الموضوع: أعلام الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-06, 03:48 AM   #31

معاذ
مشرف أول

رقم العضوية : 4355
تاريخ التسجيل : Mar 2006
عدد المشاركات : 2,085
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ معاذ
عبادة بن الصامت (2)


[ALIGN=CENTER]
عــلـــمـــــه وفـقـهــــــــه
[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]
جمع القرآن في زمن النبي خمسة من الأنصار ، أحدهم عبادة بن الصامت ، فكان حافظاً لكتاب الله تعالى(1)
وفي خلافة عمر بن الخطاب ، أرسل إليه يزيد بن أبي سفيان - والي الشام - أن أهل الشام كثير وقد احتاجوا إلى من يعلّمهم القرآن ويفقههم . وقال : أعينوني بثلاثة .
فأرسل عمر معاذ بن جبل ، وأبا الدرداء ، وعبادة بن الصامت(2) . وقال : ابدؤوا بحمص ، فإن رضيتم منهم ، فليخرج واحد إلى دمشق ، وآخر إلى فلسطين(3) .
فأقام عبادة بحمص ، ثم انتقل إلى فلسطين(4) . وهو أول من ولِيَ قضاء فلسطين(5) .
ولقد شهد له الصحابة بالعلم ، وكذا من أدركه من التابعين .
فهذا معاوية بن أبي سفيان يذكر الفرار من الطاعون في خطبته . فقال له عبادة : أمك هند أعلم منك .
فأتم معاوية خطبته ثم صلّى ، ثم أرسل إلى عبادة وقال له : ألم تتقي الله ، وتستحي إمامك .
فقال عبادة : أليس قد علمت أني بايعت رسول الله ليلة العقبة أني لا أخاف في الله لومة لائم .
ثم خرج معاوية عند العصر فصلّى العصر ثم أخذ بقائمة المنبر فقال : أيها الناس ، إني قد ذكرت لكم حديثاً على المنبر
فدخلت البيت فإذا الحديث كما حدّثني عبادة ، فاقتبسوا منه فهو أفقه مني(6).
وقال خالد بن معدان : لم يبق من أصحاب رسول الله بالشام أحد كان أوثق ولا أفقه ولا أرضى من عبادة بن الصامت ، وشداد بن أوس(7) .
[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1) طبقات ابن سعد 2/ 356 .
(2) الإصابة 2/ 260 ، تاريخ الذهبي 2/ 423 ، تاريخ ابن عساكر 7/ 213 .
(3) سير أعلام النبلاء 2/ 6 .
(4) الاستيعاب 2/ 442 ، طبقات ابن سعد 2/ 357 ، تاريخ ابن عساكر 7/ 211 .
(5) تاريخ ابن عساكر 7/ 211 ، تاريخ الذهبي 2/ 423 ، تهذيب التهذيب 5/ 112 .
(6) الإصابة 2 / 260 ، تاريخ ابن عساكر 7/ 213 .
(7) طبقات ابن سعد 2/ 274 .
[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
ورعـــــــه و زهــــــد ه
[/ALIGN]

[ALIGN=RIGHT]
مرّ عبادة بقرية " دُمَّـــــــر " فأمر غلامه أن يقطع له سواكاً من صفصاف على نهر بردى . فمضى الغلام ليفعل .
فقال له عبادة : ارجع ، فإنه إن لم يكن بثمن ، فإنه ييبس ، فيعود حطباً بثمن(1) .
وقال الوليد بن عبادة : أهديت لعبادة هدية ، وإن معه في الدار اثني عشر ؛ أهل بيته ، فقال عبادة : اذهبوا بهذه إلى آل فلان ، فهو أحوج إليها منّا.حتى رجعت الهدية إلى عبادة قبل الصبح(2) .
قال الوليد : فأخذتها ، فكنت كلما جئت أهل بيتٍ يقولون : اذهبوا بها إلى آل فلان فهم أحوج منّا إليها .

وكان عبادة في جيش عمرو بن العاص الذي توجه لفتح مصر، وبينما هم في حصارهم للقبط والروم وقف يصلي ذات يوم في ناحية ، وفرسه عنده ، فرآه قوم من الروم فخرجوا إليه وعليهم حلّة وبزّة ـ فلموا دنوا منه سلّم من الصلاة ، ووثب على فرسه ، ثم حمل عليهم ، فلما رأوه ولّوا مدبرين ، هاربين ، وتبعهم عبادة فجعلوا يلقون مناطقهم ومتاعهم ليشغلوه بذلك عن طلبهم ، فصار لا يلتفت إليه حتى دخلوا الحصن ، ورموا عبادة بالحجارة من فوق الحصن .
فرجع عبادة ولم يتعرض لشئ مما طرحوه من متاعهم حتى رجع إلى موضعه الذي كان فيه ، فاستقبل الصلاة ، وخرج الروم إلى متاعهم وجمعوه(3) .
[/ALIGN]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ ابن عساكر 7/ 216 ، سير أعلام النبلاء 2/ 10
(2) تاريخ ابن عساكر 7/ 126 .
(3) النجوم الزاهرة 1/ 9 .


