الموضوع
:
ذكريات من عمر الحياة
عرض مشاركة واحدة
07-10-02, 08:56 PM
#
114
BesTDarkmaN
كاتب متميز في زهرة الشرق
رقم العضوية : 169
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 424
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ BesTDarkmaN
ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الحادي عشر
[c]بسم الله الرحمن الرحيم[/c]
[c]
ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الحادي عشر
[/c]
و بعد ........
تفضلوا بقبول الجزء الحادي عشر من القصة
جلس سامي والدموع تملأ عيناه فرحاً على خلاصه وحزناً على ما آل إليه حاله المسكين فقد شعر حينها فقط بآلامه وأوجاعه فقد استفاق جسده من جديد وبدأ قلبه بالخفقان بعد أن توقف ذلك اليوم عند سماع صوت الرصاص .....
قام الرئيس وصرخ على العسكر وأمرهم بحجز تلك الداهية يسرى حجزاً انفراديا وقام العسكر وأخذوا يسرى من مكتب الرئيس وعلى الفور نظر الرئيس لسامي متبسماً وقال له دعني أصافحك يا بطل انت حقاً رائع حماك الله يا ولدي وسلمك .... رد عليه سامي وكان مجهشاً بالبكاء والدموع تسقط بغزارة شديدة محاولةً أن تمحي من ذاكرته تلك الأيام التي لم يكن لها نهار ......
الحمد لله يا سيدي ... الحمد لله .... والله لقد صرخت كثيراً وناديت بأعلى صوتي أني برئ برئ و لكن لم يسمعني أحد ... لم يسمعوني أبداً . .
قام الرئيس عن مكتبه وتوجه ناحية سامي و بدأ يربت على كتفه وهو يقول: أنا أعلم أنك قد تعرضت للكثير من الألم والعذاب ولكن الحمد لله أنت الآن بأمان تأكد من ذلك يا سامي ...
نظر إليه سامي بنظرة رجاءً بالغ وقال: أرجوك هل لي أن أكلم أهلي أرجوك .؟
نظر إليه الرئيس وقال: لا تقلق يا سامي أعدك بذلك ولكن لابد أن نبلغهم أولاً وبطريقتنا ، لا تقلق أعدك أنك ستراهم قريباً ..... نظر له سامي متعجباً ومتسائلاً : لماذا ؟ ألن أخرج من هنا ....؟
نظر إليه الرئيس متبسماً وقال: بالطبع ستخرج يا سامي ولكن ليس فوراً فسترفع أوراقك للجهات العليا ، وأعدك أن يتم ذلك على الفور وبأسرع وقت حتى يصلنا الرد سريعاً وتأكد أنه سيكون بالإفراج عنك وندها ستخرج على الفور ، فقاطعه سامي: لماذا ؟ لماذا ؟ أرجوك أريد أن أخرج ارحمني يا سيدي الرئيس أتوسل إليك ، نظر إليه الرئيس وقال: والله انك ستخرج وبأسرع وقت ولكن هذا هو الإجراء الرسمي وخصوصاً معك أنت ..فلا تنسى يا سامي أن قضيتك وتهمتك لم تكن بالصغيرة ... اعذرني يا سامي فلا أستطيع التصرف من تلقاء نفسي ولكني سأكتب فوراً تقريري عن حالتك وسيكون الرد بسرعة لا تقلق وأعدك أن أسمح لدويك وأهلك بزيارتك ريثما تخرج لهم بالسلامة لا تقلق يا سامي .
لم يكن لسامي من حول ولا قوة فقد اسقط عيناه للأرض مستسلماً وقال: حسناً ولكن أرجوك أنت تعرف الآن أني مظلوم فلا تطل عذابي أرجوك يا سيدي ...
ربت الرئيس على كتف سامي وقال: لا تهتم سيكون لك ذلك .... هيا اذهب الآن إلى الغرفة ودعني أكتب تقريرك لكي أرسله بأسرع وقت ، هيا يا سامي وإن احتجت لأي شئ لا تتردد بطلبي و سأكون دائماً معك لا تقلق صدقني ...
نظر سامي له باستعطاف كمن يقول: أرجوك لا تتأخر وتحدث قائلاً: و لا تنسى أن تخبر أهلي أرجوك يا سيدي ... فتبسم له الرئيس وقال: له لا تقلق أعدك بأن أخبرهم وستراهم قريباً بإذن الله .... والآن هيا يا سامي أذهب إلي الغرفة .... وعندما هم سامي ليخرج من الغرفة أراد العسكر أن يضعوا الحديد في يديه فصاح فيهم الرئيس قائلاً : إياكم أن تضعوا له الحديد بعد الآن أو تعاملوه بقسوة هل تفهمون .؟ وافعلوا له كل ما يطلب ..... فصاح العسكر أمرك سيدي وانصرفوا بعد أن تقدمهم سامي و كان سعيداً لما أخبرهم به الرئيس وعندما وصلوا إلى الغرفة تبسموا لسامي و بمزاح قالوا له هل تأمر بأي شئ أخر يا سيد سامي ..؟ ضحك سامي بصدق و كانت ضحكته جميلة .
