غدا تكون قصتنا شيئا يرقد في قاع الذاكرة
لن يبقى شئ يربطنا بحاضرنا غير خيط من الحنين يقطعه بعد المكان بين جسدينا

غدا في قاع الذاكرة سوف تحتل أنقاض حبي المتهدم حيزا يعصب علىّ ازالته
لن يبقى لي من الحنين والشوق واللهفة سوى الندم
ندم على حب قتل بتسرعنا
وقتل بغيرتنا
وقتل بتكبرنا

غدا تحمل وجوهنا عيونا لا فائدة لها سوى نزف الدموع المتأخرة
لن تكون دموعنا سوى قطرات يأس وندم تسقط فيتيبس كل ما تسقط عليه وتعزله عن الحياة

غدا في قاع الذاكرة سوف يتراكم الموت ويقتل معه الحنين
وحين يمر قطار الفراق على محطة حبك لن يكون لي سوى النظر من النافذة لأرى حبي المتساقط وأنتِ وسطه ترحلين

غدا نمر بالطرقات سوف يحاول كل منا النسيان
سوف تخدعنا عيوننا نرى كل المشاهد مقلوبة رأسا على عقب
سوف نرى قلوبنا ترقص حول النار مثل الفراشات في طريقها الى الموت
سوف ترتعش أطرافنا وتتساقط ولكن هذه المشاهد لن تعني أحدا سوانا

غدا فلنحاول العودة الى منازلنا لنغلق شرفات الذكريات ونرصد أبواب اللقاء ونطفئ أبواب الامل
ونصم آذاننا عن لحن الحب

غدا يهبط علينا المساء حزينا
سوف يتسرب الى صدورنا شيئا فشيئا
سوف يبرد القلب ولكن سوف ترتفع درجة حرارة الندم

غدا عندما تغلق عتمة المساء الطرقات وتموت حركة الاصوات ، سوف أكون وحدي في جوف الليل أحاول أن أهرب الى ملجأ أستسلم فيه بعد أن يكون مات نهار آخر من عمري
أحاور نفسي فلا تجيب فلقد سقطت عندما سقطت شمسكِ ليمتد الليل في غربتي وفراقك .


مع التحية