الموضوع: الشورى
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-05, 12:03 PM   #1

هيفاء
سفيرة زهـرة الشرق

رقم العضوية : 1615
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,285
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيفاء
الشورى


من القيم الإنسانية والاجتماعية التي جاء بها الإسلام : الشوري .
ومعنى الشورى : ألا ينفرد الإنسان بالرأي وحده في الأمور التي تحتاج إلى مشاركة عقل آخر أو أكثر، فرأى الاثنين أو الجماعة أدنى إلى إدراك الصواب من رأى الواحد .

كما أن التشاور في الأمر يفتح مغاليقه، ويتيح النظر إليه من مختلف زواياه، بمقتضى اختلاف اهتمامات الأفراد، واختلاف مداركهم وثقافتهم، وبهذا يكون الحكم على الأمر مبنياً على تصور شامل، ودراسة مستوعبة.
فالإنسان بالشورى يضيف إلى عقله عقول الآخرين وإلى علمه علوم الآخرين، وفى هذا يقول الشاعر العربي :

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي قوة للقوادم

وقد دعا الإسلام إلى الشورى في حياة الفرد، وفى حياة الأسرة، وفى حياة المجتمع والدولة .
الشورى في حياة الفرد:
ففي حياة الفرد يربى الإسلام المسلم إذا أراد أن يقدم على أمر من الأمور المهمة، التي تختلف فيها الوجهات، وتتعارض الآراء والرغبات، ويتردد فيها المرء بين الإقدام والإحجام، أن يستعين بأمرين يساندانه على اتخاذ القرار الأصوب .
أحد هذين الأمرين : رباني، وهو استخارة الله تعالى، وهى صلاة ركعتين يعقبها دعاء مضمونه أن يختار الله له خير الأمرين في دينه ودنياه، ومعاشه ومعاده .

والثاني: إنساني، وهو استشارة من يثق برأيه وخبرته ونصحه وإخلاصه. وبهذا يجمع بين استخارة الخالق، واستشارة الخلق. وقد حفظ المسلمون من تراثهم : ( لا خاب من استخار، ولا ندم من استشار) . وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يستشيرون النبي (صلى الله عليه وسلم) في كثير من أمورهم الخاصة، فيشير عليهم بما يراه صوابا أو أصوب أو أفضل. كما رأينا حين استشارته فاطمة بنت قيس في أمر زواجها، وقد أبدى الرغبة فيها رجلان : معاوية وأبو جهم. فقال لها : ( أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه) ! أي يضرب النساء. واقترح عليها أن تتزوج أسامة بن زيد . وكان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يستشير بعض أصحابه في أموره الخاصة كذلك . فقد رأيناه في أزمة (حديث الإفك) يستشير على بن أبى طالب، ويسأل أسامة بن زيد .

الشورى في حياة الأسرة::

وفى حياة الأسرة يدعو الإسلام إلى أن تقوم الحياة الأسرية على أساس من التشاور والتراضي. وذلك منذ بداية تكوين الأسرة . ولهذا رفضت نصوص الشريعة أن يستبد الأب بتزويج ابنته - ولو كانت بكرا - دون أن يأخذ رأيها. وأوجب التوجيه النبوي أن تستأذن البكر، وان كانت تستحيى، فجعل إذنها صماتها. فإن سكوتها عند عرض الأمر عليها دليل على الرضا والقبول .

وقد رد النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض عقود الزواج التي تمت بغير إرادة البنت، لأن الشرع لم يجز لأحد أن يتصرف في مالها وملكها بغير إذنها، فكيف بمصيرها ومستقبل حياتها ؟! بل رغبت السنة آباء البنات أن يشاوروا أمهات بناتهن في أمر زواجهن، أي يشاور الرجل زوجته عند ترويج ابنتهما، وفى هذا جاء الحديث الذي رواه الإمام أحمد : ( آمروا النساء في بناتهن ). وذلك أن الأم أعلم بابنتها من الأب، فهي باعتبارها أنثى تعرف اتجاهها وعواطفها، والبنت تبوح لأمها عن أسرارها بما لا تجرؤ أن تبوح به لوالدها.

وبعد بناء الأسرة ينبغي للزوجين أن يتفاهما ويتشاورا فيما يهم الحياة المشتركة بينهما، وفيما يهم كل واحد منهما على حدة، وفيما يهم حياة ذريتهما ومستقبلها . ولا يجوز أن يستهان برأي المرأة هنا، كما يشيع عند بعض الناس، فكم من امرأة كان رأيها خيراً وبركة على أهلها وقومها. وما كان أحصف رأي خديجة وموقفها في أول ساعات الوحي، ودورها في تثبيت فؤاد النبي، والذهاب معه إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، ليطمئنه ويبشره. وكذلك رأي أم سلمة يوم الحديبية.

ومن الروائع القرآنية :التنبيه على ضرورة التشاور والتراضي بين الزوجين فيما يتصل برضاع الأولاد وفطامهم، ولو بعد الانفصال بينهما. يقول تعالى:( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين، لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف . . . )، إلى أن قال :( فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما ) .


توقيع : هيفاء


يا عندليب ما تخافش من غنوتك
قول شكوتك واحكي على بلوتك
الغنوة مش ح تموتك انما
كتم الغنا هو اللى ح يموتك

عجبي





زهرة الشرق
zahrah.com

هيفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس