عناوين الطرقات


قيثارة الوقت في حنين
ترنيمة عشق وخمرة انتماء
مضى العمر يستحمّ في ظلي
ولا زلت أصارع ذاك الإحساس
وتتسارع أنفاس لاهثة
تشكّل أرجوحة هيام
تسأل عن نسمة الريح
تسأل عن بسمة خلّي
ورسائل وعودها من وداد
وأسأل عنكِ دوما في سرّي
قبلة تقاسمناها خلسة ذات مساء!
تمزج الريح مرورها بجسدي
صفيرها يملؤني أنين ترداد
والنفْس كالموج تجرفني
أعماقكِ فيها والأبعاد
تنزف الأيّام صورة بعاد
وتتناهى إلى المخيّلة أحلام نابضة
ماتت وجرفها التيّار!
سيف الزمن قاطع... قاطع
تربى وحدّه دمعة الفراق
يحكي الأمس رواية عمر
كُتِب له الترحال
وتحت مظلّة الروح اجتمعنا
صور من منفى الأشواق!
هو الألم يا عاشقتي
فيه من كواليس الذات معاناة
فيه سحر يسكر النبضات
وفيه عبرة حيرى متعبة
أنهكها الخريف وطول الانتظار!
رحل الزمن
ورحلتِ معه وأمسي
وانقضى فصل الأفراح
ويقبع الألم في صلبي
وجعا يرعاه الخيال
وفي ميناء الحقيقة رسوتِ
كسفينة تتمايل من تلك الأبعاد
أقفلتِ بعدها دروب النسيان
أخفيتِ جدائل الموج والتيارات
أخفيتِ رطوبة النوافذ
أخفيتِ عيون الجدران
أخفيتِ عني عناوين الطرقات
أخفيتِ صحوة الفؤاد
وتقلّبَت الروح ما بين شهقة واشتعال!
أغلقتِ بوّابة الريح ورحلتِ
ومع أرصفة الحنين انتهيتُ
ضعتُ...
وضعتِ...
وضاع العمر والزمان!

ضوء فلك مسافر أنا...
إن تهتِ فضاءً أتيتك!
دمعة حلم رائعٍ أنا...
إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك!
نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا...
تنساب حنانًا وتأتيني بك!
زهرة وردٍ من بستانك أنا...
إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً
و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك!
ومن أناملك الوجلى...
خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا
وعلى الوجنتين يرسم الملامح
ويطوف أبراجك سعدًا ووجد...
وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!!