عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-06, 12:07 PM   #2
 
الصورة الرمزية محبة الهدى

محبة الهدى
مشرفــة أولــــى

رقم العضوية : 2396
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,630
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ محبة الهدى
كيف أستطيع تغير سلوكي تجاء طفلي


[ALIGN=CENTER]إذا كانت لنا نحن الآباء سلطة يلزمنا ممارستها، فللأبناء حاجة تربوية من حقهم أن يستفيدوا منها، و هي أربعة أنواع متكاملة:

ـ تحقيق الذات

ـ احترام الذات

ـ الشعور بالمحبة

ـ الشعور بالأمن

ـ الشعور بالانتماء

و لذلك فتتوزع هذه الحاجات على أربع مستويات بالشكل التالي:


ـ النفسية العاطفية

ـ العقلية المنطقية

ـ الحسية الحركية

ـ الاجتماعية


ملحوظة: ما ودر في الخانات الداخلية للجدول، من حاجات تربوية للطفل، إنما هي مجرد نماذج من باب التمثيل لا الحصر.[

و حسب نوع العلاقة بين هذه السلطة و تلك الحاجات تتحدد طبيعة المربي، فمن السهل أن تجعل طفلك خاضعا لك مستسلما لكل أوامرك، ولكن ذلك لا يضمن أن يتمتع طفلك بصحة نفسية سليمة، أو أن يتبنى قيما تربوية إيجابية. ولذلك فعليك أن تحدد أولوياتك:سلطتك أم حاجة طفلك؟

و على أساس تلك الثنائية، ينقسم الآباء إلى ثلاثة أصناف:

ـ الأب المتسلط: من ضخم سلطته على حساب الحاجات التربوية لابنه، معتمدا كلية على مبدأ 'الهيبة' الوالدية. وباعتبار الطفل كائنا هشا فمن السهل تنفيذ إرادة التسلط عليه و إكراهه على الإذعان بأي شكل يريده الأب المتسلط، دون اللجوء إلى أي وسيلة من الوسائل التي تعبر على احترام كيان الطفل. وبذلك يكون مركز اهتمامه بالأساس هو ذاته:فتكون ذاته مقدسة، و إرادته طاغية،و سلطته مضخمة. في مقابل كيان الطفل الذي يكون مزدرى، و إرادته مغيبة، و حاجته ملغاة. لتكون نتيجة لذلك السمة التي تطبع علاقة الأب المتسلط بطفله هي سمة التوتر.

ـ الأب المتساهل: من ألغى سلطته الوالدية لحساب تدليل الطفل والخضوع لما يريد بالشكل الذي يريد وبالقدر الذي يريد، معتمدا على مبدأ 'الحب' المفرط. إنه يريد من طفله أن يحبه مهما كان الثمن، في حين لا يفكر هو كيف يكون طفله محبوبا، و تلك من المفارقات العجيبة: ففي الوقت الذي نجد فيه المربي المتساهل يظن أنه يتخذ موقفه ذاك حبا للطفل، يكون حرصه في حقيقة الأمر على أن يبقى هو محبوبا لدى الطفل، مما يعني أن حبه الحقيقي هو لذاته لا لذات الطفل، وبذلك يلتقي المربي المتساهل مع المربي المتسلط في كون مركز الاهتمام لديهما ليس هو الطفل و لكن هو ذاتهما. فتكون نتيجة لذلك ذاته مزدراة، و إرادته غائبة،و سلطته ملغاة. في مقابل كيان الطفل الذي يكون مقدسا، و إرادته طاغية، و حاجته ملغاة. لتكون نتيجة لذلك السمة التي تطبع علاقة الأب المتساهل بطفله هي سمة الابتزاز.

ـ الأب المتوازن: من وظف سلطته لتحقيق الحاجات التربوية للطفل، معتمدا على مبدإ 'الثقة' بينه و بين ابنه عن طريق التواصل و التقارب و التفاوض و التدرج و التوافق.باعتبار أن مبدأ الثقة هو نقطة التوازن بين الهيبة المطلقة و الحب المفرط. فتكون نتيجة لذلك ذاته محترمة، و إرادته حاضرة،و سلطته موظفة. بالموازاة مع كيان الطفل الذي يكون محترما، و إرادته حاضرة، و حاجته مستهدفة. لتكون نتيجة لذلك السمة التي تطبع علاقة الأب المتوزان بطفله هي سمة الانسجام.

