عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-05, 04:55 PM   #1

بشير الطاهر
عضوية جديدة

رقم العضوية : 2644
تاريخ التسجيل : Mar 2005
عدد المشاركات : 43
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بشير الطاهر
قـــــــــــــــدوة حسنة


قــــــــــــــدوة حسنة

دخل محمد بن الحسن بن على رضوان الله عليهم على عمر بن عبد العزيز فعظمه وأكرمــــه ثم التفت إليه وقال : آية أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة هل من عظة أو حكمة ؟ فقـال محمد رضى الله عنه: حفظت عن أبى عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان : من إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل , وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق وإذا قدر لا يأخذ ما ليس له . وقالوا : إن عبد الله بن عمر كان يعتق عبيده إذا أكثروا مــــن الصيام والقيام فلما رأى عبيده منه ذلك أخــذوا يبالغون فى صيامهم وقيامهم فقال له الناس : إن عبيدك يخدعونك بهذا فقال عبد الله : من خدعنا فى الله انخدعنا له . ومما جاء فى رحمــــة سيدنا عمر وشفقته على المسلمين أنه خرج فى ليلة من الليالي إلى بعض طرق المدينة فوجــد أما وإلى جانبها صغيرها وقد أوقدت نارا وجعلت عليها قدرا به ماء وحصى وهى تقلب الحصى فى الماء وتعلل أولادها حتى يناموا لنهم كانوا يتضورون جوعا فأقبل عليهم عمر ومعه زيد بن أرقم وقال لهم السلام عليكم يأهـــل الضوء فقالت المـــرأة وعليك السلام يا هـــذا فقـــال لها عمر مــن أنت يا أمة الله؟ فقالت امرأة من المسلمين قد استشهد زوجها فى سبيل الله وهى تربى أولادها الأيتام , فقال لها ومالذي تطبخينه فى قدرك فقــــــال ليس بها إلا الماء والحصى أعلل بذلك أولادي حتى يناموا والله يحكم بيننا وبين عمر الذي كان سببا فيما نحن فيه فقال عمر : ومن الذي أخبره بذلك ؟ فقالت إن من تولى أمور المسلمين لا ينبغي له أن يغفل عنهم فقال لها عمر : مكانكم حتى آتيكم ثم انطلق إلى بيت المال فأحضر منه سمنا وعسلا ودقيقا وقال لزيد: احمله على فقال زيد: أحمله عنك يا أمير المؤمنين , فقال له عمر : لا والله إنك لا تحمل عنى أوزاري يوم القيامة فانطلقا معا إلى المرأة وأخذ عمر يعد طعاما للأطفال ثم أطعمهم حتى شبعوا فلما رأت المـرأة منه ذلك تهلل وجهها وقالت له : جـــــزاك الله خيرا لقد كنت أولى بالخلافة من عمر فقــال لها عمر : إذا أتيته غدا وجدتني عنده , ثم التفت بثوبه واضجع قريبا منهم فقال له زيد : ألا نعود إلى المدينة يا أمير المؤمنين قال لا والله لا أنصرف حتى أبصر فرحتهم كمــا أبصرت حزنهم وما زالت الصبية يلعبون حوله حتى أخذهم النوم فانصرف فلما جاءته المــرأة صباحا فــرض لهم من بيت المال ما يكفيهم وفى ذلك يقول حافظ إبراهيم شاعر النيل فى عمريته :
ومـــــــــن رآه أهام القد منبطحا
والنار تأخـــــذ منه وهو يزكيها
وقــــــــــد تغيب فى أثناء لحيته
منها الدخان وفوه غاب فى فيها
رأى هناك أمير المؤمنين علـى
حــــــــــــــال تروع الله رائيها
يستقبل النار خوف النار فى غد
والعين من خشيته سالت مآقيها .


توقيع : بشير الطاهر
ردودكـــــــــــــــــــــــم تدفعني للأمام

بشير الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس