ابن عباس يجيب
ابن عباس والخوارج
[ALIGN=CENTER]
ناظر ابن عباس الخوارج وسألهم عما ينقمون من أمير المؤمنين علي ، فقالوا : ثلاثة ، أنه حكّم الرجال وقد قال {إن الحكم إلا لله } يوسف 40 ، وأنه قاتل ولم يسبِ ولم يغنم ، فإن كانوا مؤمنين فلمَ حلل قتالهم ، وإن كانوا كافرين فكيف حرم سبيهم ، وأنه بقبوله التحكيم قد محا عن نفسه أمير المؤمنين ، فهو إذاً أمير الكافرين .
فأجابهم ابن عباس أن الله قال : {فابعثوا حكماً من أهله ، وحكماً من أهلها } النساء 35 وقال (يحكم به ذوا عدل منكم } المائدة 95 فقد حكم الله الرجال في أمور صغيرة ، فكيف بحقن دماء المسلمين .
أما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم ، فمن تسبون ؟ أتسبون أمّكم عائشة ؟ فوالله لئن قلتم ليست بأمنا ، فلقد خرجتم من الإسلام ، ووالله لئن قلتم نسبيها ونستحل منها ما نستحل من غيرها ، لقد خرجتم أيضاً عن الإسلام ، فأنتم بين ضلالتين ، وقد قال {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتُهُم} الأحزاب 6 .
وأما قولكم قد محا عن نفسه إمارة المؤمنين ، فلقد محا النبي عن نفسه الرسالة في صلح الحديبية .
فرجع منهم عدد كبير ، وبقى قليل قاتلهم بالنهروان.[/ALIGN]
|