حكم الغناء من المنادي لكي يبري ذمته يوم القيامة ... يارب اشهد
هذه الكلمات من المنادي لكي يبري ذمته من كل شي فيه غناء في هذا المنتدى
إن الغناء ليس فيه ترويح عن النفس ، وإنما فيه نشوة تعقب النفس ضيقا ووهنا وكسلا عن الطاعة ،، ففيه نشوة كنشوة الخمر ثم يعقبها الوهن وضيق الصدر كما تفعل الخمر بشاربها ، فإذا عاد إلى سماع الغناء عادت إليه النشوة التي يظنها المغرور ترويحا عن النفس وتسلية وتنشيطا للأعصاب .
وقد قال بعض شاربي الخمر :
وكأسا شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها
وقال آخر: وداوني بالتي كانت هي الداء
فالخمر داء لشاربها ، ومع ذلك فإنه يتداوى مما يصيبه بسببها من الغم وضيق الصدر بالعود إلى شربها . وهكذا حال المولع بالغناء وسماعه فإنه يتداوى مما يحصل له بسببه من الغم وضيق الصدر وحرجه بالعود إليه وإلى سماعه، ومن تداوى بنفس الداء زادت علته ، وتضاعفت حسرته بخلاف من قصد إلى مايضاد العلة ويقاومها فإنه حري بالبرء من علته . وأعظم مضاد للغناء ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن ،، فمن داوم على هذا العلاج النافع برأ مما أصابه من سماع صوت الشيطان ونفثه بإذن الله تعالى ، قال الله تعالى : (( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين )).....
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يقول : (( اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ، وهمزه ونفخه ونفثه )) قال فهمزه : الموتة . ونفثه :الشعر. ونفخه : الكبرياء .
وفي استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشعر دليل على مضرته . والغناء من أخبث الشعر لما فيه من زيادة التلحين والتطريب المفسد للعقول ، فهو من هذه الحيثية شر من مجرد الشعر ، وأولى بأن يستعاذ منه . فهذا رد على ((البيارق)) لما توهمته من وجود المنفعة في الغناء بالترويح عن النفس والتسلية وتنشيط الأعصاب ، فإنه لو كان الأمر فيه كذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من مجرد الشعر الذي هو أهون من الغناء . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى من الخير ، ويستعيذ به من الشر ، فدل هذا على أن الغناء شر لاخير فيه .
ومن أراد الترويح عن النفس والتسلية وتنشيط الأعصاب على الحقيقة فعليه بكثرة الصلاة ، وتلاوة القرآن ، وذكر الله تعالى ودعائه ، قال الله تعالى : (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ))
ثالثا :قالت ...... (( ... وقد أباحه الإسلام ما لم يشتمل على فحش أو خنا أو تحريض على إثم، ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى غير المثيرة. ))
أقول : هنا نحتاج لقولك السابق . عدم جواز تحريم مالم يحرم الله .. أو تحليل ما لم يحل الله ..
فالغناء المعروف المصاحب للموسيقى : حرام ... حرام ... حرام .... في القرآن ... والسنة .... والإجماع
أما في القرآن ..
قال تعالى : (( وَمِنَ اَلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ اَلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اّللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمِ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ))
فعن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبدالله بن مسعود وهو يُسأَل عن هذه الآية فقال تعني الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات ،
قال تعالى : (( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اَسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي اَلأْمْوَالِ وَالأَُوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ اَلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ))
وقوله تعالى " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استَخَفَّهُم بذلك
قال تعالى : (( أَفَمِنْ هَذَا الحَديثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ))
قال عكرمة عن ابن عباس : السُّمود : الغناء في لغة حِمْيَرْ ، يُقَال أسمدي لنا ، أي غَنِّي لنا .
قال تعالى : (( واَلَّذينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماَ ))
قال محمد بن الحنفية : " الزُّور هاهنا الغناء " ، وقال ليث عن مجاهد ، وقال الكلبيُّ : لا يحضرون مجالس الباطل . ويدخل في هذا أعياد المشركين ، كما فسرها به السلف ، والغناء ، وأنواع الباطل كلها .
ومن السنة فهناك كثير من الأحاديث التي تدل على حرمة الغناء والمعازف أذكر منها:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ليشربن ناس من أمتي الخمر ، يسمونها بغير اسمها ، يُعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم القردة والخنازير ))
وعن أبو مالك أو أبو عامر الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ (الفرج) والحرير والخمر والمعازف ))
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا )) فما بالك بالغناء يأيتها (( البيارق ))
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( صوتان ملعونان : صوت مزمار عند نعمة ، وصوت ويلٍ عند مصيبة ))
عن نافع رحمه الله قال : ((سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا ، فصنع مثل هذا ))
جاء عمرو بن مرة فقال: (( يا رسول الله إن الله قد كتب علي الشقوة فما أراني أرزق إلا من دفي بكفي فأذن لي في الغناء في غير فاحشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة عين كذبت أي عدو الله لقد رزقك الله طيبا حلالا فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله عز وجل لك من حلاله ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك وفعلت قم عني وتب إلى الله أما إنك إن فعلت بعد التقدمة إليك ضربتك ضربا وجيعا وحلقت رأسك مثلة ونفيتك من أهلك وأحللت سلبك نهبة لفتيان أهل المدينة فقام عمرو وبه من الشر والخزي ما لا يعلمه إلا الله فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله عز وجل يوم القيامة كما كان في الدنيا مخنثا عريانا لا يستتر من الناس بهدبة كلما قام صرع))
وكلام الصحابة والتابعين في الأغاني و المعازف مشهور ومعروف ومنه :
قال ابن وهب : أخبرني سليمان بن بلال عن كثير بن زيد : أنه سمع عُبَيدَالله يقول للقاسم بن محمد بن أبي بكر : " كيف ترى في الغناء ، قال : فقال له القاسم : هو باطل ، فقال : قد عرفت أنه باطل ، فكيف ترى فيه ؟ فقال له القاسم : أرأيت الباطل ، أين هو ؟ قال : في النار ، قال : فهو ذاك
قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : ما تقول في الغناء ، أحلال هو ، أم حرام ؟ فقال : لا أقول حراماً إلا ما في كتاب الله ، فقال أفحلالٌ هو ؟ فقال : ولا أقول ذلك ، ثم قال له : أرأيت الحق والباطل ، إذا جاء يوم القيامة ، فأين يكون الغناء؟ فقال الرجل : يكون مع الباطل ، فقال له ابن عباس : اذهب فقد أفتيتَ نَفسك
وورد عن الفضيل بن عياض أنه قال : الغناء رقية الزنا
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الغناء يُنْبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء الزرع ، والذِّكر يُنبت الإيمان في القلب كما يُنبت الماء الزرع
وورد عن عمر بن عبدالعزيز أنه كَتَبَ إلى مؤدِّب ولده : ليكن أوَّل ما يعتقدون من أَدَبِكَ بُغْض الملاهي ، التي بدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن ، فإنه بلغني عن الثُّقات من أهل العلم : أن صوت المعازف ، واستماع الأغاني ، واللهج بها يُنبت النفاق في القلب كما يَنْبُت العشب على الماء
وذكر الخلاَّل عَن مكحول قال : لمن مات وعنده مُغَنِّيَةً لم نُصَلِّ عليه
أبعد هذا السرد من الأدلة لاتزالين تقولين أن الغناء مباحا ؟؟!!
فالأصوليين عرفوا المباح بانه : ماخلا من مدح وذم . وقد قدمت من الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين مافيه ذم الغناء وآلاته . ومن أنكر ورود الذم للغناء وآلاته فهو إما في غاية الجهل والغباوة ،، وإما مكابر معاند ...فأرجو أن يكون كلامي واضحا يا أيتها البيارق..
رابعا: قالت ...... : ((ويستحب في المناسبات السارة، إشاعة للسرور، وترويحا للنفوس وذلك كأيام العيد والعرس وقدوم الغائب، وفي وقت الوليمة، والعقيقة، وعند ولادة المولود.))
أقول : كلامك جميل ... في الأعراس ...وفي الأعياد ...وعند قدوم الغائب .. ... وهذا عند النساء ..
ولابد من شروط قالها ابن باز رحمه الله
((وإنما يستحب ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة لإعلانه والتمييز بينه وبين السفاح ولا بأس بأغاني النساء فيما بينهن مع الدف إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على منكر ولا تثبيط عن واجب ويشترط أن يكون ذلك فما بينهن من غير مخالطة للرجال ولا إعلان يؤذي الجيران ويشق عليهم وما يفعله بعض الناس من إعلان ذلك بواسطة المكبر فهو منكر لما في ذلك من إيذاء المسلمين من الجيران وغيرهم ولا يجوز للنساء في الأعراس ولا غيرها أن يستعملن غير الدف من آلات الطرب كالعود والكمان والرباب وشبه ذلك بل ذلك منكر وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة .
أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك من أدوات الحرب كالتدرب على استعمال الرماح والدرق والدبابات والطائرات وغير ذلك كالرمي بالمدافع والرشاش والقنابل وكلما يعين على الجهاد في سبيل الله)) انتهى كلامه
يتبع
|