مسؤولية التربية الخلقية
أحبتى الكرام
لنعيش معا هذا الطرح ولنستعرض معا ماتترتب عليه مسؤولية التربية الخلقية ، وما نقصده هنا بالتربية الخلقية هو عبارة عن مجموعة من المبادىء الخلقية ، والفضائل السلوكية والوجدانية التى يجب أن يتلقنها الطفل ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله الى أن يصبح مكلفا الى أن يتدرج شابا الى أن يخوض خضم الحياة.
ومما لاشك فيه ، ولا جدال معه أن الفضائل الخلقية والسلوكية و الوجدانية هي ثمرة من ثمرات الأيمان الراسخ ، والتنشئة الدينية الصحيحة
فالطفل منذ نعومة أظفاره حين ينشأ على الأيمان بالله ، ويتربى على الخشية منه ، والمراقبة له ، والأعتماد عليه ، والاستعانة به ، والتسليم لجنابه فيما ينوب ويروع
تصبح عنده الملكة الفطرية ، والأستجابة الوجدانية لتقبل كل فضيلة ومكرمة ، والاعتياد على كل خلق فاضل كريم 00 لأن الوازع الديني الذي تأصل في ضميره ، والمراقبة الألهية التي ترسخت في أعماق وجدانه ، والمحاسبة النفسية التى سيطرت على تفكيره واحساساته 00 كل ذلك بات حائلا بين الطفل وبين الصفات القبيحة والعادات الأثمة المرذولة ، والتقاليد الجاهلية الفاسدة 00 بل اقباله على الخير يصبح عادة من عاداته ، وتعشقه المكارم و الفضائل يصير خلقا أصيلا من أبرز أخلاقه وصفاته 0 أما حينما تكون التربية بعيدة عن العقيدة الأسلامية ، مجردة من التوجيه الديني ،والصلة بالله عزوجل 00 فأن الطفل - لاشك - يترعرع على الفسق والأنحلال ، وينشأ على الضلال و الألحاد ، بل سيتبع نفسه هواها ، ويسير خلف نوازع النفس الأمارة ، ووساوس الشيطان وفقا لمزاجه وأهوائه وأشواقه الهابطة 0 يقول سبحانه وتعالى ( ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله ) القصص اية 50) والذي نخلص اليه مما تقدم أن التربية الأيمانية هي التى تعدل المزاج المنحرف ، وتقوم المعوج الفاسد ، وتصلح النفس الأنسانية 00 وبدونها لايمكن أن يتحقق أصلاح ، ولا أن يتم استقرار ، ولا يتقوم خلق 0 فلنحرص أحبيتي على تربية أولادنا هذه التربية الأسلامية 00 نفعني الله وأياكم بما طرح وتقبلوا تحيتي الخالصة
( من كتاب تربية الأولاد في الأسلام )
التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 28-11-21 الساعة 11:53 AM
|