انتهى عصر مصابيح الكهرباء
تشجع التحديات في مجالي الطاقة والبيئة على استعمال مواد بناء جديدة، وتصميم المباني بطرق مبتكرة تراعي مبدأ احترام الطبيعة، واستدامة الحياة امام تهديد الانحباس الحراري .
وقد وضع الاتحاد الأوروبي خططاً عملية قابلة للتنفيذ وللحد من استهلاك الطاقة في دول الاتحاد بمعدل 14 في المائة عما هي عليه الآن، وذلك بحلول عام 2020، حاثاً مواطني الإتحاد على المساهمة في هذه الجهود لتخفيف استهلاك القارة العجوز من النفط المستورد.
وانسجاما مع خطط الاتحاد ،أعلنت نيوزيلندا أنها ستبدأ الاستغناء عن المصابيح الكهربائية التقليدية المنتشرة حالياً على نطاق واسع في البلاد، واستبدالها بمصابيح متطورة وصديقة للبيئة، وذلك بصورة متدرجة تنتهي بحلول نهاية العام المقبل.
وقالت الحكومة النيوزيلندية إن هذا الإجراء سيخفّض إنتاج البلاد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، كما سيوفّر عليها 377 مليون دولار أمريكي خلال الأعوام الـ12 المقبلة، وفقاً لبيانات وزارة الطاقة.
وبحسب وزير الطاقة النيوزلندي، ديفيد باركر، فالتكنولوجيا التي تستخدمها المصابيح الكهربائية العادية قديمة جداً وغير اقتصادية، مشيراً إلى أنها تستخدم خمسة في المائة فقط من الطاقة التي تستهلكها للإنارة، وتبدد الـ95 في المائة الباقية على شكل حرارة.
وتنفق نيوزيلندا قرابة 497 مليون دولار سنوياً على كهرباء الإنارة، كما تنتج 65,2 مليون طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
يذكر أن تكنولوجيا المصابيح الكهربائية الحالية تعود إلى القرن التاسع عشر، وتعمل عبر مرور تيار كهربائي في سلك رفيع لإنتاج الضوء، لكنها تبدد 95 في المائة من الطاقة التي تستهلكها على شكل حرارة، أما مصابيح الفلوريسون الحديثة فلا تحتاج لأكثر من 20 في المائة ممّا تستهلكه المصابيح العادية.
وتنطلق الحملة النيوزلندية بصورة متزامنة تقريباً مع حملة مماثلة تطلقها استراليا التي سبق لها أن حظرت استخدام مصابيح الإنارة الكهربائية التقليدية.
ويذكر أن ولاية كاليفورنيا الأمريكية تنظر في مشروع قانون لاستبدال المصابيح التقليدية بأخرى صديقة للبيئة أيضاً، على أن يجري تطبيق ذلك اعتباراً من عام 2012.
اما كوبا ، فكانت السباقة في هذا الاطار، إذ يعود قرارها باعتماد المصابيح الصديقة للبئية إلى عام 2006، وتبعتها فنزويلا بعد ذلك بأشهر قليلة.
ووصف رئيس الوكالة الأوروبية للطاقة أندريس بيبلغس هذه الخطوة بانها ستساهم في إحداث تغيير إيجابي في المناخ والبيئة على مستوى العالم، كما ستخفف الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الاستهلاك الكبير للوقود المستورد.
ودعا الأوروبيين إلى استبدال أجهزتهم الكهربائية القديمة كأجهزة التلفاز وأجهزة شحن الهواتف النقالة بأخرى حديثة صديقة للبيئة تساهم في توفير استهلاك الكهرباء.
منقول