[ALIGN=CENTER]
جـهــــــــــــــــــــا د ه
[/ALIGN]

شهد عبادة مع رسول الله بدراً وأحداً والخندق ، وجميع المشاهد فلم يتخلّف عن غزوة غزاها رسول الله قط(1) .
كما شهد فتح الصائفة ، وكان أمير الجيش معاوية بن أبي سفيان ، وقد فتح الله عليهم حتى بلغوا عمورية(2) .
وركب عبادة البحر مع جيش كثيف تحت إمرة معاوية بن أبي سفيان إلى جزيرة قبرص ففتحها الله عليهم ، وكان معه زوجته أم حرام بنت ملحان ، وهناك عثرت بغلتها فوقعت فماتت ودفنت هناك(3) . كما سبق .
ولما أبطأ فتح مصر على عمرو بن العاص ، أرسل إلى عمر بن الخطاب يستمده ؛ فأمدّه بأربعة آلاف رجل ، على كل ألفِ رجل منهم رجل مقام الألف ، فكان عبادة بن الصامت أحد هؤلاء الأربع(4) .
فكان أميراً لربع المدد الذي شارك في فتح مصر ، وكان في نفسه يعادل ألف رجل .
كما أنه شارك في فتح الأسكندرية . وذكر بعض أصحاب السير والتاريخ أن عمرو عقد له وولاه قتال الروم ففتح الله الأسكندرية على يديه(5) .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن عساكر 7/211 ، ابن هشام 2/351 ، تاريخ الذهبي 2/ 422 ، ابن سعد3/546
(2) البداية والنهاية 7/ 145 .
(3) تاريخ الذهبي 2/ 317 ، تاريخ الطبري 2/ 600 ، البداية والنهاية 7/ 158 .
(4) النجوم الزاهرة 1/ 5 .
(5) تاريخ الإسلام 1/ 239 .

[ALIGN=CENTER]
قـيا مـــه بـا لأ مـــر بـا لمـعـروف و الـنـهـي عــن المــنـكـــر
[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]
كان عبادة آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، لاتأخذه في ذلك لومة لائم . فقد رأى في السوق يوماً وهو بالشام آنية من فضة يباع الإناء بمثليّ ما فيه ، أو نحو ذلك .
فقام فيهم فقال : من عرفني فقد عرفني ، ومن لا يعرفني فأنا عبادة بن الصامت ، ألا وأني سمعت رسول الله يقول : الذهب بالذهب مثلاً بمثل ، سواءً بسواء ، وزناً بوزن ، يداً بيد ، فمن زاد فهو ربا . . . . . وذكر تما الحديث(1) (2) .
وذات يوم قام خطيب يمدح معاوية بن أبي سفيان ويثني عليه
فقام عبادة بتراب في يده فحشاه في فم الخطيب ، فغضب معاوية فقال له عبادة : إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، ومكسلنا وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله ، وأن نقوم بالحق حيث كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم . وقال رسول الله :
إذا رأيتم المداحين فاحثوا في أفواههم التراب(3) .
وأنكر عبادة على معاوية شيئاً، فقال : لا أساكنك بأرضٍ .فرحل إلى المدينة فقال له عمر : ما أقدمك ؟ فأخبره بفعل معاوية ، فقال عمر : إرحل إلى مكانك ، فقبّح الله أرض لست فيها وأمثالك ، فلا إمرة له عليك (4)
[/ALIGN]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ ابن عساكر 7/ 215 .
(2) الحديث رواه مسلم : كتاب المساقاة ح 84 ( نووي 11/ 14 )
(3) تاريخ ابن عساكر 7/ 215 .
والحديث رواه مسلم : كتاب الزهد ح 68 ، 69 عن المقداد ( نووي 18/ 127، 128 )
(4) الاستيعاب 2/ 442 ، تاريخ الذهبي 2/ 423 ، سير أعلام النبلاء 2/ 7 .


توقيع : معاذ
زهرة الشرق

معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس