في ذاكرة تلد الكلمات و تولد فيها
تلد الأشياء و تولد فيها
لا تعرف حدا
بين الماضي والحاضر ولد الشاعر.
في رمل يعلو في صعر
في صحراء لغات ولد الشاعر
عاش ولكن في ما يشبه تابوتا
سافر لكن في ما يشبه مقبرة
في طقس لا تخلو سنة منه,
طقس للقتل (وقد لا يخلو يوم)
عاش الشاعر.
طقس كان يعاش كأن رياح الجنة تسري فيه,
ومحابرها والأقلام
في هذا الطقس, رأى الشاعر
وجه الكون, وراح يضيء مداه
ويلقم باسم الإنسان الشعر
وكل كلام
ويلقم ما تلده الأيام.
مسكونا بالكلمات
وبالأفعال وبالأسماء :
كيف سنقرأ قول الشاعر إذا لم نقرأه
في الأعمال وفي الأشياء ؟
لا نعرف من نحن
الآن ومن سنكون,
إذا لم نعرف من كنا. ولذا
سأقص عليكم من كنا.
دحضا للشيطان,
قال الله: الأرض مهاد للإنسان
وسأجعل منها عرشا
ويكون التاج خليفة,
هو ذا العرش يهيأ تحت سقيفة.
---------------------------
.............(أدونيس).............
--------------------------------------------------------
عزيزي (غريب الجولاني)
أعتذر منك مرتين
المرة الأولى عن التأخير المبالغ فيه عن متابعة المنتدى عامة وردك البديع خاصة.
والمرة الثانية عن عدم تدقيقي في ردك الممتع فنظرت له من منظار النقد لا الحوار..
وقد كان حوارك سلساً جميلا بديعا يسعني أن أجيب عليه بدون اختزالٍ طويلٍ للكلمات ..
فما أوافقك إلا في كل النقاط ..
ووجودك هنا دائما يسعدني
..
فنتفق كثيرا في جماليات الشعراء الذين ذكرت .، وأتفق أنهم صنعوا لأنفسهن مقاسات مختلفة من اللغويات الأدبية _قد_ أكون أنا عجزت أن آتي بمثلها ،
ولكن يا صديقي لا يعجبني كثيرا أن آتي بها أو بمثلها .. يعجبني ككل شاعر يقدر ذاته الأدبية أن آتي بلغوياتي الخاصة
ومناهجي ودفاتري الخاصة وكل شيء مما أتت بها القصيدة يكون خاصاً بي فقط .
وأنشدك أن نتلاقى دائما في أعمالنا خلال هذا المنتدى
فلقد أعجبت بأسلوبك المنمق وأحببت حقا تواجدك معي ..

ك و ن ك و ر د