دخل ليجد الجميع ينتظرونه وفي أعينهم تساؤلات كثيرة كمن يقول ماذا حدث ؟ تبسم لهم سامي وهز برأسه كمن يقول لقد نجحت فقاموا الثلاثة وأخذوا يقبلونه ويقولون له
الف
يا سامي ، وجلسوا جميعاً يتناولون الشاي
استيقظ سامي و لأول مرة بدون خوف ونادي العسكر وطلب منهم الأذن بالذهاب إلى الحمام ليتوضأ ... ثم عاد إلى الغرفة وصلى الصبح وركعتين شكر لله تعالى وجلس بعد أن أخذ مصحفاً وبدأ بالقراءة بصوته الجميل والدموع تسقط من عينيه
في تمام العاشرة صباحاً نادى العسكر على سامي وقالوا له تجهز فرئيس المباحث يريد أن يراك ... فرح سامي كثيراً وبدأ يفكر هل يا ترى سأخرج الآن هل حضر أحد من أهلي . .
استعد وذهب مع العسكر لمكتب الرئيس ، فتح الباب .... باب العاطفة ... باب المحبة .
دخل بهدوء ونظر إلي اليسار ليجد وفي نفس المكان الذي كانت بالأمس تجلس فيه تلك الفتاة يسرى ، كانت تجلس فيه صاحبة أرق وأحن وأطهر وأعظم وأجمل قلب عند سامي ، لقد كانت أمه نعم أمه المسكينة التي لم تفقد الأمل في العثور عليه ، فقد كان قلبها يقول لها دائماً انه على قيد الحياة .... يا الله كم هو رائع قلب الأم ...... نظر سامي ليرى نور وجهها يملأ المكان و تسمر في مكانه تسمرت أقدام سامي بالأرض ......فقط سيل بل فيضان من الدموع الحارقة هاجت من عيناه و بصعوبة بالغة خرجت منه كلمة أمي .....أمي .....أمي .
نظرت له أمه نظرت بعد أن وقفت وأرادت التوجه إليه ..... لتأخذه بحنانه وحضنها ولكن حتى الأقدام عجزت أن تحملها له فقد سقطت ، سقطت على أرض المكتب وهي تبكي وتجهش بالبكاء وتقول سامي ولدي سامي ولدي .... هنا سارع سامي ليكون عكازاً لأمه الحبيبة ليحملها ويضمها ويبكي ويبكي ويبكي ويبكي ويخرج كل ما في نفسه و يلقيه أمامها . .
جلس سامي مع والدته وكان يحاول قدر ما يستطيع أن يخفي جروحه والتشوهات التي في جسده وكان يضع يده على فمه طيلة الوقت خوفاً من أن ترى أمه ما حل بأسنانه وشكلها .
تحدث مع والدته وبسرعة عن أخوته ووالده طبعاً كيف يا أمي أرجوك كيف أخوتي جميعاً هل هم بخير وكيف أبي لماذا لم يحضر معكِ .؟ يا أمي بالله عليك أخبريني فقالت: صدقني يا ولدي كلهم بخير وخصوصاً بعد أن علمنا أين أنت ... لا تقلق يا ولدي ان والدك لم يستطع الحضور فأنت تعلم أن قلبه ضعيف ولا يستطيع أن يراك بما أنت فيه ... وهو ينتظرني بالخارج لا تقلق والله أني لا أكذب عليك ... تبسم سامي لوالدته وقال له لا تقلقي أنا بخير يا أمي وسأخرج قريباً ونظر فوراً لرئيس المباحث وقال: أليس كذلك يا سيدي ..؟ ... فهز الرئيس رأسه على الفور: نعم نعم ..... بالطبع ستخرج وبأسرع وقت ، ولا تقلقي عليه يا أختي انه تحت رعايتي أنا ولن يمسه أي مكروه .... فقالت له: عافاك الله وحماك والله أن سامي لهو أطيب وأحن أولادي ... فكن رحيماً معه ...... فقال: لا تقلقي لكِ ذلك .
وحان وقت الوداع ... فأنفجر سامي ببكاء غريب ودموع لا تتوقف وصار يقول أحبك يا أمي أحبك يا حبيبتي أحبكم جميعاً سلامي لأبي وأخبريه أن يرضى علي ويدعو لي أمانة يا أمي أدعو لي جميعاً أمانة
و غاب طيفها من جديد و سامي ما زال يبكي ............
..................يتبع ............
مع بالغ شكري و تقديري.........
التعديل الأخير تم بواسطة BesTDarkmaN ; 17-12-02 الساعة
12:12 AM
BesTDarkmaN
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات BesTDarkmaN