هذه الرسـالـة تــصـف رجــل بخـــيــل.
وهي من أرقى ماكتب في الــشتــم أن كان للشـــتم رقي.
(اما فلان البخيل لو مسخ حجراً لـتحـطـمـت من غـيـظـهـا الأحجار,ولـو كـان على بـخـلـه حـديـداً لــمـا لان الحديد في النار,ولو صوره الله طيناً أجوف لما طن في يد أحد على نقر,ولو خلقه مرة أخرى من تراب لما جمع هذا التراب الا من ثياب أهل الفقر..
وهو نبي أمة البخل , ومعجزته فهي قدرته على أن يستنبط غير المألوف من المألوف, ويستـغـل الصفر فيخرج منه ألفا الى ألوف وأنه على ذلك لآية , فما رآه المؤمنون الا قلوا اللهم غفراً ولا رآه الجاحدون الا زادو عتواً وكفراً.
وكم تمنى وهو يتهالك حرصا أن يكون مثل أبليس في أنه لايموت الا متى هرم الدهر , ولا يذهب من الأرض الا حين لا يبقى في تاريخ الأرض ولا شهر.
على أن دراهمه في أيدي الناس هم واسمه في أفوههم سم, وكم لأمواله من قتيل, فمن منه أستلف فقد تلف ومن منه أقترض فقد أنقرض.

أما وجهه فلو أنزل الله مرآة من السماء فنطر فيها لصدئت من قبح خياله ,كصدا المخزون من ماله.
أما أبتسامته فلو نظر اليها البدر لغرب , ولو طلع عليه الفجر لهرب.
ولست أطيل في القول ,فما أنا ببالغ من القول بعض صفته وهيهات أن يصفه على الحقيقة الا من يعلم لغة الملائكة فينقل الى لغة كلام الناس كتاب سيئـاته)



[ALIGN=LEFT]( بتصرف من كتاب المســـاكـــين )[/ALIGN]