربي, عذابه.

ولما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى, اجتمع الناس حول منزله بالمدينة لا يصدقون أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد مات, ووقف عمر يهدد من يقول بذلك ويتوعد, وهو لا يصدق أن رسول الله قد مات, فقدم أبو بكر, ودخل على رسول الله عليه الصلاة والسلام وكشف الغطاء عن وجهه الشريف, وهو يقول: طبت حيا وميتا يا رسول الله وخرج رضي الله عنه إلى الناس المجتمعين, وقال لهم: أيها الناس, من كان منكم يعبد محمدا , فإن محمدا قد مات, ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت, فإن الله تعالى قال: }وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم{ آل عمران الآية 144.
وبعد أن تولى أبو بكر الخلافة, وقف خطيبا في الناس, فقال: أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم, فإن أحسنت فأعينوني, وإن أسأت فقوموني, الصدق أمانة, والكذب خيانة, والضعيف منكم قوي عندي حتى أريح (أزيل) علته إن شاء الله, والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله, ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل, ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء, أطيعوني ما أطعت الله ورسوله, فإن عصيت الله ورسوله, فلا طاعة لي عليكم.

ومن أعظم ما قام به أبو بكر رضي الله عنه, أنه أمر بجمع القرآن الكريم وكتابته بعد استشهاد كثير من حفظته .توفي أبوبكر ليلة 22 من جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشرة من الهجرة, وعمره 63 عاما وغسلته زوجته أسماء بنت عميس حسب وصيته, ودفُن إلى جوار الرسول عليه الصلاة والسلام. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم