{جحا والتجار الثلاثة}
وحين دخلت زوجة جحا لرفع الآطباق بادرها مستفسرا: أين هو ذاك الآرنب يا عزيزتي؟ هل وضعته في القفص؟ فأومأت أن نعم. وتابع جحا قائلا: أظن أن ضيوفي الآفاضل يتوقون لرؤيته. سنتناول القهوة أولا, ثم نقوم لنلقي نظرة عليه.
وهنا تعاظم اهتمام التجار بذلك الآرنب الذكي الذي يستطيع ايصال الرسائل. انه سيكون فائق
المنفعة لهم, يرسلونه من السوق يوميا لإشعار زوجاتهم بموعد العودة لتناول العشاء, أو يبعثون
به واحدهم الآخر لإنذاره باقتراب الزبائن الغاضبين فيتجنبهم- علما أن لديهم الكثير من هؤلاء الزبائن. وهكذا ما ان شاهد الرجال الآرنب المستكن في قفصه يقضم جزرات من حوله حتى تقدم
التاجر البدين من جحا دون تردد يسأله: ما هو الثمن المطلوب في هذا الآرنب؟
وتنهد جحا مصطنعا الجدية ليجيب: لا يخفاكم أنه من الصعب التخلي عن أرنب كهذا يتمتع بمواهب
فائقة. لكني للآصحاب قد أفعل ذلك مقابل ثمن مغر.
وبعد مشاورة فيما بينهم نقد التجار جحا ثمنا مغريا حقا, وأسرع البدين منهم الى القفص ففتحه
وتناول منه الآرنب بعناية بالغة.
وخطر للنحيل من التجار أن هاتوا نجربه للتو: سأطلب منه اخبار زوجتي أن تعد عشاء لثلاثتنا
اليوم الساعة السادسة مساء. فوافقه الآخران دون اعتراض.
وهنا أمسك التاجر النحيل بالآرنب وهمس الرسالة في أذنه, ثم أطلقه باتجاه منزله. وانطلق الآرنب في غمامة من الغبار ينهب الآرض نهبا- وما هي الإ لحظات حتى توارى عن أنظارهم
عبر التلال البعيدة.
يتبع:pcring:
|