غريب... الكونكورد(محمود)................ مساء الخير مساء العيد
من الغريب أن أتواجد هنا كقارئ ومراقب لما يحدث
من الغريب أن أشهد ما يجري كما جرى معي سابقا دون تدخّل إدارة المنتدى ولو من أجل الحدّ من حدّة النقاش
وأنا أنظر لا بدّ وأن أتدخّل لإعادة النقاش إلى مستواه الأدبي
لست أحاول منع النقاش ففيه فائدة للجميع ولو أنني أعتقد شخصيا أن الكثيرين يأتون للقراءة والتمتع بالنص بحد ذاته أكثر منه لمعرفة ما يجري من نقد أدبي فهو لا يهمّ إلاّ القلائل حسب ظني وقد أخطئ
ولكن دعوني أقول كلمة
غالبا ما ندخل المنتديات وكلّنا آمال ولمَ لا؟ طموحات كثيرة وربّما قد تكون وهميّة
وإنما في النفس ثورة كبرى ومحاولات كثيرة لاستنباط أروع ما لدينا من كلام
والحقيقة اننا في أغلب الأحيان نلاحق حلما بعيد المنال قد نحقّق بعضه أو جزءً بسيطًا منه
ولكن وهذه مشكلتي ومشكلة أغلب من يتواجدون في المنتديات ما من أحد يحاول أن ينظر إلى نفسه في مراجعة ذاتية نقديّة
وهنا تكمن المشكلة
إنّ من لا يتقبّل نقد ذاته فكيف له أن يتقبّل نقد الآخرين؟
وهذا ما حصل معي مؤخّرًا
هذا أيضا ما دفعني فجأة لأن أعيد النظر بكلّ ما كنت أفكّر فيه وأخطط له
ليس من السهل الرجوع إلى الذات وإعادة النظر إلى ما ننتج
وهذه نقطة ضعف تكمن في داخلنا على الدوام
وعلى أثر ما حدث مع العزيز كونكورد رأيت نفسي أنزلق في متاهة المسائل الشخصيّة وكان من الممكن تجنبها
وهنا أخاف أن ينزلق النقاش إلى متاهات الأمور الشخصيّة فرجائي أن تنتبهوا إلى هذه النقطة وتحاولوا تفاديها وإن صدرت عن أحدنا فلنتغاضى عنها
أكملوا حواركم إن أردتم وإنما دعوه في مستوى الثقافة الأدبيّة البحتة دون التطرّق إلى الأمور الشخصيّة فهي مؤذية وتترك أثارا سلبية على الجميع
أعترف بأنني ما تعوّدت النظر سابقا إلى ذاتي من ناحية النقد والنقد الذاتي
وما حصل معي جعلني أعيد النظر في مفاهيمي لكي أتمكن من تقبّل أي نقد مهما كان قاسيا
ففي النهاية توصّلتُ إلى اقتناع وهو أن النقد وإن كان قاسيا لن يؤثّر على سمعة الكاتب أو ما يكتبه أو يحطّ من قيمته أو مستواه
لكلّ كاتب أسلوبه وطريقته ومفاهيمه وستبقى هي هي مهما حصل من نقد ولن تتغيّر إلاّ في جزء يسير منها
النقد يُغيّر ربّما الشكل أو بعض شوائب بسيطة ويجعلنا نحسّن إداءنا وأسلوبنا إن كان بنّاءً وهذا ما نسعى إليه وربما قد نهرب منه أيضا ولكننا في قرارة نفسنا نعلم حقّ المعرفة بأننا لا بدّ وأن ننظر إلى الوراء لمعرفة الخطوات التي تفصلنا عن مستقبلنا
وإن أنظر إلى الوراء أرى بأنّ أكبر الأدباء مثل جبران خليل جبران وغيره من الشعراء تعرّضوا للنقد فما بالنا نحن لا نتقبّل ذلك؟
من هذا المنطلق أردت أن تكون مداخلتي فقط كناقوس الخطر كي لا ننزلق دوما إلى الأمور الشخصيّة وقد يأتي ذلك نتيجة كلمة أو تنويه يغيظنا ويثير حميتنا فلا نعود نسيطر في نهاية المطاف على الأمور
لندع الأمور الشخصيّة مهما حصل، بعدها إن أردتم إكمال النقاش على مستواه الأدبي البحت هذا يعود لكما وإلاّ فمن الأفضل إقفال النقاش عند هذا الحدّ كي لا نقع مرّة أخرى في أمور شخصيّة لا تفيدنا ولا تفيد القارئ الذي أتى يمتّع نظره ههنا بشيء

الطيّبة لكما في هذا العيد.................... الصابر