|
مذكرات عنترة في جامعة س في فلسطين
في صبيحة يوم السبت دخل عنترة إلى الجامعة بعد أن وجد اسمه مكتوبا على صحيفة بردى في سوق شبكة فلسطين للحوار مدرجا على قوائم المقبولين .. دخل الجامعة وعيناه تتوقد نارا ً ،، إنه يتجه إلى ساحة الجسر حاملا على ظهره مسطرة سكوير بواسطة حبل قصارة وينظر يمنة ً ويسرة لعله يبحث عن الدكتور الذي تقدم لخطبة ابنة عمه عبلة ..
ماذا سيفعل يا ترى لعله سيضربه بمسطرة (التي سكوير) ضربة تقضي عليه لكن ، هل نسي أن قوانين الجامعة تمنع التعدي على الدكاترة وتعاقب على ذلك بالفصل .
ها هو يجد مطلبه ويلتقي بالدكتور أمام مبنى كلية الاداب ماذا يصنع معه يا ترى لعل الدكتور يعرض عليه أن ينجحه بالمادة مقابل أن يعفو عنه ولكن عنترة يجيب بكل أنفة وشجاعة :
لا تسقني ماء النجاح بذلـة بل فاسقني بالذل كأس الحمل
ثم يترك عنترة الدكتور ، ويمشي بعزة واستكبار ويميل افتخارا بفروسيته ويختطف رغم سمرته وشفتيه الغليظتين أنظار بنات عبس واللواتي تواجدن لأخذ الماء من النافورة .
إنه الان مع عمه مرةَ العبسي والذي اشترط عليه أن ينجح في كافة المواد في هذا الفصل ليوافق على زواجه من عبلة وها هو يدخل في تحد مع الزمن .
صباح اليوم التالي وفي خيمة تقع في مضارب جبل عيبال استيقظ عنترة متأخرا .. تبا ً إن الشمس توسطت السماء لم يبق سوى عشر دقائق على المحاضرة فحمل نفسه وارتشف قدحا من الشاي وانطلق على صهوة ناقته التي ربحها في احدى مسابقات الطلبة ولكن واجهته أزمة سير على الطريق فلقد تعطلت ناقة أحدهم مما جعل عنترة يتأخر عن موعد محاضرته فهدده الدكتور بتحميله المادة لتغيبه أربع مرات عن المحاضرة من الاسبوع الثاني وها هو يحاول أن يسحب المادة خوفا من الرسوب فيها ولكن المسجل يفاجئه بالقول أن السحب ممنوع لأن الشعبة مغلقة فيحاول عنترة أن يقنعه بأنه يريد سحب المادة لا اضافتها فيصر المسجل أن الشعبة مغلقة ولا مجال للسحب بأي حال من الاحوال .
وبعد أن فقد الأمل توجه عنترة إلى المكتبة للحصول على مرجع للدراسة على هذه المادة ولكنه لم يجد مراده وأخبروه أن ما يطلبه موجودا في مكتبة كلية الزراعة فانطلق عنترة يسابق الريح ولكنه لم يجد ناقته فاستقل أحد باصات طولكرم للوصول اليها واستمتع بالمقاعد المريحة والتكييف المركزي وما أن وصل الكلية حتى اتجه نحو مكتبتها وعثر على المرجع بعد جهد طويل .
هاه ... إنه يقلب أوراقه فقد حان وقت الامتحان ، ها هو يقلب ورقة الامتحان وقد أعد نفسه جيدا لهذا اليوم العصيب ولكنه ما أن قرأ ورقة الاسئلة حتى أصابته الحيرة والدهشة دون أن يجيب على سؤال منها ولسان حاله يقول :
ما كل ما يتمنـى المـرء يدركـه تأتي الامتحانات بما لا تحتوي الكتب
لقد انتهت الامتحانات وعنترة الان بانتظار النتائج فموعد صدورها اليوم
يبحث عن اسمه .. يا للهول المادة الاولى محروم الثانية 48 والثالثة 51 والرابعة اسمه مفقود .. سقط مغشيا عليه وصدق فيه قول الشاعر :
قفا نبك بذكرى سقوط المعدل وعتل مواد ناء منها تحملي
اللعنة لقد قضت الجامعة على أمال عنترة ، وها هو أباه يرفض الاعتراف به كما يرفض عمه تزويجه ابنة عمه وها هو عنترة يندب حظه ويقف على أطلال جبل جرزيم مناديا عبلة :
ولقد ذكرتـك والمـواد حوامـل ونتائج الامتحانات تقطر من دمي
غربـاء ولغير اللـه لا نحني الجباه ...غرباء وارتضيناها شعارا في الحيـاة
من فقـد اللـه فماذا وجـد ؟؟...ومن وجـد الله فمـاذا فقـد؟؟
توقيع : مس لاجئة
|