السلام عليكم
الجاحظ ..... هو عمرو أبو عثمان بن بحر الكناني .. ( الجاحظ ) و لقب بذلك لجحوظ عينيه أي بروزهما .. جاء في لسان العرب (الـجحُوظ : خروج الـمقلة ونُتوؤها من الـحِجَاج )
ولد بالبصرة سنة 159 هـ .. و توفي سنة 255 هـ ..
عاش في كنف أسرة فقيرة ؛ لذلك فقد عمل في صباه بائعاً للخبز و السمك , و لكنه لم ينقطع عن التعليم و الدراسة في المساجد و الكتاب و الحلقات ..
كان مطلعاً كثير القراءة .. لا يقع كتاب في يديه إلا و يقرأه .. في نبوغه الفكري و الأدبي تجاذبته أيادي الخلفاء و الأمراء في العصر العباسي ..
أخذ العلم من مصادره الأولى .. فقد استقى علم اللغة العربية من الأصمعي و أبي زيد الأنصاري .. و علم الكلام إبراهيم بن سيار إمام المعتزلة .. و أخذ النحو من الأخفش .. و كان مطالعاً للآداب الأخرى غير العربية متابعاً لتراجم و تآليف ابن المقفع ..
ثم إن الجاحظ كان من كبار المفكرين و أصحاب الرأي في الأدب .. مما دعم انضمامه و انضواءه تحت راية المعتزلة حتى صار من كبارهم .. و ظهرت فرقة منهم سميت بالجاحظية نسبة إليه ..
أبى العمل في الدواوين و الإدارة .. و عكف على القراءة و التأليف مما أدى إلى إثراء المكتبة العربية بكتبه الجمة حتى تجاوز ما صنفه عن 350 مصنفاً ..
كان يصور في مؤلفاته الحياة في عصره .. مميزاتها و مآخذه عليها .. و يورد أخباراً متعلقة بشخصه أو بالمشاهير أو حتى بالدهماء من الناس .. بأسلوب فني راقٍ ترى في كتاباته الدقة في الوصف و الاتساع في طرح الموضوع و سهولة التنقل من معنى إلى معنى و من مقال إلى مقال .. يكثر من الاستطرادات الممتعة ..
تحدث عن مجالات كثيرة واسعة .. عن الناس طباعهم و أخلاقهم أخبارهم عاداتهم و عن الحيوان و عن المدن و الدول و لم يقتصر في هذا المجال بل تعدى إلى الكلام في السياسة و الدين و التوسع فيه و يُذكر أن له مؤلفات دينية ..
كما أنه يبتعد في طريقته عن المفردات الصعبة أو الخشنة أو المستنكرة ذات الغرابة .. مما سهل فهمها و التسلي بقراءتها و المطالعة فيها فصار له جمهور كبير ..
أصبح الجاحظ في عداد ملوك القلم و حكام النثر لا يجاوزه فيه أحد و لا يصارعه شخص ..
درس على يديه أئمة آخرون من الأدباء الذين لا يزال نورهم ساطعاً إلى يومنا هذا ..
أصيب في آخر حياته بالفالج .. و توفي جراء ذلك ..
من كتبه :
البيان و التبيان
الحيوان
المحاسن و الأضداد
رسائل الجاحظ
البخلاء