عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-03, 02:36 AM   #1
 
الصورة الرمزية sad_girl

sad_girl
فخر زهرة الشرق

رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sad_girl
تعريف الحب من الجانب الفلسفي


السلام عليكم


يدخل الحب في جانب من جوانب الجمال في منطق الفلسفة ويرى اهلها ان الحب هو اشارة لرمز اتخذه العقل لتحريك المشاعر الكامنة فيه .. وهو يختلف من انسان لاخر .. ويري اهل الفلاسفه ان العقل قد يتخذ من اللون منطلقا لتحريك المشاعر او يتخذ من السمنه او من النحافة او من الشعر الطويل او من العيون الخ رمزا لا يتغير ابدا ... وقالوا انه من الغرابة ان تجد شخصا ما تعرفه حق المعرفه وتعرف محبوبته ثم يفاجئك في شارع ما ويشير بيده الى فتاة ويقول انها تشبه محبوبته .. فاذا نظرت اليها وجدتها مختلفة كل الاختلاف عن الاخرى فكيف شبهها بها .. انه بصراحة يحب شيئا ما بها اي ان العقل يرمز بها شيئا ما .. اما حركتها في المشي او وقوفها او عيونها او شعرها او نحفها او لونها او .. الخ .. وهذا الامر لايمكن ابدا ان تدركه انت ..
وفي الفلسفة العامة ضمن باب الجمال هناك فقرات وتلميحات في الحب قد تأخذ اشكالا حساسة !!!!! وقد تأخذ اشكالا منحرفة .. وهو في هذه الحالة يتطابق مع علم النفس وخصوصا ماذهب اليه في علم الجنس العام من اشكال القهر ..... والاغرب والاعجب ان الحب قد ينحرف الى اشكال مادية كحذاء المرأة وفي هذه الحالة يكون مركز الجمال في المخ في حال تدهور او بمعنى اصح في حال ارتباك ..... مما يتحول الرمز من حب طبيعي يتعايش معه الى حب وهمي يتغير بتغير الاشكال والمواد .. بل يتجاوزه الى العنف احيانا ..

ومن يتصور أن الحب الذي يأخذ اشكاله الطبيعية بين الرجل والمرأة بعيد عن المنفعية يكون في هذه الحالة مخطيء من الناحية الفلسفية او لنقل من الناحية الجمالية ... لان الجمال اشترط المنفعية وهذا يتوافق مع الزواج مثلا الذي يستفيد منه الطرفان فالزوح يأتيه ابناء يحملون اسمه والام تجد السكن والزوج والاولاد .. وهما تبادلان منفعي بين الطرفين .. الا ان في الجمال ابوابا اخرى تدخل فيها السمات الوجدانية وتتوافق مع منطلق العقل الذي يرمز للحب باداة يجد بها لذة وجدانية متفوقة ..
ولكن السؤال : هل يمكن للفلسفة ان تعلل اسباب العشق والهيام مثل قصة قيس وليلى نقول نعم .. ان الفلسفة وجدت بابا حول هذا .. فقيس مصاب اولا بالماسوشية اي تعذيب الذات .. فهو يعلم بأن عمه رفض تزويجه ومع هذا فضل القهر لم يحاول اخذها بالقوة مثلا او الحرب
او التوسط من قبائل وامراء وقد فعل الا انه لم يكن جادا .. وثانيا انه احب في ليلى شخصيتها القوية التي كانت تجاذبه اطرافها مما ولدت لديه تقاطب عنيف ... وليلى كانت مصابة بالسادية في تعذيب قيس فتوافق الاطراف .. ولم تجد الفلسفة الجمالية من مخرج سوى باب الاصل اي عودة العقل للرمز كما اشرنا سابقا .. اما في قصة عنترة وعبله فان الامر على العكس تماما .. فعنتر مصاب بداء العظمة وهذا في شعره دليلا على هذا المرض حين قال:
وسيفي كان في الميدان طبيبا .. يداوي رأس من يشكو الصداعا
فهو يرى أن سيفه دون السيوف الاخرى يستطيع أن يصول به ويجول في الميدان وهو ليس شعرا حماسيا كما يظن البعض .. بل هو شعر مريض من شخصية عاشت وهم السلطة فهو اغتصبها من قوم يرون في لونه وصمة عار للقبيلة ...
عاش هذا الجو في مشاعره وكان غريبا أنه لم يفعل في أخذها بالقوة خصوصا وانه في دنيا الجاهلية الاولى ولكن للعرب عادات ... فكان مضطرا للخنوع متضحا في شعره حبه لقبيلته التي انكرته ... وبذات الوقت يهجوها في شعره احيانا ... وبذلك نرى بأن الفلسفة توافقت مع علم النفس في مداخل كثيرة لكن الفلسفة انفردت في تعريف الحب التي ارجعته للرمز العقلي او لنقل في مفهومنا الحاضر لمفتاح الدخول .


توقيع : sad_girl


زهرة الشرق

sad_girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس