عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-02, 08:55 AM   #129
 
الصورة الرمزية BesTDarkmaN

BesTDarkmaN
كاتب متميز في زهرة الشرق

رقم العضوية : 169
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 424
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ BesTDarkmaN
واثق ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الثاني عشر


[c]بسم الله الرحمن الرحيم[/c]

[c] ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الثاني عشر [/c]

و بعد ........


تفضلوا بقبول الجزء الثاني عشر من القصة



قام رئيس المباحث وتوجه إلى سامي واخذ يواسيه ويقول له: تشجع يا ولدي ولا تبكي فأنت رجل قوي ، سوف تخرج قريباً ، فنظر إليه سامي قائلا: حسناً يا سيدي ولكني لا أدري ما بالي بكل هذا البكاء ، والله أنني أشعر أن فراقي سيطول عنهم وأخشي من ذلك يا سيدي . .
رد عليه الرئيس فوراً: لا تقل ذلك يا ولدي والله ان محنتك ستنتهي قريباً ولابد أن تكون متفائل ، وتبسم له ، فبادله سامي الابتسامة وقال: نعم لابد من التفاؤل الله يلعنك يا شيطان ، وقف وقال للرئيس أتمنى أن تسرع بإنهاء الإجراءات يا سيدي أرجوك .... فأكد له الرئيس ذلك ثم أنصرف سامي ليعود للغرفة وهو تارةً حزين وتارة سعيد .....
وعندما وصل للغرفة سأله من هم معه ها يا سامي ماذا حدث معك ؟ رد عليهم سامي وهو يكاد يبكي انها أمي ، ففرحوا كثيراً وهنؤوه كثيراً ولكنه أوشك على البكاء حتى أن الدموع توقفت على طرف عينه ... وعاد وقال الحمد لله أنهم يعلمون أين أنا الآن وهم جميعاً بخير . .
وعلى الفور جلس يصلي لله شكراً وحمداً ومن ثم جلس معهم يتحدثون ويتسامرون بأمور الحياة وكلاً يسرد قصةً من ذكرياته فيما عدا سامي لم يسرد أي شيء ، فقد كان مشغولاً بالتخطيط لطريقة تمكنه من معرفة تهم وقضايا من معه فالفضول يقتله لمعرفة ذلك ..
واخذ يفكر حتى وجدها ذلك الشقي ، فذكاءه دائماً يسانده ولو أنه خانه بعض الأحيان ..
وبدأ يفكر كيف سيشرح لهم طريقته ، والجميل بالأمر أنه كان متأكد من أنهم سوف يوافقون على فكرته خصوصاً إذا كانت مقنعة ، ومن ثم بدء كعادته بتنفيذ خطته .
. . وقد تعرف على قصصهم وغرابتها ولربما فيها الصدق وفيها الكذب ولكن الأكثر إثارة كانت قصته .... فقد كان الجميع متعاطفاً معه ويحبونه كثيراً . .
وقد مر على ظهور حقيقة براءته أكثر من ثلاثون يوماً و هو ينتظر ، حتى ضاق ذرعاً ... ولكن الصلاة و القرآن كانوا كفيلين بإعطائه القوة والصبر .
حتى حان الوقت وانتهت أيامه في المباحث السياسية ... وكما يقولون أنفــــاس معدودة في أماكن محدودة . .
كان يوماً مشرقاً ... استقيظ فيه سامي كعادته نشيطاً مبتسماً ... ينظر إلى نافذة الغرفة العلوية ليرى خيوط الشمس الذهبية وهي تتسلل من فتحاتها ..
وحانت الساعة كأن القدر قد دق ليتغير من جديد عندما هرع أحد العسكر ليصيح: سامي .. سامي ...سامي هيا يا سامي لقد أمرني الرئيس أن أخبرك بأن تحضر أغراضك كاملةً هيا يا رجل هيااا تحضر وحضر أغراضك ، وبدون تردد وبدون تفكير سارع سامي لباب الغرفة وأمسك بالقضبان و رد على العسكري وقال: بالله عليك ماذا تقول هل أنت جاد يا ... صحيح ما تقول؟ هل أخبرك الرئيس أن أحضر أغراضي هل هذا صحيح؟ ياااااالله يالله أحمدك أحمدك يارب . .
وصار سامي يصرخ بأعلى صوته: سأخرج سأخرج يا آلهي لا أصدق يا فرحتي .. وبدأ السجناء بالاستيقاظ على صراخ سامي وهم يتسائلون ماذا حل به ؟ وأخذوا يهنؤوه ويقبلونه بحرارة ومحبة بالغة وهم يقولون له حماك الله يا سامي حماك الله و حفظك من كل مكروه والله انك لتستحق أن تخرج والحمد لله ستخرج نعم ستخرج . .
