((2))رجال ثبتوا في المحنة - محنة خلق القرآن -
[align=center]أحمد بن أبي الحواري[/align]
[align=justify]أحمد بن أبي الحواري واسمه (1) عبد الله بن ميمون بن عياش بن الحارث أبو الحسن التغلبي الغطفاني، أحد العلماء الزهاد المشهورين، والعباد المذكورين، والابرار المشكورين، ذوي الاحوال الصالحة، والكرامات الواضحة، أصله من الكوفة وسكن دمشق وتخرج بأبي سليمان الداراني رحمهما الله.
وروى الحديث عن سفيان بن عيينة ووكيع وأبي أسامة وخلق.
وعنه أبو داود وابن ماجه وأبو حاتم وأبو زرعة
الدمشقي، وأبو زرعة الرازي وخلق كثير.
وقد ذكره أبو حاتم فأثنى عليه.
وقال يحيى بن معين: إني لاظن أن الله يسقي أهل الشام به.
وكان الجنيد بن محمد يقول: هو ريحانة الشام.
وروى ابن عساكر أن كان قد عاهد أبا سليمان الداراني ألا يغضبه ولا يخالفه، فجاءه يوما وهو يحدث الناس فقال: يا سيدي هذا قد سجروا التنور فماذا تأمر ؟ فلم يرد عليه أبو سليمان، لشغله بالناس، ثم أعادها أحمد ثانية، وقال له في الثالثة: اذهب فاقعد فيه.
ثم اشتغل أبو سليمان في حديث الناس ثم استفاق فقال لمن حضره: إني قلت لاحمد: اذهب فاقعد في التنور، وإني أحسب أن يكون قد فعل ذلك، فقوموا بنا إليه.
فذهبوا فوجدوه جالسا في التنور ولم يحترق منه شئ ولا شعرة واحدة.
وروي أيضا أن أحمد بن أبي الحواري أصبح ذات يوم وقد ولد له ولد ولا يملك شيئا يصلح به الولد، فقال لخادمه: اذهب فاستدن لنا وزنة من دقيق، فبينما هو في ذلك إذ جاءه رجل بمائتي درهم فوضعها بين يديه، فدخل عليه رجل في تلك الساعة فقال: يا أحمد إنه قد ولد لي الليلة ولد ولا أملك شيئا، فرفع طرفه إلى السماء وقال: يا مولاي هكذا بالعجلة.
ثم قال للرجل: خذ هذه الدراهم، فأعطاه إياها كلها، ولم يبق منها شيئا، واستدان لاهله دقيقا.
وروى عنه خادمه أنه خرج للثغر لاجل الرباط فما زالت الهدايا تفد إليه من بكرة النهار إلى الزوال، ثم فرقها كلها إلى وقت الغروب ثم قال لي: كن هكذا لا ترد على الله شيئا، ولا تدخر عنه شيئا.
ولما جاءت المحنة في زمن المأمون إلى دمشق بخلق القرآن عين فيها أحمد بن أبي الحواري وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، فكلهم أجابوا إلا ابن أبي الحواري فحبس بدار الحجارة،
وقد قام ليلة بالثغر يكرر هذه الآية (إياك نعبد وإياك نستعين) [ الفاتحة: 5 ] حتى أصبح.[/align]
|