{جحا والتجار الثلاثة}
وجد التجار الثلاثة في مسيرة العودة نحو منزل التاجر النحيل فبلغوه في الوقت المحدد, وقد أخذ منهم الجوع مأخذه. وسارع التاجر النحيل الى المطبخ يتنسم أطايب ما أعدته زوجته. وأخذته الدهشة حينما لم يجد شيئا. ولم تكن دهشة زوجته, لعودته باكرا, على غير عادته, بأقل
من دهشته هو. فصاح بها مؤنبا: أين العشاء يا امرأة؟ فأجابته مستغربة: عشاء؟ أما كنت تنوي العشاء في السوق كعادتك؟
فرد الزوج غاضبا: تعليماتي يجب أن تنفذ, وتعليماتي وصلتك لكي تعدي لنا العشاء, هنا, الساعة السادسة - يعني الآن:
فأجابته الزوجة ساخرة: تعليماتك؟ لا بد أنك أبلغتنيها في منامك: انك ما أبلغتني قط مثل هذه
التعليمات. ولم يزدد التاجر النحيل الإ حدة وهو يصر: التعليمات وصلتك. لا تنكري, لقد أرسلناها
بالتأكيد:
وعلا صراخ الزوجين واحتد كلاهما في مجابهة الآخر حتى تجمع المارة في الشارع وأطل الجيران من نوافذ بيوتهم المقابلة. وفي غرفة الجلوس كان رفيقا التاجر ينتظرانه بفارغ الصبر.
وبلغ مسامعهما ترداد الزوجة بسخرية أشد: تعليماتك: من هو الذي حملها الي؟ أم جني علي بابا يا ترى؟ والزوج يرد محتدا: لا تجيبيني بهذه النغمة الساخرة: انه الآرنب: ألم يبلغك الآرنب
رسالتي؟ وكادت الزوجة أن يغشى عليها وهي تردد: رحماك يا رب: رحماك يا رب: لقد أيقنت أن زوجها قد أصيب بمس من الجنون:
وبدأ التاجر النحيل يستعيد هدوءه, وهو يكرر متلعثما: نعم, أرسلنا أرنبا ليبلغك:
يتبع:pcring:
|