اهلا بكم أحبتي ونتابع معا عما يخص الخيانة
فتعالوا معا نتطرق الى (خيانة النظرة)
حدثنا وكيع عن شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه أن
{ النبي عليه السلام قال لعلي : لا تتبع النظرة فإنما لك الأولى وليس لك الآخرة } .
حدثنا جرير عن عاصم الأحول عن الشعبي قال : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }
قلت للشعبي : الرجل ينظر المرأة لا يرى منها محرما قال : ما لك أن تتبعها بعينك ؟ .
أن من النظر ما يحرم , وهو ما يتعلق بالأجانب ; ومنه ما يحلل , وهو ما يتعلق بالزوجات
وذوي المحارم , بخلاف الفرج , فإن ستره واجب في الملأ والخلوة ; لحديث بهز بن حكيم
عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة القشيري ; قال : { قلت يا رسول الله ; عوراتنا ما نأتي
منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجك , أو ما ملكت يمينك . فقال : الرجل يكون
مع الرجل ؟ قال : إن استطعت ألا يراها أحد فافعل . قلت : فالرجل يكون خاليا ؟ قال : الله
أحق أن يستحيا منه } . [ ص: 378 ] { وقد ذكرت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحالها معه فقالت : ما رأيت ذلك منه , ولا رأى ذلك مني } .
المسألة الثالثة : قوله : { ويحفظوا فروجهم } يعني به العفة , وهو اجتناب ما نهى الله عنه
فيها . وقد تقدم بيانه . وقال أبو العالية : المراد به هاهنا حفظها عن الأبصار , حتى لا يراها
أحد , وقد تقدم وجوب سترها وشيء من أحكامها في البقرة والأعراف , وإيضاحه في شرح
الحديث والمسائل . المسألة الرابعة : قوله : { ذلك أزكى لهم } :
يريد أطهر على معاني الزكاة فإنه إذا غض بصره كان أطهر له من الذنوب , وأنمى لأعماله
في الطاعة ; ولذلك { قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : يا علي , إن لك كنزا في الجنة ,
وإنك ذو قرنيها , فلا تتبع النظرة النظرة ; فإن الأولى لك والثانية ليست لك } وهو أيضا
أفرغ لباله وأصلح لأحواله .
وقالوا : من أرسل طرفه أدنى حتفه , ومن غض البصر كفه عن التطلع إلى المباحات من
زينة الدنيا وجمالها , كما قال الله لنبيه : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم
زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } يريد ما عند الله تعالى . [ ص: 379 ]
وفي الإسرائليات أن رجلا كان قائما يصلي فنظر إلى امرأة بإحدى عينيه , فتطأطأ إلى الأرض ,
فأخذ عودا ففقأ به عينه التي نظر بها إلى المرأة , وهي من خير عين تحشر .
وتحكي الصوفية أن امرأة كانت تمشي على طريق , فاتبعها رجل حتى انتهت إلى باب دارها ,
فالتفتت إليه فقالت له : يا هذا ; ما لك تتبعني ؟ فقال لها : أعجبتني عيناك . فقالت : البث
قليلا , فدخلت دارها , ثم فقأت عينيها في سكرجة , وأخرجتهما إليه , وقالت له : خذ ما
أعجبك , فما كنت لأحبس عندي ما يفتن الناس مني .
نفعني الله وأياكم بما أختير . والى اللقاء مع موضوع أخر حول(الخيانة ) وتقبلوا تحيتي