عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-08, 07:52 PM   #1
 
الصورة الرمزية لميس صلاح

لميس صلاح
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 9320
تاريخ التسجيل : Oct 2007
عدد المشاركات : 4,014
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ لميس صلاح
غير سعيد يا إبنتي الذئاب لا تعرف الوفاء





يا إبنتي الذئاب لا تعرف الوفاء

إنهم يخطون نحوك خطواتهم الأولى ثم يدعونك تكملين الطريق،

فلولا لينك ما إشتد عودهم، ولولا رضاك ما أقدموا،

أنت فتحت لهم الباب حين طرقوا فلما نهشوا نهشتهم صرختى "أغيثوني "،,,,,

ولو أنك أوصدت دونهم أبوابك، ورأوا منك الحزم والإعراض لما جرؤ فاجر أن يقتحم السوار المنيع،

لكنهم صوروا لك الحياة حباً في حب،

وغراماً في غرام، وعشقاً في عشق، فلا تسير ولا تصح الحياة بدون هذا الحب الجنسي الذي يزعمون، وبه يتشدقون,

قالوا: لابد من الحب الشريف العذري بين الشاب والفتاة،

والله يقول:(( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33)))

فأي حب هذا الذي يزعمون، وأي شرف هذا الذي يتشدقون، (( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))

لا- يا إبنتي- لا تصدقيهم، ولا تصدقي الذئب، لا تصدقيه بأنه يطلب منك الحديث فقط،


أتراه يكتفي به، لالالالالا،

سيطلب المقابلة، فهل يكتفي بهذا؟؟؟؟؟؟

لالالالالا، سيطلب النظر، ثم العناق، وثم وثم،,,,,,,,,,,

فما حديث الحب العذري الشريف إلا شهوة لم تقض، ورغبة لم تتحقق...........

فلا تستمعي بما زخرفه الشعراء في أمثال، عنترة وعبلة، وقيس وليلى،


فالضحية أخيراً أنت- يا إبنتي- يأتي الشاب فيغوي الفتاة، فإذا اشتركا في الإثم ذهب

هو خفيفاً نظيفاً،

وحملت هي ثمرة الإثم في حشاها، ثم يتوب هو فينسى المجتمع حوبته،
ويقبل توبته، وتتوب هي فلا يقبل لها المجتمع توبة أبدا،
وإذا أراد هذا الشاب الزواج أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها مترفعا عنها، ومدعيا أنه لا يتزوج البنات الفاسدات، ولسان حاله يقول: أميطوا الأذى عن الطريق؟ فإنه من شعب الإيمان،

أرأيت- يا إبنتي- كيف تنكر الذئب من فعلته بكل يسر وسهولة،

كل هذا لأنك صدقت ما وعدك، وانساقت وراء نزوة عابرة,

أين ما أخذه على نفسه من وعود؟؟؟ أين ما قطعه من عهود؟؟؟


فلا تغرنك- يا إبنتي- الصورة البشرية التي يتصور فيها الذئب وتلك الملابس التي يختفى بداخلها،

فلو كشف لك عن أنيابه لرأيت الدم الأحمر يترقرق فيها،

أو عن أظفاره لرأيت تحتها مخالب حادة،

أو عن قلبه لرأيت حجراً صلدا من أحجار الغرانيت لا ينبض بقطرة من الرحمة،

فهم سباع مفترسة، وذئاب ضارية،


والآن آن لك- يا إبنتي- أن تفرقي بقوة بين من يريدك مستترة فتعزى،

وبين من يريدك معروضة فتهوني،

وكل معروض مهان،

قد آن لك أن تتشبثي بحجابك وسترك وعفافك وطهرك إمتثالاً لقول ربك عز وجل: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) الأحزاب :59.

لا تسمعي للناعقين، الذين يغمزون ويلمزون، فمازالوا بأختك في أماكن أخر حتى نزعوا عنها حجابها،

فهل رضوا بهذا ؟؟؟

لالا لا، نزلوا إلى ثوبها، حتى قصرت من هنا إصبعاً ومن هناك إصبعاً، إلى أن ألقوا بها على شاطئ البحر عارية تماماً من كل شيء،


ولكن القوم خدعوها قالوا لها: هذه هي الحضارة والمدنية، فصدقتهم، وكذبوا والله،

أيكون الطهر عيباً، والعفاف عارا، والخير شرا، والنور ظلاما ؟؟؟

وما لنا وللغرب، ليذهب الغرب بنسائه إلى الجحيم، أما كفانا تفكيراً برؤوس غيرنا،

أما كفانا نظراً بعيون عدونا، أما كفانا تقليداً كتقليد القردة،

ليصنع بنات الغرب ما شئن وشاء لهن رجالهم، فما لنا ولهم، وتكوني أنت - يا إبنتي- كما نريد نحن ويريد لك الله.

فليس في الدنيا أكرم منك وأطهر منك، ما تمسكت بدينك، وحافظت على حجابك، وتخلقت بأخلاقك الحسنة،

وفتاة الغرب إنها ممتهنة في عقر دارها، تربح المال من لديها جمال،

فإن ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة إمتص ماؤها لكننا قلدناهم،

تركنا الحسن، وأخذنا القبيح، من تمثيل، وغناء ؟، وفن، ورقص ، كأننا ما خلقنا إلا للغناء والطرب والفن والرقص.

وأخيراً: أهمس إليك- يا إبنتي- بكلمة لابد منها بعد أن عرفتى الذئب وأفعاله،

أقول لك: أنت الآن صبية جميلة، وأنت فى الخامسة والعشرين تطلبين وبعد ذلك تطلبين فإن طرق داركم من ترضين دينه وخلقه،

فلا تترددي في قبوله ولا تتمنعي ولا تسوفي،

فإن الجمال والصبا لا يدومان، فإما المرض، وإما القبر،

نعم القبر الذي لابد لكل حي منه، القبر، يا إبنتي الذي يفد إليه كل يوم وفود البشر محمولين على أيدي آبائهم وأمهاتهم وأحبابهم،

ليقدموهم بأنفسهم هدايا ثمينة إلى الدود، تم يخلون بينهم وبينه يأكل لحومهم ويمتص دماءهم ويتخذ من أحداق عيونهم، ومباسم ثغورهم مراتع يرتع فيها كما يشاء بلا رقبى ولا حذر من حيث لا يملك مالك عن نفسه دفعا ولا يعرف إلى النجاة سبيلا،


توقيع : لميس صلاح
زهرة الشرق
zahrah.com

لميس صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس