منتديات زهرة الشرق - عرض مشاركة واحدة

صهيل · 30-08-02, 03:45 AM

[c]السلام عليكم ،،،

:phearts:

ثلاثية أرض السواد هي رواية رائعة ... هي عشق مؤلفها عبد الرحمن منيف لأرض العراق رواية طويلة تمتد إلى ثلاثة أجزاء ، ومساحة 1448 صفحة ... لكن بما تتضمنهه من أحداث و تنوع رائع في المكان والشخصيات ... لا يمكنك الشعور بطول الرواية .... قرأتها واستمتعت بأحداثها وتعرفة بعمق على شخوصها .. فأردت أن انقلها لكم ... بإيجاز ...

ثلاثية ارض السواد تعتمد في سياقها على حدث تاريخي حيث أن الحدث الرئيسي فيها هو تناول مرحلة تاريخية بعينها من مراحل تاريخ العراق ومن ثم تناول كل ما يحيط بهذه الفترة من أحداث صغيرة أو كبيرة ، سياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية ، حوادث تشكل الشخصية العراقية محورها الأساسي ولسان حالها ووقودها الذي تعتاش عليه .

حدث الرواية التاريخي الرئيسي يتلخص في وصول الوالي داود باشا واستيلائه على ولاية بغداد ، بعد أن حاصرها وأعوانه ، وتخلص من سعيد باشا ابن سيده الكبير سليمان باشا والي بغداد القوي ،و ما صاحب فترة داود باشا من حوادث وحروب ومؤامرات وقتل ودسائس وعوز وفقر وخوف وفيضانات ، يقع ذالك في أواخر أيام السلطة العثمانية ، وقت تقضي فيه إنجلترا ، الإمبراطورية المتعاظمة النفوذ على نابليون ، لترى نفسها سيدة العالم ، مع رصد لخطط وتدخلات وطموحات القنصلية الإنجليزية ، متمثلة بالقنصل (( ريتش )) في شؤون ولاية بغداد ، وماآلت إليه هذه الخطط ، وذاك الطموح .
ا

المحور الأول في العمل يتمثل في شخصية الوالي داود باشا حيث من المفترض أن تكون الشخصية الأهم والمحورية في العمل ، فحولها وبها تسير أحداث الرواية جميعها ، لكن ، المحور الثاني والشخصية الحقيقية الأقوى والأكثر حضورا في الرواية هي
( قهوة الشط ) بشخوصها المتنوعة و أحاديثها المعبرة ، ومواقفها الأصيلة ، فهي تشكل الخلفية الأهم لعالم أهل بغداد .

أما المحور الثالث فيأتي متمثلا بالقنصلية الإنجليزية ، متجسدة بشخصية القنصل - ريتش - لنعرف من خلالها نوايا وطموحات الأجنبي / المستعمر وكيف ينظر إلى البلد وأبنائه ، متجاوزا في سبيل مصلحته كل الأعراف والقيم ويكرس قوته وبقاءه ولو على حساب اعتراك ودم أبناء البلد ....

وعلى هامش هذه المحاور يمد ( عبد الرحمن منيف ) سهولا ووديانا ، ويشيد جبالا من المعلومات المشوقة والحميمة حول العراق ، يشرا وأرضا وسماء ، عوالم تنبض بالحياة ونماذج بشرية نكاد نلمسها ، بهمومها الحياتية الصغيرة الموجعة ولحظات فرحها القليلة وتفكير بعضها الشيطاني ووحشيتها ، شخصيات كثيرة ومتنوعة لا يجمعها إلا التوجس والحزن والوجع والقسوة .

ويقدم عبد الرحمن منيف في روايته لهجة بغداد المليئة بالكثافة والظلال كما أظهر براعته في استحضار و توظيف تلك اللهجة ...

الثلاثية مليئة بالنماذج البشرية ، سيل لا ينتهي من الشخصيات ، من مختلف دروب الحياة ، كل هذا جاء ليدلل على أن الرواية تتحدث عن تاريخ أمة وملحمة شعب وليس رواية لبطل فرد .

:phearts:

[/c]