و يلخص الجدول أسفله ما نقصده في هذا الشأن:



رابعا: أتبنى الخيار الإيجابي في التربية عوض الخيار السلبي:

حينما يواجه المربي الإيجابي ـ و الأب المتوازن ـ سلوكا سلبيا من قبل ابنه، فإنه:

ـ أولا: يعمل على فهم سلوك الطفل على حقيقته، لا على أساس ما دأب المجتمع على تفسيره به، مستحضرا المفاتيح السبعة لفهم عالم الطفل فيسهل عليه تفسير أي سلوك وارد على حقيقته.

ـ ثانيا:يبحث أولا عن مدى مسؤوليته في سلوك طفله، فيراجع إشباع حاجة طفله التربوية، ويبحث عن الأسباب التي دفعته للقيام بما قام به.

ـ ثالثا:يركز اهتمامه على تحقيق حاجات الطفل التربوية لا على تحقيق سلطته، و بالتالي فنمط تفكيره يكون هو توظيف سلطته لخدمة حاجات طفله، وأما نمط سلوكه حواري توافقي تفاوضي.

ـ رابعا:يعمل على تعديل مركز اهتمام الطفل، في حالة ما إذا كان مركز اهتمامه خاطئ، ويثير انتباهه إلى مركز الاهتمام الصحيح، فيدفعه دون إكراه إلى تبني السلوك الصحيح، ولا يركز على السلوك السلبي في حد ذاته، لأن التركيز عليه تأكيد له.

خاتـمـة:

تلكم بعض الاقتراحات للجواب على سؤالك: كيف أستطيع تغيير سلوكي تجاه طفلي؟

طبعا، من حقك أن تسأل: هل سيجد المربي الوقت الكافي للتعامل مع سلوك طفله بهذا القدر من التريث و الدقة و' البرود'؟ وبالتالي هل يعتبر ما تطرحه علينا من اقتراحات هي أمور قابلة للتطبيق بالأساس؟

إن هذه العمليات في الواقع لا تحتاج منا إلا إلى استيعاب ما يجب أن نقوم به، وللتدرب لبعض الوقت، وبعد ذلك سوف تصبح جزءا من سلوكنا التلقائي، وحينها ستجري تلك العمليات في ذهنك بسرعة قصوى و ستبرمج رد فعلك الصحيح. ولكن البداية تحتاج إلى صبر ومجاهدة، فليس من السهل التخلص من الصورة النمطية التقليدية للمربي، و هي التي تثوي عميقا في عقلنا الباطن، كما أنه ليس من السهل الخروج عن السلوكيات الموروثة و الجاهزة. بل إنك بعد اقتناعك بما يتوجب عليك القيام به، وشروعك في تطبيق تلك القناعات الجديدة لديك، فقد تجد نفسك أحيانا ترتكس إلى نفس السلوك السلبي الذي اعتدت عليه من قبل.

حينها لا ينبغي عليك أن تصاب بالإحباط فتقول:'لا فائدة من المحاولة ومن كل ذلك التكليف، دعنا وما ألفينا عليه آباءنا فهو أريح لنا. ألم تكن طريقتهم مجدية أيضا؟ هاأنت ترانا أمامك، إننا نشعر أننا بخير تماما'

لا تقل ذلك، بل حاول باستمرار، ففي كل مرة ستكرر فيها المحاولة ستحقق تقدما في سلوكك الإيجابي، فالتربية الإيجابية مسار كامل، بكل ما يعنيه من مثابرة وبناء، و ليست مجرد وصفة سحرية، ستؤدي مفعولها فينا بضربة لازب.

بقلم: الأستاذ ماهر الملاخ باحث في المجال التربوي

دبلوم الدراسات المعمقة تخصص لسانيات

maher1987@gawab.com
[/ALIGN][/COLOR]


توقيع : محبة الهدى
لاحول ولاقوة لا با لله العلي العظيم
الله يرحم والدي ويسكنه في فسيح جناته

التعديل الأخير تم بواسطة محبة الهدى ; 02-03-06 الساعة 04:14 PM
محبة الهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس