عزيزي هاوي..

أراك هاهنا تقيم علينا العديد من الدعاوى..

فأما أنا فلم أعتنق أفكارا إلحادية ولله الحمد وأدعو إلى الاختلاط ليس فقط في الصفوف الأولى أو الابتدائية
بل وأشدد على الدعوة لهذا في جموع الصفوف والمراحل الدراسية والمؤسسات الحكومية والخاصة التعليمية منها والعملية.
وحين أدعو لشيء كهذا فأنا لا أتحدث بلسان الغرب ولا بلسان الشرق .. وإنما أتحدث بلسان الإسلام والعقل فالمنطق
فلم يوجد ولن يوجد_رغم محاولات بعض المغالين_ أي دليل من القرآن أو من السنة أو من السلف الصالح ينص على منع الاختلاط والتفريق بين الجنسين.
ولا أر داعيا كي نختال بمعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا لحد يودي بنا أن نعتنقها معتنق الدين .. فالدين براء من هذا كله .

وأرجو أن تراجع ردودي لتجد عدة تفصيلات وعدة تشريحات لبعض الأدلة التي تنص فقط وفقط على التحذير من الخلوة بين الرجل الاجنبي والمرأة..ورغم هذا فهي لم تحرم الخلوة بشكل مطلق وإنما التحذير يقتضي الاجتهاد
فمن علم سوء نيته أو سوء طبعه وخُلقه فعندها يجب الامتناع عن الاختلاء به رجلا كان ام امرأة ..
يا عزيزي أنت الآن تنظر إلى الدين من وجهة الأنظم البشرية التي ابتدعها المغالون .. فتضعها أمام عينك لكأنها جزء من الدين .
اتعلم ياعزيزي أن صحابيا في مجمل حديث لا يحضرني نصه اختلى بامرأة أجنبية في حجرة بالسوق
وفعل ما فعل معها من مقدمات الزنا عدى الإيلاج ..
أتعلم ما أمره النبي عليه الصلاة والسلام حين أقر بذلك ؟
أان يصلي ركعتين ويستغفر المولى عز وجل ..
أرأيت لا قائم في حالة الخلوة الغير العفيفة ؟
لا حد هناك في الدنيا والله أعلم بخفايا النفس وهو الواحد الأحد القادر الصمد على محاسبة من ساءت نيته وتطاولت عينه.
ولسنا نحن بأعلم من رسول الله كيف نعاود سن الأحكام من مخيلتنا..
فما قولك إذن بالخلوة العفيفة ؟
لا
بل ما قولك بالاختلاط الذي هو أبعد ما يكون عن الخلوة فلا مجال لدخول المرض للنفس إلا من كانت نفسه عقيمة الايمان.
وهذا حسابه على الله لا علينا.

فلا تتسرع بأخذ الفتاوي المغالية .. وانظر أولا لسنته عليه الصلاة والسلام وتبع بعدها مايمليه عليك عقلك لا تحاملك.
وأرجو ألا تلقي الاتهامات علينا نحن كما قلت(دعاة الاختلاط) ولا تحط من شأن المباديء قبل أن تعلمها فكيف ترمي الاختلاط بالقذارة ولمَ !!


أما عن الحجاب فقد كان لي معك حديث طويل في موضعٍ آخر غير هذا ولكن كما وعدتك برد كامل فسأختصر لك الأمر في بضع أسطر..


الحجاب واجب..نعم واجب على كل امرأة مسلمة بالغة ..
ولكنه ليس كبيرة عليها حد تجازى به المرأة حين الإخلال بهذا الواجب الديني
وليس ركن من أركان الإسلام يبطل به الإسلام أو ينقص_وثق ان الاسلام يختلف عن الايمان فمن المعروف ان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي على عكس الإسلام الذي لا ينقص إلا بالشرك او الكفر الأصغرين او النفاق العملي أو يبطل تماما بالكفر والشرك الاكبرين أو النفاق الاعتقادي ولا يزيد إلا بترك الأصاغر والأعمال السابقة..و الذي هو المرتبة الأولى والأبسط من مراتب التوحيد يليها الإيمان ويزيد بالطاعات جميعها وينقص بالمعاصي جميعها فالإحسان كما سبق بالإيمان.._
وبالتأكيد ليس فرض من الفروض يخل بإحدى أركان الإسلام_والفرض ما أخل بإحدى اركان الإسلام كفرض الركوع في الصلاة أو الإحرام في الحج أو السرية في الزكاة أو النية في الشهادة و الصيام_

بالتالي فالحجاب كالصدق والصبر والحب و .. و.. و
من الصفات الحميدة التي يجب علينا أن نلتزم بها من خلال إحساسنا الداخلي الذي يفرضه علينا إيماننا نحن
لا ما تفرضه علينا الحكومات أو الهيئات المغالية ..
فهل صادفت ذات مرة شيخا يدعوك لأن تحب لأخاك ما تحبه لنفسك .. ويركض ورائك إن لم تطعه كما يحصل في أمر الحجاب !!!

يا عزيزي أن تقول شائت أم أبت .. حسنا فإن أبت فحساب إثمها على الله لا علينا
وأتستطيع أن تجيب على سؤالي الخالد في هذا الشأن ..

ما حد ترك الحجاب في الدنيا الذي يجب على ولاة الأمر تنفيذه في حال حدوثه_إي حدوث ترك الحجاب_ ؟؟؟
إن أجبتني على هذا السؤال متضمنا خلال الإجابة دليلا شرعيا من الكتاب أو السنة ..
لك مني جميع علمي .. وسأظل رقيقا بين يديك ..
ولن تجيب..


والآن أستودعك الله وأطلب منك الإبحار اكثر في العسر واليسر .. والعقل والفكر .. قبل أن تبحر في مستنقعات الغلو .



ك و ن ك و ر د