وصاروا ساعدونه في ترتيب أغراضه البسيطة والتي وضعت جميعها في كيس واحد ، وأستعد الجميع ليقول ... الوادع الوداع يا سامي الوداع يا ابن فلسطين الوداع يا شيخ الشباب حماك الله ورعاك دوماً ...... وحتى العسكر حضروا ليباركوا ويودعوا سامي وهم يقولون له يا سامي ، هيا هل أنت مستعد ستخرج يا سامي هيا ، لكن فرحته لم تنسيه أصدقاءه فطلب أن يمر على السجناء بكل الغرف وكان عددها عشر غرف ، ليودع كل السجناء ، ومع إلحاحه ورجاء السجناء ، وافق العسكر وبدأ بغرفته فنظر لمن معه وقال لهم أراكم على خير يا أغلى الناس والله أنكم حقاً أصدقاء وأفاضل استودعكم الله وإلى لقاء قريب يا أخوتي ... وبدأ يضم كل منهم على حدا والدموع تسقط من عينيه وكان كلما ضم أحدهم بدت دموعه تسقط من عينيه وهو يقول حماك الله يا سامي ووفقك يا حبيبنا هيا يا بطل اذهب . . ثم ودع الجميع وبدأ يتحرك ويبتعد عن الغرف حتى غاب عنه دويها ....
وعندما وصل في طريقه أمام غرفة الرئيس طلب من العسكر السماح له بأن يودع الرئيس ويسلم عليه وفجأة نظر العسكر لبعضهم وقالوا: لا مانع سوف ندخل إليه ونسأله الأذن بذلك وإذا وافق ستراه .... تبسم سامي مستعداُ لرؤيته وطرق العسكر الباب و دخل أحدهم وأغلق الباب خلفه وبعد لحظة خرج وقد بدت عليه علامات عدم الرضى وهو يقول ان الرئيس ليس في مكتبه وربما يتأخر يا سامي ... لذا أتصور أنه يتوجب عليك الخروج ويمكنك أن تحضر فيما بعد لتشكره وتراه إن أردت ....عندها حزن سامي فقد كان يريد أن يشكره كثيراً خصوصاً أنه السبب الوحيد بعد رحمة الله عز و جل الذي ساعده على الخروج من محنته ولكن لم يحالفه الحظ فقال للعسكر: أعوذ بالله لن أستطيع أن أدخل هذا المكان طالما حييت ، وتبسم للعسكر وهم يقولون معك كل الحق و الآن هيا بنا ...
ووصلوا إلى غرفة لها باب جميل جداً ، هو باب الحرية حيث تستطيع أن ترى النور والشمس والشارع والناس ...... وهنا طلبوا من سامي التوقيع على ورقة مضمونها يقول أنه يتعهد بعدم التحدث مع أي شخص عن قضيته التي كان هنا من أجلها وعدم ذكر أي أسماء كان قد سمعها هنا سواءً من عسكريين أو سجناء ولو بطريق الصدفة ..... و طبعاً و على الفور وقع سامي مباشرةً و دون تردد . .
ولكن بمجرد أن انتهي سامي من التوقيع غادر العسكر الذين أحضروه واستلمه عسكر لا يعرفهم من قبل ، ومع انتهاءه من التوقيع على الورقة ، وضعوا الحديد ليطبق على يديه بقسوة وعلى الفور تعجب سامي ونظر للعسكر وقال: ما هذا ، لماذا تضعون الحديد في يدي ؟
أخبروه ألا يقلق ولكن الاجراءات تتطلب أن يُطلق سراحه من مكان آخر ولابد أن يسلموه هناك والحديد في يديه وليس هناك داعي للقلق
نظر سامي بعيناه الكبيرتان محاولاً أن يميز ما يحدث وهل هم جادون فيما يقولون أم أن هناك أمر آخر يخفونه عنه ، ولكن لم يكن هناك وقت فقد أخذوه وخرجوا ليجد سيارة شرطة تنتظره وانطلقوا تاركين وراءهم ذكريات من عمر الحياة . .
وكان يشاهد الشوارع والناس والأبنية من حوله وكأنه يراها لأول مره في حياته ...
مسكين يا سامي ..... واستمر المشوار إلى ان توقفت السيارة أمام مبنى كبير .. فنظر سامي ليرى نفسه أمام أمام مبنى كبير و ضخم ......كتب عليه ...... الإدارة العامة للمباحث الجنائية . .


..................يتبع ............


مع بالغ شكري و تقديري.........



التعديل الأخير تم بواسطة BesTDarkmaN ; 17-12-02 الساعة 12:14 AM
BesTDarkmaN غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس